سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
++مدرس ثانوى راتبه 1000 جنيه أصر على الضحية وعمل لها جمعية.. «ربنا ما يقطعها عادة» عمل نجاراً بعد الظهر حتى لا يلجأ للدروس الخصوصية.. واشترى الخروف من خاله ليضمن لحمه.. «الغش بقى حتى فى البهايم»
عادته السنوية «ربنا ما يقطعهاش»، لا يمنعه عنها سوى قلة الحيلة، فقد صارت الأضحية ضرورة من ضرورات الحياة «زى الأكل والشرب.. فى حد مش بياكل أو يشرب؟ أنا كمان ما ينفعش ما أضحيش».. هو الأستاذ سيد عمارة، مدرس ثانوى صناعى وأب لثلاثة أطفال، أكبرهم فى نهاية المرحلة الابتدائية. اعتصامات ووقفات احتجاجية عدة شارك فيها «مستر سيد» كما يناديه تلاميذه، من أجل رفع المرتبات والكادر الخاص بالمعلمين: «نفسنا الوزارة تقدّر المدرسين وتمنعهم شر السؤال»، قصر اليد لم يمنعه من أن يحقق عادته السنوية ويشترى الخروف كما تعود من أجل «رضا ربنا وفرحة العيال». «ممكن نحرم نفسنا من أى حاجة عشان نجيب خروف العيد»، راتبه الشهرى 1000 جنيه يحتاج عليها ألفا آخر حتى يؤدى واجباته الشهرية: «ومطلوب منى أصرف على بيت وأدفع إيجار وأكل وشرب وعلاج ولبس ومدارس بالألف جنيه مين يحسبها؟».. لا يحسبها أحد، فمحاولاته المتعددة لضبط الميزانية باءت جميعها بالفشل: «اشتغلت نجار بعد الظهر، علشان أعرف أعيش أنا وعيالى وما أخبطش على باب تلميذ علشان درس خصوصى». أول ذى الحجة هو موعده الثابت لشراء الخروف كما تعوّد، أتى به من الشرقية هذا العام؛ حيث يشرف خاله على تربيته: «دفعت 1700 جنيه زى الغريب بس ضامن اللحمة اللى جايبها واللى مطلعها لله، الكيلو وقف علىّ ب35 جنيه».. ثقته فى الله بأنه سيقدره جعلته يرتب «جمعية» مع أصدقائه ليدفع بها ثمن الخروف «بدل ما أقسطه من التاجر بعمل الجمعية بمائة جنيه فى الشهر كل سنة وأقبضها على العيد». لا يشترى «مستر سيد» الخروف من أى تاجر أو جزار، لكنه يحب أن يطمئن أولا على ما يأكله الخروف «أنا بشترى من ناس ثقة وعارفها كويس، غير كده ما بجبش الغش، دلوقتى بقى كتير قلة الضمير بقت حتى فى البهايم».