لم تكن سيناء بعيدة عن خطط الدولة التنموية، بل جاءت على رأسها وأعدت الدولة استراتيجية شاملة لتطوير سيناء تطويراً شاملاً فى كل القطاعات، بهدف الارتقاء بحياة الأهالى فى سيناء وتوفير الحياة الكريمة لهم وجذب الاستثمارات. وتأتى خطة الدولة الشاملة للتنمية بالتزامن مع معركتها التى خاضتها لمواجهة الإرهاب وتطهير أرض سيناء، وبينما نجحت الدولة قى حربها على الإرهاب لا تزال تواصل الجهود لاستكمال مسيرة التنمية الشاملة. وشملت خطة التنمية فى سيناء القطاع الصحى من خلال توفير العديد من الوحدات الصحية لخدمة المواطنين، وقطاع النقل والمواصلات، حيث عملت الدولة على توفير شبكة طرق قوية سهلت حركة المرور فى ربوع سيناء، والتعليمية، حيث أنشأت الدولة العديد من المدارس الجديدة والجامعات التى تُقدم تعليماً على مستوى متميز لجميع الفئات مثل جامعة الملك سلمان بفروعها الثلاثة وهى الطور ورأس سدر وشرم الشيخ، ليس هذا فقط بل على المستوى الثقافى افتتحت الدولة قصر ثقافة العريش، الذى أُغلق لمدة 10 سنوات متواصلة، ومشروع سيناء الشعب، وظهر ذلك جلياً فى الإعلان عن تدشين 17 تجمعاً تنموياً بشمال وجنوب سيناء، لتوطين آلاف المصريين من مختلف محافظات الجمهورية بأرض سيناء. وأعلنت الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة عن الطرح الأول لعدد 17 تجمعاً تنموياً عبارة عن «سكنى زراعى»، لصالح محافظتى شمال وجنوب سيناء، بعدد 1141 فرصة لجميع المصريين. ذكرى انتصارات 6 أكتوبر الماضي موعدا للإعلان عن تدشين التجمعات التنموية الجديدة واختارت الدولة ذكرى انتصارات السادس من أكتوبر الماضى لتكون موعداً للإعلان عن تدشين التجمعات التنموية الجديدة، وما هى إلا أيام قلائل وبدأت الدولة فى تسليم التجمعات التنموية بالتزامن مع أعياد تحرير سيناء بالتعاون مع عدة جهات، لتحقيق الهدف من إنشاء هذه التجمعات وزرع سيناء بالبشر، وأن تكون هذه التجمعات نواة توطين فى عمق سيناء لكل أبناء محافظات مصر. وتم الإعلان عن طرح التجمعات التنموية بسيناء العام الماضى بالتزامن مع انتصارات أكتوبر، بهدف الارتقاء بمستوى الموارد المتاحة وتدعيم الهيكل الاقتصادى والاجتماعى والعمرانى والأمنى، مع المساهمة فى حل المشكلة السكانية وتوفير فرص عمل للشباب بشكل مباشر، هذا الطرح تم عبر هيئة الاستثمار إلكترونياً، فى ضوء البروتوكول الموقع مع الهيئة العامة للاستثمار، الذى شهد مراسم توقيعه الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء. وتقديراً لدور أبناء ومشايخ وعواقل سيناء، ودور جميع شهداء الوطن، وكل من خدم من العسكريين «جيش وشرطة» على تلك الأرض الطاهرة، تم تخصيص نسبة 50% لأهالى سيناء والمقيمين بها إقامة دائمة قبل تاريخ الإعلان، وتخصص نسبة 10% من تلك النسبة للمشايخ والعواقل ممن تنطبق عليهم الشروط العامة والخاصة، ونسبة 50% لأبناء باقى محافظات الجمهورية، وتخصيص نسبة 15% من تلك النسبة لضباط وضباط صف وجنود القوات المسلحة والشرطة المدنية المتقاعدين والسابق لهم الخدمة فى سيناء اعتباراً من عام 2010 وأسر شهدائهم ممن تنطبق عليهم الشروط العامة والخاصة، للتقديم للحصول على فرصة بالتجمعات التنموية، بإجمالى 1141 فرصة تنموية، ويتم العمل على زيادة معدلات التنمية بالمحافظة لتوفير حياة كريمة للمستفيدين. وتم توقيع بروتوكول تعاون مع الهيئة العامة للاستثمار للإعلان عن التجمعات بموقع الخريطة الاستثمارية للهيئة، وتم الأمر بنجاح، ومنتهى الشفافية، وتم الانتهاء من تسليم الدفعة الأخيرة من التجمعات التنموية بجنوب سيناء بمدينة رأس سدر بتجمع النهايات، طبقاً لكراسة الشروط والمواصفات الخاصة بالطرح، وجميع رؤساء المدن بالمحافظة لديهم تعليمات واضحة بسرعة إنجاز جميع الأعمال اللازمة لدعم المستفيدين، وجارٍ تذليل جميع العقبات، ودعم ومساعدة جميع المستفيدين، لزيادة الرقعة العمرانية بالمحافظة. المساحة المخطط زراعتها بالتجمعات التنموية 5705 أفدنة جاهزة للزراعة على مياه الآبار العميقة وتضم المساحة الإجمالية المخطط زراعتها بالتجمعات التنموية 5705 أفدنة جاهزة للزراعة على مياه الآبار العميقة، كما تضم التجمعات 1141 مسكناً كامل المرافق والتجهيزات، عبارة عن منزل دور أرضى قابل للتعلية ومرفق به حوش عبارة عن 80 متراً، فيما يبلغ إجمالى مساحة المنزل 120 متراً، ليصبح إجمالى مساحة المنزل بالحوش 200 متر، وتضم التجمعات التنموية بسيناء، شمالاً وجنوباً، عدداً من المنشآت الخدمية الأساسية عبارة عن مدارس تعليم أساسى ومساجد، ووحدات صحية ودواوين، وساحات رياضية، وأسواق، وغيرها من متطلبات الحياة اليومية، هذا بخلاف مراكز الخدمات الزراعية المتكاملة لخدمة الأنشطة الزراعية، مساحة المركز الواحد 10 أفدنة تضم وحدات للتدريب على إدارة المشروعات، وبناء القدرات، والمعامل، والخدمات البيطرية، والميكنة الزراعية، ومعاصر زيتون، وخلافه. كما تم ترفيق تلك التجمعات بجميع المرافق مثل «الطرق الأسفلتية والصرف الصحى، ومياه الشرب، والكهرباء ووسائل المواصلات وغيرها من المرافق»، لتحقيق حياة كريمة لجميع المستفيدين بهذه التجمعات، وحثهم على الاستقرار، وتوطينهم فى سيناء الغالية على قلوب المصريين. وتهدف فكرة التجمعات التنموية بجنوب وشمال سيناء لتوفير 5 أفدنة زراعية ومسكن، وفى حالة التزام المستفيد بالمواعيد المحددة للزراعة، وسداد المستحقات المالية بانتظام، وعدم مخالفة شروط التعاقد، يمكن له التقدم للحصول على 5 أفدنة أخرى بذات التجمع. من جانبها تحمّلت الدولة نحو 70% من إجمالى تكلفة المشروع، على أن يتحمل المستفيد باقى القيمة عبارة عن 800 ألف جنيه تسدد على أقساط، للتيسير على المواطنين المستفيدين من المشروعات التنموية الجديدة بشبه جزيرة سيناء.