افتتح رئيس الوزراء الأردني الدكتور عبدالله النسور، الدورة الحادية والثلاثين لمجلس وزراء الإسكان والتعمير العرب، مؤكدًا أنها تأتي في ظل ظروف صعبة تمر بها الأمة العربية، قائلا "ونحن نتحدث عن الإسكان والتعمير نسمع صوت البارود من حولنا، ونشتم رائحة الدم من عاصمة الرشيد والمنصور والمعتصم ومن عاصمة عمر بن عبدالعزيز وفلسطين الشهيدة التي لايزال الدم فيها يسيل". وأضاف النسور، في كلمته الافتتاحية للمؤتمر الذي نظمته المؤسسة العامة للاسكان والتطوير الحضري الأردنية، بمشاركة عدد من وزراء الإسكان العرب، أننا إذ نتحدث عن الإعمار والتعمير نلتفت إلى هذه السنوات الأربع السوداء في حياة أمتنا.. لا لنسأل كم بيتا وجسرا وطريقا بني وشيد ، بل لنسأل كم بيتا هدم ووقع على رؤوس مالكيه وكم بات الناس في العراء". وتابع "لقد امتد العبث في الحياة الإنسانية وطمأنينة البشر إلى العديد من الدول، وكأننا من خلال هدم دمشق وبغداد وسيناء وليبيا وجنوب الجزائر وغيرها وهدم أنفسنا نحيي الإسلام"، مؤكدا على ضرورة العمل والاجتهاد حتى لا يبلغ الأسى حد الإحباط. ونوه النسور بأن الأردن، هذا البلد الصغير، قدم ويقدم رغم إمكاناته المحدودة لأمته وشعبه ما استطاع، كما قدم النموذج في التعايش وفي قبول الآخر والثقافة الواسعة والإسلام السمح. من جهته، قال وزير الأشغال العامة والإسكان الأردني المهندس سامي هلسة إن هذه الدورة تتزامن مع مؤتمر الإسكان العربي الثالث الذي يعقد تحت عنوان(مدن سكنية متكاملة الخدمات)، ما يؤكد على روح التآخي والتعاون بين الأشقاء العرب. وأشار إلى أن مجلس وزراء الإسكان العرب عمل بكل كوادره واللجان المنبثقة عنه خلال عقود مضت على سياسات ودراسات وأبحاث عديدة، بهدف الوقوف على تطورات الإنتاج السكني من جهة وعلى جودة المنتج من جهة أخرى من أجل تمكين المواطن العربي من السكن في ظروف حياتية كريمة آخذين بالاعتبار الإمكانيات الطبيعية والاقتصادية والاجتماعية. وأفاد بأن المجلس شجع الطاقات والخبرات العربية في مجال الإسكان والتنمية العمرانية، مؤكدا على أهمية المشاركة الواسعة من الخبراء العرب التي تثري الفكر الإسكاني وتنشر الخبرات والمفاهيم المستدامة لهذا القطاع. وفي نهاية الحفل، كرم رئيس الوزراء الأردني مهندسين عربا لديهم خبرات وتجارب مميزة في الأداء والإنجاز والإبداع، ثم جال مع ضيوفه من وزراء الإسكان والتعمير العرب والدبلوماسيين على معرض إسكاني أقيم على هامش الدورة.