العالم كله من كوستاريكا إلى بنجلاديش، عندما قرروا تمثيل أبنائهم بالخارج فى المجالس النيابية، ليكونوا حلقة الوصل مع الوطن الأم.. اتفقوا على طريقتين لا ثالثة لهما: الأولى: أن يتم «تعيين ممثل أو اثنين» عن كل قارة، حسب الكثافة العددية. الثانية: أن يُنشئوا «دوائر» بكل قارة، «يترشح» فيها من يرغب من المغتربين، ويتم اختيار النائب من تصويت أبناء الجالية هناك. تونس مثلاً: أنشأت فى فرنسا «دائرتين».. لوجود عدد كبير (نصف مليون) من المغتربين.. ترشح فى كل دائرة عدد منهم، وتم انتخاب «النائب» من أصوات الجالية التونسية هناك.. وهكذا الجزائر والمغرب، وحتى الفرنسيين بالخارج تعدادهم 1٫5 مليون، ينتخبون منهم 11 سيناتور يمثلون الفرنسيين خارج الحدود.. ولا توجد دولة على وجه المعمورة تمنع حاملى الجنسية الثانية!! أما نحن.. كالعادة «بنخترع العجلة».. قال إيه: اللى عايز يترشح.. يترشح هنا، واللى هينتخبوا «نائب المغتربين» برضه من هنا!! إدينى عقلك؟.. واحد بييجى من «أستراليا» يترشح فى دائرة الجيزة، واللى ينتخبه أهل الواحات البحرية (تبع الجيزة)، ويصبح ممثلاً أو نائباً عن المصريين فى أستراليا؟ بذمتك ده تسميه إيه؟.. أكيد الفقيه «من الفقى» اللى «اخترع» أو «فت» (من الفتة) دا «بغل أسترالى» بعيد عنك!! صحيح، إيه علاقة المصرى اللى عايش فى «باريس» بأهل النوبة؟ وليه يترشح نائب للمغتربين فى «كندا» بدايرة مطروح، واللى ينتخبه «أولاد على» على الحدود الليبية؟ وبعد ما ينجح هيرجع لمكتبه فى «تورنتو».. إيه العك دا؟ جننتونا وشحطتونا وضحّكتوا الناس علينا، ربنا يخلص مصر من أمثالكم!! والأدهى: يُشترَط ألّا يحمل جنسية تانية.. ليه يا عم؟.. محامى مغمور قال على الهوا: اللى معاه جنسيتين له قلبين.. «حسست على قلبى وضحكت».. يقولك ما ينفعش يحضر «لجنة الأمن القومى، ونكشف على أسرار البلد»!! معنى الكلام: إن من يحمل جنسية تانية هو «جاسوس»!!.. يا نهار إسود.. يعنى مجدى يعقوب، وفاروق الباز، وهانى عازر، والنقراشى، وسمك، وزويل.. دول كلهم «جواسيس»؟.. بدليل منعهم من الترشح كنواب؟.. المدهش إنهم بشحمهم ولحمهم همه همه اللى الريس اختارهم «كمجلس استشارى»، ليضعوا «الرؤية» و«الخطط» لمستقبل مصر!! مين «الجهبذ» اللى اخترع «المنع» مخالفاً للدستور؟ وما هو المعيار؟.. أنا شخصياً قلت على الهوا من 3 سنين، موجهاً الكلام «للجهبذ» «صبحى صالح» (فاكرينه؟) مع «ممدوح شاهين» (نسيب الكتاتنى).. تعالوا نحط «معيار» للمنع من الترشح لمجلس النواب، واقترحت التالى: عدد المغتربين من حاملى الجنسية الثانية تقريباً «مليون»، والمتقاعدين من الجيش والشرطة مليون، وقطاع الحرفيين أطباء ومهندسين وفنانين مليون و.. باقى الشعب 85 مليون.. ونشوف «عدد الجواسيس» اللى اتمسكوا فى كل قطاع خلال الثلاثين سنة الأخيرة «نسبة وتناسب».. والقطاع اللى يطلع فيه جواسيس أكتر نحرمه من الترشح!! (أو هات أى معيار يعجبك).. أما أن تتهم أو تشكك فى كل من يحمل جنسية بأنه «جاسوس».. يبقى البعيد مش فاهم حاجة.. ليه؟.. لأن كل العلماء والخبراء فى «الغرب» معاهم جنسية الدولة المضيفة بحكم الإقامة الطويلة، والقانون المصرى أعطاهم هذا الحق، ولم يشترط سوى الاستئذان، ولم يقل لنا «إن من يحصل على جنسية هيُحرم من أى حق من حقوقه السياسية»!! السؤال: هل إحنا عايزين «نواب» علماء وخبراء، ولا ناس ماعندهاش خبرة؟ أو كلهم من الخليج؟ على كل حال: لن يشارك المصريون (فى أوروبا وأمريكا وكنداوأستراليا) بالتصويت فى العملية الانتخابية المقبلة وهتشوفوا (هنصرف فلوس ونضيع وقت على الفاضى).. لأن هذه الانتخابات لا تحقق المطلوب، والمطلوب تمثيلهم تمثيلاً حقيقياً بمجلس النواب، زى التوانسة والمغاربة والجزائريين والفساويين والموزمبيقيين.. لكن تقول إيه؟.. دايماً إحنا كده.. نعمل «يافطة» تقول دى: «مدرسة» ومفيش لا تدريس ولا يحزنون. «مستشفى»، ومفيش ولا طبيب، ولا حتى شاش وميكروكروم «وكله غش تدليس اتربينا عليه وأدمنّاه»!! مساء الخير سيادة الرئيس.. المصريين بالخارج غير مقتنعين (ومش هقول غضبانين ولا قرفانين) فلا جدوى من هذه «الافتكاسات»، ومطلبهم: مجلس أعلى للمغتربين، يضم العلماء والخبراء ممن عاشوا تجربة الهجرة، يعرفون مشاكل المغتربين وأفكارهم، يعرفون كيف نستفيد من خبرات ومدخرات كل مصرى بالخارج، يعبرون عن مقترحاتهم وأفكارهم وطموحاتهم وأحلامهم لوطنهم.. فالغالبية الكاسحة فى بلاد المهجر، لا يعنيها سوى رفعة شأن هذا البلد، والطيران به إلى سماء العالمية، ليظل أبناؤهم وأحفادهم من الجيل الثانى والثالث يفخرون ويفاخرون بالوطن الأم.. يرفعوا اسم «EGYPT» فى كل المحافل الدولية، بعد أن أصبح منهم «نجوم» فى العواصم العالمية.. وحتى لا ينقطع الخيط الرابط بين هذه الأجيال الجديدة المولودة هناك، وبين بلد آبائهم وأجدادهم.. فهؤلاء بعد جغرافى وامتداد طبيعى لقوة مصر بالخارج.. يمكن أن يُشكلوا «لوبى مصرى»، يدافع عن قضايا الوطن.. وآدينا شايفين الإخوان بيبرطعوا إزاى فى أوروبا وأمريكا، وإحنا غائبين مالناش صوت!! السؤال: مَن صاحب المصلحة فى إفساد كل هدف نبيل؟ ومن المسئول عن عدل الحال المايل قبل فوات الأوان؟ ياريس.. أنت المسئول الأول فى هذا الوطن!! نستكمل الثلاثاء المقبل.