عزيزى القارئ نبشرك بتغيير كل شىء بدءا من هذا العام حتى الحلال والحرام. فهناك ممنوعات إذا فعلتها فأنت آثم لا محالة وحسب ما ذكرته - دكاكين الفتوى - المنتشرة بطول البلاد وعرضها فممنوع عليك أكل البسبوسة ولبس الكرافت أو مصاهرة أحد أعضاء الحزب الوطنى المنحل فكلها محرمات، أما أكل الموز فهو فسق وحشو الكوسة كفر وقتل ميكى ماوس واجب شرعا ولكن أبشر فمسموح لك مضاجعة زوجتك الميتة وأكل لحم الجن! وإن كنت قبطياً فممنوع عليك النحت والزواج من أرملة أخيك والأجنبيات والاعتراف بالموبايل، ولكن أبشر إذا ضربت زوجتك فهى المخطئة! تلك هى ممنوعات العام الجديد وإذا خالفتها فأنت آثم لا محالة وربما تدخل النار لفترة تتحدد حسب نوع الإثم! اقرأ هذه السطور لتعرف مكانك من النار بحسب آخر تقاليع دكاكين الفتوى. أكل عيش أصدرت دار الإفتاء المصرية أكثر من 52 ألف فتوى خلال ال32 عاماً الماضية، أى أكثر من ألف فتوى فى العام ومع ذلك لا يكتفى الناس بذلك وصاروا يلجأون إلى شيوخ الفضائيات الذين كثر عددهم وفتواهم وصاروا نجوما وصارت الفتاوى التى يصدرونها عبر التليفزيون والراديو والموبايل تجارة رابحة ومصدر رزق لكثير منهم والنتيجة آلاف من الفتاوى فى كل عام تتنوع حسب الظروف الاقتصادية والسياسية وهذا العام له نصيبه أيضا من الفتاوى التى تمنح وتمنع حسب المزاج والتى صدر الكثير منها بعد الثورة ليتماشى مع الظروف الراهنة التى شهدت صعود نجم التيارات الدينية وأقطابها من الشيوخ المتطرفين صاروا يشكلون أفكارهم العامة ليتحكموا فيهم. ممنوعات العام الجديد شهد هذا العام إصدار العديد من الفتاوى معظمها فى السعودية ثم انتقلت إلى مصر عبر دكاكين الفتوى التى وجدت لها سوقا رائجة فى بعض القنوات الفضائية وشرائط الكاسيت وبعض المساجد الصغيرة وعلى رأسها تحريم التظاهرات التى تدعو إلى التمرد على الأنظمة العربية بوجة عام ثم تأتى بعدها فتاوى بمنع العديد من الأشياء والسلوكيات لتصير فى نطاق المحرمات ومن يفعلها آثم لا محالة. منها فتوى الشيخ ابن باز فى منع وتحريم القول بدوران الكرة الأرضية. وفتوى الشيخ ابن عثيمين فى منع تعلم اللغة الإنجليزية. وفتوى الشيخ على الخضير فى جواز الكذب وشهادة الزور فضلا عن فتوى تحريم التصفيق الذى أقره عدد من المشايخ ثم تم تعديلها بفتوى أخرى لعبدالعزيز بن فوزان الفوزان الذى قسم التصفيق إلى أقسام محلل ومحرم!. أما الدكتور عبدالرحمن الجدعى عضو هيئة تدريس بجامعة الملك خالد فقد منع رياضة (اليوجا) لأنه اعتبر أصلها وثنيا وكذلك ولبس البنطلون ولعب كرة القدم. التى أفتى بها عدد كبير من المشايخ العرب أيضا. أما آخر تقاليع الشيوخ المصريين فهو إصدار فتوى بتحريم عمليات زرع ونقل الأعضاء خاصة قرنية العين وكانت السبب فى ضياع آخر أمل لفاقدى البصر فى رؤية النور مرة ثانية. القوم الكفرة أما بعد أحداث غزو الشيعة لمقام الحسين وما تبع ذلك من أحداث فتنة بين بعض الطوائف الإسلامية فقد أفتى الشيخ عبدالله بن جبرين بمنع التعامل مع الشيعة بل وبالجهاد ضدهم والبصق فى وجوههم، وليس الشيعة وحدهم، فقد أفتى الشيخ سليمان الخراشى بجواز نهب أموال العلمانيين وانتهاك حرماتهم!! أما الفتوى التى أثارت مشاعر المسلمين فى جميع بقاع الأرض فهى فتوى يوسف الأحمد بهدم الكعبة. فتاوى حريمى وكان للنساء نصيب الأسد من قائمة الممنوعات الغريبة والمتطرفة، ولعل أول وأهم الفتاوى التى ضايقت النساء بطول البلاد وعرضها هى فتوى منع وتحريم عمليات التجميل التى أفتى بها عدد كبير من الشيوخ باعتبارها تغييراً فى خلق الله والاعتراض عليه. ثم تأتى فى المرتبة الثانية فتوى الشيخين عثمان الخميس وسعد الغامدى فى منع الإنترنت على المرأة لأنها ستستخدمه فيما حرم الله، ولذلك لا يجوز لها فتحه إلا بحضور محرم مدرك لمكر المرأة. كما منع بعض شيوخ الفضائيات لبس الحمالة النسائية - الباراة - ولبس الكعب العالى والأكل بالشوك والملاعق. أما أم أنس فقد أفتت بمنع الجلوس على الكراسى والمقاعد للسيدات والآرائك ونحوها على اعتبار أن من يجلسن على الكراسى يتلبسهن الجن أى يجلس تحتهن الجن. أما أشهر دكاكين الفتوى الحريمى على الإطلاق فهو ملك للشيخ عبدالبارى المغربى الزمزمى رئيس 2.376كٍالجمعية المغربية للدراسات والبحوث وصاحب أغرب الفتاوى بالمنطقة العربية والتى تراوحت بين المنع والمنح وكلها متعلقة بالنساء والتى نقلت عنه إلى القاهرة مؤخرا ومنها جواز شرب الخمر للمرأة الحامل. ومعاشرة الزوج لزوجته بشتى الأشكال، بما فيها الفم وحتى مع الدمى مؤكدا أنه ليس فى القرآن نص يمنع المعاشرة بين الرجل والمرأة، كيفما كان شكلها وطريقتها، وقد أجاز الزمزمى أيضا، استخدام المرأة للدمى البلاستيكية، لكن فقط فى حالة تعذر الزواج. أما الفتوى التى أثارت جدلا واسعا فهى فتوى بجواز معاشرة الزوج لزوجته الميتة وحجته فى ذلك أن الرجل يتزوج المرأة فى الدنيا والآخرة أيضا!! وهناك أيضا فتوى سلمان العودة بجواز رتق غشاء البكارة وأخرى تبيح إجهاض المغتصبة إذا كانت ذات سيرة حسنة أو عطرة تلك الفتاوى التى اعترض عليها عدد كبير من الدعاة المعتدلين مثل الدكتورة سعاد صالح التى أكدت أن ذلك محرم فى الإسلام لأنه يدخل تحت بند التدليس والخيانة. أما أطرف الفتاوى النسائية فقد جاءت من الكويت إلى القاهرة منذ شهور عندما دعت الناشطة الكويتية سلوى المطيرى عبر إحدى الفضائيات المصرية إلى سن قانون يمكِن الأرملة والمطلَّقة من شراء عبدٍ لتتزوجه، وبذلك ستحل أزمة العنوسة فى الوطن العربى. كما طالبت المطيرى بسَنّ قانون للجوارى؛ لحماية الرجال من الفساد والزنى، واقترحت أن يتم جلب الجوارى من روسيا ودول أخرى غيرها. وقد تطرق الشيخ محمد النجيمى فى فتواه إلى الفرق الاجتماعى بين الزوجين ،حيث أفتى بعدم جواز زواج المعلمة من سائقها بحجة الفروق الطبقية بينهما وهى فتوى تم العمل بها فى إحدى محاكم السعودية فتم تطليق زوجة من زوجها مؤخرا لفرق النسب!. الثمار المحرمة امتدت قائمة الممنوعات إلى الأطعمة أيضا، فقد حرم البعض طعام البوفيه المفتوح فى المطاعم لأنه يمثل بيع الغرر!. وهى فتوى مقبولة على الرغم من غرابتها ولكن بعض الشيوخ تطرف فى فتواه إلى حد غير معقول ولا مقبول. فقد حرمت الفتاوى أكل السيدات لبعض الخضروات والفاكهة بل وحرمت ملامستها أيضا مثل الموز والخيار بدعوى أنها ربما تؤدى إلى إثارتهن أو إغوائهن، كما منعت أكل محشى الكوسة والباذنجان العروس وحشوه أيضا، لأنه - حسب فتواهم - يصنع بطريقة (فجة) قد تثير السيدات بل وتصرف تفكيرهم إلى ما حرم الله. وفى حالة ما إذا أرادت إحدى السيدات تناول هذه الأكلات فإن ذلك لابد أن يتم بموافقة الزوج وفى وجوده أو على الأقل يتم تكليف أحد الخدم - الذكور - بتقطيع هذه الثمار لأجزاء صغيرة تبعده عن شكله الأصلى المثير للفتن قبل أن يقدمها للسيدة أو الفتاة!. الغريب هو تزامن الفتوى مع انتشار سلسلة جديدة من الأفلام الإباحية التى تستخدم فيها تلك الثمار فيما حرم الله. وفى الصومال أصدرت حركة »الشباب المجاهدين« فى أغسطس الماضى فتوى بتحريم »السمبوسة« الخليجية والبسبوسة المصرية وهى أكلات رمضانية شهيرة، بدعوى أنها تحتوى أضلاعًا مسيحية تُشبه أضلاع الثالوث المُقدس المسيحى. ممنوع على الرجال وفى العام الجديد أيضا ممنوع على الرجال لبس الكرافت والقبعات والتيشيرتات لأنها تشبه ملابس الفرنجة الكفار، وهناك فتوى تمنع تشجيع أندية كرة القدم الأوروبية (ريال مدريد وبرشلونة) تحديدا، لأنهم كفرة والمرء يحشر مع من يحب كذلك يمنع بتاتا ارتداء ملابسهم! أما أغرب فتوى قيلت على الإطلاق فهى للشيخ محمد صالح المنجد الذى أفتى بمنع الأطفال من مشاهدة أفلام ميكى ماوس بل وبقتله لأن الفأر نجس!، تلك الفتوى التى أثارت السخرية من المسلمين بعدما تناقلتها وكالات الأنباء العالمية!! وكذلك فتوى الداعية المصرى محمد الزغبى بأكل لحوم الجن، الذين يتشكلون فى صورة الإبل والماشية! فتوى الأزهريين وكان لبعض مشايخ الأزهر حظ فى قائمة المنع والتحريم للعام الجديد. فقد أصدرت اللجنة الدائمة للإفتاء بتحريم إهداء الزهور. وعلى الصعيد السياسى أفتى الشيخ عمرو سطوحى رئيس لجنة الدعوة الإسلامية فى نوفمبر الماضى بمنع قبول أى مصرى لزواج ابنته من أحد أعضاء الحزب الوطنى أيضا. أما الصحفى المصرى مجدى حسين فقد أثار جدلا واسعا بعد أن أفتى الأسبوع الماضى بحرمة البورصة، حيث اعتبرها ربا فاحش ونوعاً من المقامرة علما بأنه غير متخصص فى العلوم الشرعية الأمر الذى انتقده البعض ووصفه البعض الآخر بالجرأة. فتوى السلف السياسية بعد الخروج على الحاكم كانت أقوى وأهم فتوى أثيرت هذا العام.. فتوى كنا نسمعها فى المؤتمرات ونقرأها على الحوائط والجدران وفتوى إطاعة أولى الأمر وعدم الخروج على الحاكم الجائر تحت أى ظرف أعدت خصيصا لبعض ملوك وحكام الخليج الذين يدعمون بعض الجماعات المتطرفة ماديا ليستخدموهم فى تدعيم أنظمتهم الديكتاتورية وعلى رأسها مصر والحفاظ على النظام السابق ليس حبا فيه ولكن خوفا من أن تنتقل عدوى التمرد على الحاكم إلى الخارج فتصل إلى أصحاب المعالى والرفعة والسمو - أى ليس حبا فى على بل كرها فى معاوية - فهم يدركون جيدا أن الدين شىء أساسى فى حياة الشعوب العربية ولذلك يتحايلون لجعله يتلاءم مع أطماعهم فى السيطرة على الشعوب العربية لتبقى الشعوب: مسيرة وفق ما يريده الحاكم. وكان أهم ما قيل من فتاوى بهذا الصدد هو ما قاله بعض مشايخ السودان الذين أفتوا بمنع سفر البشير، وبحرمة المظاهرات ضده بعد قرار محكمة الجنايات الدولية!. وكذلك فتوى وزير الأوقاف السعودى بمنع الاحتجاجات فى بداية الربيع العربى وذلك لحرمتها. أما الشيخ عبدالمنعم الشحات أحد أقطاب الجماعة السلفية فى مصر والذى كان مرشحا لمجلس الشعب فقد كتب على صفحته بتويتر (نعم للشحات.. نعم لله) فى إشارة منه إلى أن اختياره هو الإيمان بعينه، وبالتالى فإن من يصوت لأى من المرشحين ضده يكون ضد الله ومع أنها ليست فتوى بالمعنى المفهوم إلا أنها فتحت الباب لعشرات الفتاوى المتطرفة الأخرى أكثرها تطرفا فتوى محمد عبدالهادى نائب رئيس حزب النور السلفى بمحافظة الدقهلية الذى أفتى بأن تقدم الحزب بالمرحلة الأولى و الثانية فى الانتخابات البرلمانية مذكور سلفا فى القرآن الكريم!. الدكتور »حازم شومان« أفتى هو الآخر بأن كل مسلم سوف يسأله الله سبحانه وتعالى عن عدم مناصرته للسلفيين فى الانتخابات البرلمانية كما يسأله عن الصلاة والصوم، مشيرا إلى أن مناصرة السلفيين تعتبر نصرة لشرع الله وأن الإسلام سوف يأتى شاهدا يوم القيامة ويقول يارب هذا نصرنى وهذا خذلنى!. أما الشيخ ياسر برهامى - عضو مجلس إدارة الدعوة السلفية فله باع طويل فى الإفتاء، حيث أفتى بمنع الديمقراطية - كما يراها العامة كحكم الشعب لنفسه بنفسه وأن الشعب هو مصدر السلطة التشريعية، وذلك لأنها حرام وكفر - لأن الحكم لله!!. قائلا (إننا لا نقبل أن يكون الحكم لغير الله. ونحن نقبل مسألة »الانتخابات« على ما فيها من بعض المخالفات إلا أنها أقل مفسدة من ترك المجال للعلمانيين والليبراليين). مؤكدا أنهم قبلوا الديمقراطية كأحد النظم البشرية فقط لأنهم استدلوا بالسلف الصالح أسوة بما فعلة عمر بن الخطاب لتنظيم مصالح المسلمين مستعينا بالنظم الإدارية التى كانت عند الفرس مثل نظام »الديوان«. ممنوعات قبطية على الرغم من أن المسيحية ترفض مسمى الفتوى وتشير إليها بوصفها نصيحة أو إرشادا ولكن البابا شنودة الثالث هو من استحدث قصة الفتاوى التى لم تكن موجودة من قبل، والتى أصبحت تجيب عن أسئلة فى كل الأمور الحياتية مثل الزواج والحب والاقتصاد والتبرع والصداقة. إلا أن حمى الإفتاء انتقلت من المسلمين إلى الأقباط وأدت إلى ظهور بعض الفتاوى المتطرفة أيضا فقد أفتى عدد من أقطاب الكنيسة بحرمة الأغانى العاطفية وأمروا بمنعها من المنازل بينما أشاروا إلى أن ضرب الزوجات لتأديبهن خطية إلا أن المخطئ هنا هو السيدات لأنهن هى اللاتى يصلن بالرجل إلى هذا الحد. فتوى أخرى أشارت إلى منع زواج الرجل القبطى من غير المؤمنات - ويقصد بذلك المرأة التى ليست على الدين المسيحى - أما أن تكون من بلد آخر فهو جائز مادام أنها متدينة ومؤمنة وذات صلة بالكنيسة. وفتوى ثالثة تمنع زواج القبطى بامرأة أخيه أو أخت زوجته حيث إن هذه الزيجات ممنوعة دينيا وتدخل فى باب الزواج بالمحارم وهى فتوى استحدثها الخوف من قتل الزوج بواسطة أخيه ليتزوج امرأته أو العكس مع الزوجة!. فتوى أخرى بمنع وتحريم النحت وصنع التماثيل، باعتبار أن من يعمل فى صناعة التماثيل والأصنام، لا تقبل عطاياه، مثلها مثل الربا، والزنى لأن النبى داود يقول: (زيت الخاطئ لا يدهن رأسى). وكذلك أفتى أحد أقطاب الكنيسة بمنع المرأة من أى دور كهنوتى داخل الكنيسة الأرثوذكسية المصرية، وحجته أن ذلك يعد مخالفا لتعاليم الإنجيل المقدس، فلا يجوز أن تكون المرأة كاهنة، خاصة فى ظل ما تتعرض إليه من زواج وحمل وولادة، فضلا عن أن تعاليم الإنجيل التى أوصت على عدم ارتفاع صوت المرأة!. أما أطرف فتاوى الكنيسة فقد جاءت على لسان البابا الذى منع ممارسة سر الاعتراف - وهو أحد الأسرار الكنسية السبعة - عن طريق الموبايل. وذلك ليس لأسباب دينية و لا لضرورة أن يكون القبطى الذى يمارس سر الاعتراف موجودا أمام الكاهن، لكن لسبب آخر ذكره البابا حيث قال: بلاش تعترفوا فى الموبايل علشان أمن الدولة هتسمع اعترافاتكم!.؟