السلام عليكم.. أنا مش عارفة أبدأ منين؛ بس أنا مشكلتي إني متناقضة جداً، مش عارفة أنا عايزة إيه، ساعات أقول أنا عايزة أشتغل وأبقى حاجة كبيرة وأحقق ذاتي، وساعات أبقى هاموت وألاقي الشخص اللي أحبه وأقعد أفكّر وأحلم بيه؛ لدرجة إني بامشي أدوّر عليه في الشارع، يا ترى هاحب ده ولا ده. وباحس كتير إني مش واثقة في نفسي مع إني أمّورة، يعني ممكن واحدة توقّفني في الشارع وتقول لي "ما شاء الله إيه الحلاوة دي".. بس برضه مش واثقة في نفسي ومتسرعة في تصرّفاتي.. يعني مثلاً أعمل الحاجة وأقول لنفسي: إيه الهبل اللي أنا قلت ده، أنا مالي باتكلم بهبل كده ليه؟ أنا متضايقة أوي، والله مش عارفة أنا ليه كده.. وكمان اتقدم لي ضابط في الجيش، في الأول كنت فرحانة بيه أوي، وبعد كده زهقت ولقيت نفسي مش عايزاه وأهلي قالوا لي خسارة وهو شغله كويس وهيعيّشني كويس وبيحبني جداً؛ بس أنا مش عايزاه، مش حابة طريقته في الكلام ولا تفكيره ولا لبسه ولا تصرّفاته.. يعني مش متقبّلاه عموماً؛ بس مش عارفة أعمل إيه. دايماً أقول لنفسي أنا لسه صغيرة، عندي 18 سنة، ولسه هاقابل ناس كتير وأكيد هالاقي حد أحبه وأرتاح له؛ بس بابا بيقول لي دلوقتي زمن مادي وما فيش الكلام ده. أنا تعبت أوي والله، نفسي ربنا يهديني؛ بس ربنا بعيد عني علشان أنا بعيدة عنه، أنا ما باصلّيش ومحجبة، وطول الوقت باتمنى أقلع الحجاب وأعيش حياتي مع إني والله بابقى هاموت وأصلّي، وباسمع برامج دينية كتير وباقعد أعيّط؛ بس برضه ما باصلّيش. أنا حياتي ملخبطة أوي.. نفسي حد يساعدني.. وآسفة إني طوّلت عليكم وربنا يهدينا كلنا. jas
أولاً: تعالي نتّفق إنك مش متناقضة ولا حاجة، وإن كل اللي بتحسيه ده شيء طبيعي بسبب سنك.. في السن ده البنت بتكون في مرحلة انتقالية من المراهقة للنضج، وبتمرّ بتغيّرات كتير في جسمها وهرموناتها، ومن ضمنها الهرمونات المسئولة عن السعادة وعن الخوف، واللي بتؤثر على مشاعرنا بدون ما نعرف. ثانياً: لا تتركي أفكار اجتماعية خاطئة تسيطر عليكِ؛ فالشغل والنجاح العملي وتحقيق الذات لا يتعارض أبداً مع الحب والزواج، ولا تفكّري مثل البنات الضعيفة اللي بيقرروا إنهم ما يقدروش على المهمّتين مع بعض؛ مع إن فيه ناس بتعمل كده وبيكونوا ناجحين جداً. ثالثاً: لا تبحثي عن الحب، أو تسألي نفسك عن الوقت الذي سيأتي فيه؛ لأن الحب دايماً بييجي في الوقت اللي ما بنكونش مستنيينه فيه، عشان كمان ما تتورّطيش في علاقات بدون فائدة، بسبب رغبتك القوية في الحب، واللي ممكن توقّعك في إيد شخص يدخل حياتك كحبيب أو صديق، ثم تكتشفي إنه كان بيتسلى. رابعاً: الثقة بالنفس لا علاقة لها بالجمال الظاهري، وبأنك " أمورة"؛ ولكن لها علاقة بشيئين؛ أولهما: جمالك وقوّتك الداخلية، ومدى اهتمامك بنظرة الناس لك، والأفضل أن تعتمدي في ثقتك على جمالك وقوّتك الداخلية، ولا تبالي بما يقوله الناس عنك؛ حتى لو كان مدحاً وإطراء. صديقتي.. يجب أن تغيّري مفهومك عن ذاتك وتتحدثي مع نفسك بالطريقة التالية: أنا ليه حاسة إني ضعيفة؟ ده أنا ناجحة في كذا وكذا وكذا، أنا ليه شايفة إن جسمي مش حلو؟ طب ده أنا فيّ كذا وكذا وكذا جميل جداً، أنا ليه باقول إن الناس مش بتحبني وبيقولوا عليّ كلام وحش؟ أنا ليّ أصدقاء كتير بيحبوني جداً زي كذا وكذا وكذا.. لازم تقدّري نفسك وتحبيها، عشان تلاقي اللي يحبك ويقدّرك. خامساً: التسرّع نتيجة طبيعية لتقلبات الانتقال من المراهقة للنضج.. حاولي بس تفكري أكتر في الكلام والقرارات قبل ما تاخديها. سادساً: موضوع العريس، اسمحي لي أقول لك إنك قد لا تكونين مؤهلة دلوقتي إنك تختاري لنفسك؛ فإما تسيبي الاختيار لأهلك بس تطلبي فترة خطوبة طويلة حتى تستقرّي نفسياً، أو تؤجلي فكرة الارتباط حتى سن الرشد، واللي -على فكرة- لا يُسمى سن الرشد من فراغ؛ ولكنه محطة هامة في نضج أي إنسان. سابعاً: علاقتك بربنا تحتاج إلى صديقة لتشجّعك أو شخص معك في البيت، يشجعك على الصلاة، وأنت محتاجة قراءة وفهم أكبر للدين، ولا تقلقي من بعض الأفكار الغريبة؛ فنحن بشر ولسنا ملائكة. ثامناً: نصيحتي أن تجدي لنفسك اهتماماً يشغلك؛ هواية مثل القراءة أو الرسم أو العزف على آلة موسيقية، تعلّمي شيئاً جديداً، علّمي نفسك بنفسك وأشغلي نفسك به؛ فربما يساعدك على تصفية ذهنك والتخطيط لحياتك.