في بعض الأحيان يتجه بعض المشايخ وفقهاء الدين لإصدار بعض فتاوى الدين الإسلامي غير المألوفة على الشعب المصري والتي من شأنها أن تحدث جدلًا كبيرًا في الشارع المصري، في محاولة منهم للظهور خلال وسائل الإعلام، لإبداء وجهة نظرهم في الأمور الدينية وللتواجد الإعلامي من خلال تلك البرامج التليفزيونية. وفي ظل الأحداث المتغيِّرة وانتشار الانفلات الأمني وانتشار مبدأ التخوين الذي شهده الشارع المصري في الثلاث سنوات الماضية بداية من ثورة 25 يناير 2011 وحتى يومنا هذا، وانتشرت أيضًا عدة فتاوى دينية غير معتادة على الشعب المصري مثل فتاوى التكفير وجهاد النكاح والعقوبة الخاصة بالزنا. وتحتل مصر المركز الأول في الإلحاد لوجود 866 ملحدًا بها، وفقًا لمرصد الفتاوى التكفيرية، التابع لدار الإفتاء المصرية، من خلال تشويه الجماعات الإرهابية للإسلام، وتطبيق مفهوم خاطئ عن الإسلام، وترصد "الوطن" أغرب الفتاوى التي أصدرها المشايخ في الفترة الأخيرة. كانت البداية قبل ثورة 30 يونيو، عندما أصدر الداعية السلفي محمود شعبان، أستاذ البلاغة والنقد بجامعة الأزهر، فتوى بقتال المعارضين وقتلهم إذا تطلب الأمر، مستندًا لحديث نبوي مفاده: "من بايع إمامًا فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه ما استطاع، فإن جاء أحد ينازعه، فاضربوا عنق الآخر" . "المظاهرات جهاد في سبيل الله" هكذا قال الشيخ هشام إسلام إن المظاهرات تمثِّل جهادًا في سبيل الله في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، وأفتى بأنه من الجائز قتل المتظاهرين من باب الجهاد في سبيل الله. وأصدر إسلام، مؤخرًا فتوى أخرى لدعم دعوات الجبهة السلفية في جمعة 28 نوفمبر، المعروفة ب"جمعة رفع المصاحف"، وقال إن رفع المصاحف هو نصر للإسلام ومشروع في المظاهرات، لأن المصحف رمز الإسلام والإيمان والحرية. "ممارسة الجنس بين غير المتزوجين ليس زنا" هكذا أفتى الشيخ محمد عبدالله نصر، الشهير ب"ميزو"، مشيرًا إلى أنه لا يجب اختزال حرمة الزنا بمجرد فكرة اختلاط الأنساب وأن الزنا هو أن يقوم رجل متزوج أو امرأة متزوجة بممارسة الفاحشة، مؤكدًا أنها تدخل ضمن البغاء وليس الزنا. وأضاف ميزو، خلال تصريحات تليفزيونية، أن المعنى الحقيقي للزنا هو ما جاء في تعريف عقد النكاح في كتب الفقه، مؤكدًا أن عقد النكاح تعامل مع المرأة على أنها "أمة" عند الرجل، وكأن الرجل لا يمتلك من المرأة سوى جسدها. "الحجاب ليس من الإسلام والقرآن حرَّم السكر وليس الخمر" هكذا أفتى الشيخ مصطفى راشد، خطيب مسجد سيدني بأستراليا، أن الحجاب غير موجود في الإسلام- بحسب زعمه، موضحًا أن معنى "الحجاب" في اللغة العربية "الحاجز"، وجاءت كلمة "الحجاب" في القرآن بمعنى "حاجز" أي "سور" وليس "حجابًا" لتغطية الرأس. كما أصدر راشد، فتوى أخرى بأن القرآن حرَّم السكر وليس الخمر، مؤكدًا أنه لا توجد أي آية في القرآن حرَّمت شرب الخمر. "عدم مصافحة أي إخواني أو متعاطف معهم لأنه خائن" هكذا أفتى الشيخ السلفي محمد سعيد رسلان، المنتمي للدعوة السلفية، مؤكدًا أن السلام على أي شخص إخواني أو التعامل معه لا يجوز، مضيفًا أن جماعة الإخوان المسلمين تخون من يقف ضدها ويجب أن تكون المعاملة بالمثل. وأثارت تلك الفتاوي الكثير من التساؤلات، وأصبحت مادة خصب لوسائل الإعلام، وسببًا في شهرة من أصدرها.