ثلاثة أشهر قضاها أمين الشرطة جابر سعيد أمبارك في ألم مبرح، يعاني من آثار إصابة عمل تهدد حياته، منتظرا أن تلبي وزارة الداخلية وعدها بعلاجه في الخارج. يروي أمين شرطة بمركز شرطة ديروط بمحافظة أسيوط، ل"الوطن" تفاصيل أزمته، منذ أن تعرض للإصابة أثناء أداء عمله، حتى أصبح على وشك الدخول في تعداد الموتى بمستشفى القصر العيني الفرنساوي. تعرض مبارك للإصابة بطلق ناري نافذ في بطنه، مع فتحة خروج من الظهر، أثناء مطاردة بعض الخارجين عن القانون، أدى إلى وفاة زميله مندوب الشرطة، إسلام أحمد سيد. وكان في مأمورية سرية للقبض على أحد البلطجية، يدعى صلاح صلاح محمد، والمتهم في قضايا قتل وسرقات بالإكراه، في شهر رمضان الماضي، وأثناء عودته إلى مقر عملة ، فوجئ باثنين من البلطجية، يقودون دراجة بخارية ويحمل أحدهما بندقية آلي، أطلقا عليه النار، وتم نقله بعد وقت طويل من إصابته، إلى مستشفى ديروط العام، ومنها إلى مستشفى أسيوطك الجامعي. وقال أمين الشرطة، باكيا، "كنت أقبل يد الطبيب، لينظر إلى حالتي، وبعد إجراء عمليتين في الأمعاء اكتشفت أنه تم استئصال 6 متر و60 سم من أمعائي الدقيقة، دون علمي، وبعد أن ساءت حالتي الصحية، وأصبحت نحيفا، تم تحويلي إلى مستشفى القوات المسلحة بالمعادي، التي رفضت استقبالي." وتابع "بعد محاولات عديدة، تم حجزي بمستشفى قصر العيني الفرنساوي، دون علاج أو عمليات، لأن حالتي تستدعي السفر للخارج لعمل عملية زرع أمعاء، لاستحالة البقاء حيا ب 40 سم فقط من أمعاءه وهو فقط ينتظر الموت." وحاولت زوجة جابر، التي لم يمر على زواجها بضعة أشهر، مساعدة زوجها، وأرسلت العديد من الفاكسات إلى وزير الداخلية، وقررت أخيرا أن تقوم هي وعائلتها بوقفة احتجاجية، أمام وزارة الداخلية، لمطالبة الوزير، بسرعة سفر جابر لإجراء العملية. وأشارت إلى تباطؤ الوزارة في إتمام إجراءات سفر زوجها إلى إنجلترا لتلقي العلاج، مبدية اندهاشها من اهتمام الدولة بالفنانين والشخصيات العامة، وكأن جابر أحد البلطجية، رغم أنه أصيب أثناء عمله. وأضافت أن الطبيب سمح للطلبة بإجراء العملية لجابر، ليصبح جسده ساحة للتمرين والتجارب، مشيرة إلى أن الطلبة تركوا عشرات الندوب والجروح، يخرج منها الفضلات. وأكدت أن عائلة جابر لم تعلم بعمليات الاستئصال، وأن ذلك تم دون علمهم ليفاجئ الجميع بن جابر لا يملك سوى 40 سم من أمعائه الدقيقة. من جانبه، قال ماجد، شقيق جابر، "لو كان جابر ضابط شرطة، لتم علاجه على الفور، وأنهت الوزارة إجراءات سفره إلى الخارج، لكن الظلم الواقع علي بدء منذ استقباله في مستشفى ديروط واستئصال جزء من أمعاءه هناك، بعد أن تم إلقائه في غرفة مخصصة للسجناء تستطيع أن تلامس سقفها بيدك."