أطلقت جمعية إسلامية في بريطانيا مجلة جديدة على شبكة الإنترنت في إطار التصدي لترويج التنظيمات المتطرفة للعنف والإرهاب، وتهدف المجلة إلى استعادة الإنترنت من المتشددين الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي بشكل واسع لنشر رسائلهم وأفكارهم المتطرفة، ووقف وراء إطلاق المجلة مجموعة كبيرة من العلماء والباحثين المسلمين في المملكة المتحدة. وقال العلماء المسلمون في بريطانيا إنهم يهدفون من خلال إصدار مجلة الحقيقة إلى تثقيف الشباب بشأن حقيقة الحركات والتنظيمات الجهادية المتطرفة، وتوفير رؤية مضادة لرؤية المتطرفين في تنظيم "داعش" وغيرها من الجماعات المتطرفة وتوفير تفسير واضح لآيات القرآن التي يستخدمها المتطرفون لتجنيد الشباب في أوروبا والعالم الإسلامي، حسب ما أفادت به شبكة BBC الإخبارية. وأكدوا أن إصدار مجلة الحقيقة جاء كرد فعل مباشر ضد خطر التطرف الذي تمثله جماعات مثل تنظيم "داعش" الارهابي الذي يسيطر على مناطق واسعة في بلاد الشام والعراق، الذي يستخدم مواقع التواصل الاجتماعي بشكل بارع في الترويج للأفكار المتطرفة وتجنيد الشباب للعنف والإرهاب. وتجمَّع أكثر من 100 إمام في لندن في قمة لإعلان إطلاق المجلة التي نُشرت على موقع "إمامز أونلاين"، وحضر القمة أئمة على مكانة كبيرة مثل عبد الله بن بيه، رئيس منتدى الترويج للسلام، وحمزة يوسف، وهو إمام كبير في الولاياتالمتحدة ومؤسس أكاديمية الزيتونة في الولاياتالمتحدة ومقرها كاليفورنيا. وقال منظمو القمة إنها تضم جميع أطياف الإسلام من الشيعة والسنة والمتصوفة وتضم عربًا وباكستانيين ومعتنقين للدين الإسلامي من مناطق عديدة. وأشار قاري عاصم، أحد محرري المجلة ومسؤول عن الموقع، إلى أن قادة الدين والأئمة المسلمين الذين يرعون مجتمعاتهم، هم وحدهم المؤهلون لاستعادة هذه المنطقة من تنظيم "داعش" المتطرف. وتابع عاصم قائلاً: "إننا الآن نعيش في عالم الهاتف النقال الرقمي، وبعض الشباب لا يذهبون إلى المساجد ويجب علينا أن نوصل رسالتنا إليهم، وهذه مساهمة المسلمين للتصدي للتطرف على الإنترنت". ودعا "عاصم" المسلمين في كل أنحاء العالم إلى الدخول إلى الموقع، والاطلاع ومشاركة محتوى المجلة مع الأصدقاء والأهل على الإنترنت. ويُذكر أن "داعش" يستخدم مواقع التواصل الاجتماعي لنشر الأفكار الجهادية المتطرفة وتشجيع الشباب على العنف، وتقدر حسابات موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" الداعمة لتنظيم "داعش" بحوالي 70 ألف حساب، وأصبح خطره الإرهابي يتنامى يومًا بعد يوم على البيئة الرقمية التي أصبحت ساحة واسعة للعنف والإرهاب.