أرهقه المرض، وأتعبه الانتظار أملاً فى العلاج على نفقة الدولة، وبعد رحلة 6 سنوات من الإنفاق على مرضه بفيروس سى، استجابت الدولة، قبل 3 أشهر فقط، بعلاجه بما قيمته 450 جنيهاً شهرياً، جرعات علاج لعبدالعزيز السيد شيحا، الذى لم يفارقه الحزن رغم القرار الذى سعى وراءه لسنوات: «اللى بصرفه فى المواصلات أكتر من اللى وفرته الدولة ليا، بعتونى اتعالج فى الزقازيق وانا عايش فى القاهرة». «شيحا»، سائق تاكسى، باع كل ما يمتلكه فى حياته ليحافظ على استكمال أبنائه ال3 دراستهم، بعد أن توقف عن العمل تماماً من شدة المرض: «كنت صاحب ميكروباص وبعته عشان أعرف أصرف على علاجى قبل ما اتعالج على حساب الدولة، ولما المرض تعبنى حاولت اشتغل سواق على عربية تاكسى عشان أصرف على عيالى، بس ماقدرتش ووقفت من الشغل وكل شوية أبيع حاجة من عفش البيت لحد ما بعت بيتى عشان مدارس العيال». بدموع محبوسة وهمٍّ أثقل ظهر الرجل الأربعينى، يسافر «شيحا» 3 مرات أسبوعياً لأحد مستشفيات الزقازيق وفرته الدولة ليتلقى فيه جرعات علاجه من فيروس سى: «فضلت السنة ونص الأخيرة معيش فلوس أتعالج، ولما بعتولى إنى هتعالج على حساب الدولة فى الزقازيق ماتكلمتش، بس كل ما أسافر تعبى بيزيد أكتر عشان بفضل فى الطريق 3 ساعات رايح واكتر منهم راجع»، مضيفاً «بدفع 50 جنيه فى اليوم، يعنى 150 جنيه فى الأسبوع، يعنى فى الشهر بصرف على المواصلات أكتر ما الدولة بتصرف عليا فى علاجى ومعييش فلوس لكل ده، ده غير تعبى اللى مابقتش أنام منه».