فقره الشديد لم يحُل دون تحقيق حلمه فى دراسة آلة «الكمان» والعزف عليها، فبعد خروجه من الملجأ استطاع أن يحقق أول أحلامه لتصير الآلة الموسيقية رفيقته، يشكو إليها همومه ووجعه ويعبر بها عمّا يجيش فى صدره. «رمضان»، الشاب السكندرى، عاش يتيم الأب والأم، يعرفه كثيرون من مرتادى كورنيش الإسكندرية، وتحديداً نفق الإبراهيمية: «أنا يتيم، والدى ووالدتى ماتوا فى حادث سيارة، وناس خدونى على الملجأ لأن عيلتى رفضت تاخدنى، آخر شهادة أخدتها الإعدادية، وبقالى 7 سنين خارج الملجأ، وقررت إنى أشتغل وأبيع مناديل علشان أقدر أعمل الحاجة اللى بحبها وهى إنى أعزف على آلة الكمان». دخل «رمضان» فى «جمعية» وتقاضى مبلغاً قدره 500 جنيه، اشترى بها آلة الكمان ثم قرر أن يبيع مناديل وحلوى للأطفال وزجاجات شامبو على شاطئ البحر: «ناس كتير بتساعدنى لما بتشوفنى بعزف على الرصيف، كل ده علشان أعرف أتعلم العزف وأشترك فى معهد للموسيقى ب200 جنيه فى الشهر». ليس العزف فقط، بل يهوى «رمضان» الشعر والرسم، وبخط متواضع نظم قصيدة عنوانها «طب ليه منتفائلش» حكى فيها عن التفاؤل وحب الحياة والتمسك بالأمل وعدم فقدانه: «أنا بس كل اللى نفسى فيه إن حد يتبنانى موسيقياً ويعلمنى الموسيقى والعزف على الآلة بضمير، علشان أقدر أحقق حلمى، وأنا مش مستعجل ومش شاغل نفسى بمشاكلى ولا بظروفى خالص». ويوجه «رمضان» نصيحة للشباب، «خليك متفائل زيى؛ أنا بالرغم من كل ظروفى مش بَحزن، وعلى طول بَغنى وبَضحك، لو كنت شلت الهم كان زمانى دلوقتى فاقد عقلى زى كتير من الناس، بس أنا بَحب الحياة، أنا عايز أموت وأنا بضحك».