مارست نشاطها 80 عاماً دون أن يعرف أحد عنها الكثير، وتتحصل على نحو نصف مليار جنيه سنوياً من اشتراكات الأعضاء العاملين بها، وربما يقفز إلى المليار جنيه بعد ثورة يناير.. إنها جماعة «الإخوان المسلمين». تقول دراسة أعدها الدكتور حسين شحاتة أستاذ المحاسبة بجامعة الأزهر والخبير الاستشارى فى المعاملات المالية والشرعية وأحد المنتمين للجماعة، وكان متهماً أمام المحكمة العسكرية مع خيرت الشاطر- أن 400 ألف عضو منتظم فى جميع فروع الإخوان، يدفعون نصف مليار جنيه سنوياً، لمجمل الاشتراكات، مع إعفاء قسم «الأخوات»، والطلبة وفقراء الإخوان من الاشتراك الشهرى. وتصل قيمة الاشتراك الشهرى الذى تحدده لائحة الجماعة إلى 8% من الدخل الشهرى للعضو، يقوم بسدادها أول كل شهر. ويبلغ متوسطه - بحسب الدراسة - 100 جنيه للعضو، ما يعنى دخلاً شهرياً قيمته 40 مليون جنيه، إضافة لحصولها على نصف مليار دولار كعائد استثماراتها فى دبى وتركيا وهونج كونج، تُحول سنوياً فى صورة سندات فى بنوك سويسرية، من مجمل استثمارات مليارَى دولار. وتكشف دراسة شحاتة حجم المصروفات التى تصل إلى 6 ملايين جنيه سنوياً توزع بين «بدل تفرغ» للمرشد وأعضاء مكتب الإرشاد ورؤساء المكاتب الإدارية فى المحافظات. و8 ملايين جنيه سنوياً نفقات لمكتب الإرشاد ورواتب الموظفين العاملين فيه، وتسمى «مصاريف الدعوة والإعلام». وتملك الجماعة، فضلاً عن استثماراتها فى الخارج، عشرات الشركات فى مجالات التسويق والسلع المعمرة والعقارات والمقاولات والأوراق المالية والمدارس والأبنية التعليمية والملابس والأغذية والاتصالات والبرمجيات والمستشفيات والتصدير والاستيراد والطباعة والنشر وغيرها؛ ما يعنى أننا أمام شركة قابضة، مع ملاحظة قابلية شركاتها للتوسع بعد تمكن الإخوان من السيطرة على مقاليد الحكم. خيرت الشاطر أحد أكبر رجالات أعمال الجماعة يمتلك شركات «حياة» للأدوية مشاركة مع عضوى اللجنة المالية محمد محمود حافظ وأحمد محمد محمد عبدالعاطى، و«MCR» للمقاولات ويشاركه فى ملكيتها عضو اللجنة المالية أسعد محمد أحمد الشيخة، و«المساعى للخدمات التعليمية» ويديرها عضو اللجنة المالية محمود المرسى محمد قورة، ومن مشروعاتها مجمع «مدارس المساعى» الواقع بمدينة الشروق. ويشارك خيرت الشاطر، رجل الأعمال حسن مالك فى عدد من المشروعات مثل توكيل الأثاث التركى «استقبال»، ومحلات عبايات «الفريدة»، ويشارك كل منهما فى شركة «سنابل» للتجارة بنسبة 37?5? للفرد. أيضاً شركة «الشهاب» للسيارات وشركة «فيرجينيا» للسياحة، يساهم فيها مالك بنسبة 33? ويمتلك بشركة الإنشاءات العصرية «رامز قنديل وشركاه» 52? من أسهمها. هناك أيضاً شركات «المزارع السمكية» لكل من عبد الرحمن سعودى وحسن مالك وخيرت الشاطر، «مصر» للمقاولات لأسعد محمد الشيحة، وهناك شركة «حسن مالك» فى المنصورة للملابس الجاهزة و«سيوة» لاستصلاح الأراضى، التى تخص زوجة الشاطر ومالك فقط. ويمتلك الشاطر ومالك شركات «أجياد» للخدمات و«دار الطباعة والنشر الإسلامية». ويملك أحمد شوشة وأيمن عبد الغنى -صهر الشاطر- شركة «اليجى» بالجزائر، وهناك محلات سرار التركية لبيع البدل الفاخرة. نصف مليون جنيه هو رأس مال شركة «مالك» لتجارة الملابس الجاهزة والمنسوجات وخيوط الغزل، التى يديرها الشاطر ومالك، ويشاركهما فى ملكيتها أشقاؤهما. وتمت توسعة مقرها ونشاطها باستيراد الملابس الجاهزة ومستلزماتها ومنتجات خشبية ومفروشات، والحصول على توكيلات تجارية من بعض الشركات العالمية؛ مثل شركة استيراد وتصدير الملابس الجاهزه ومستلزماتها «المصرية الدولية للتجارة والتوريدات - رواج»، ويتبعها العديد من منافذ البيع والمعارض، إضافة لشركة «الأنوار للتجارة والتوكيلات»، وتمويل من شركة «استقبال». وحصلت الشركة على توكيل بيع منتجات شركة «سرار» التركية للملابس الرجالى، كما حصلت على توكيل بيع منتجات شركة «داينال كريميه». وينبثق عن الشركة الأم مصنع للغزل والنسيج يحمل اسم «مصنع مالك للغزل والنسيج» بمدينة 6 أكتوبر. ويملك «شركة المدائن للمقاولات والإنشاءات» عضو اللجنة المالية أحمد محمود شوشة، وتختص بإدارة وإنشاء المبانى والعقارات والإشراف على الأراضى الفضاء المملوكة للجماعة، كما أنه عضو مؤسس فى شركة الطباعة والنشر. «شركة العربى للمقاولات» ويملكها أسامة محمد إبراهيم سليمان، أمين عام حزب الحرية والعدالة فى البحيرة نائب رئيس مجلس إدارة شركة «البركة» للمقاولات رئيس مجلس إدارة شركة «الصباح» للصرافة. ويمتلك الدكتور عبد الرحمن سعودى -أحد أكبر رجال الأعمال داخل الجماعة- سلسلة سوبر ماركت «سعودى» وشركة «التنمية العمرانية» التى تعمل فى مجال الاستثمار العقارى والمقاولات العامة وشراء الأراضى واستصلاحها، و«الجيزة الطبية» لتجارة الآلات والمعدات وتجهيزات المستشفيات والمعامل. ويملك الدكتور عصام الحداد «المجموعة العربية للتنمية» لتنظيم معارض للشركات فى مجال التشييد والبناء. ويرأس مجلس إدارة مستشفى دار السلام التخصصى بدمنهور محمد جمال حشمت، أحد مستشفيات الجمعية الطبية الإسلامية التى أسسها أحمد محمد الملط نائب المرشد الأسبق للإخوان، وتملك أكثر من 20 مستوصفاً وعيادة خارجية. كما يمتلك فريد إسماعيل -عضو مجلس شورى الجماعة- عدداً من الصيدليات ومحلات الذهب تسمى «القدس». ويمتلك الإخوان مدارس «الرضوان الإسلامية» للدكتور سالم نجم أستاذ الباطنة والقيادى الشهير بالجماعة، ويرأس مجلس إدارتها محمد بدوى مسئول المكتب الإدارى بمكتب إخوان وسط القاهرة. وهناك أسامة عبد المحسن شرابى صاحب شركة «أجيلكا» للسياحة بالإسكندرية، ومدحت محمود الحداد صاحب الشركة العربية للإنشاء والتعمير، وخالد عبد القادر عودة شركات «السلام ماركت» بمدينة أسيوط وتضم محلين، و«طلائع الإيمان» ويتبعها مصانع «الإيمان للبلاستيك» و«الطوب الأسمنتى» و«الرباط للملامين» فى أسيوط، ومصنع الفتح وفرعه فى المحافظة، و«الرسالة للتكنولوجيا والمعلومات العربية». وتأسست شركتا «دار التوزيع والنشر الإسلامية» و«دار الطباعة والنشر الإسلامية» للعمل فى مجال طباعة وإصدار وتوزيع الكتب الإسلامية، وكان مالكوها من قدامى الإخوان، ويوجد فرع باسم «مكتبة البشائر»، ومخزن فى القليوبية. الآن تمتلك الجماعة مشروعاً للنهضة يتحدث عن امكانية تحويل مصر إلى دولة اقتصادية كبيرة.. المشروع الذى استلهم عدة تجارب دولية يبدو أن الجماعة أقدر على تنفيذه إذا ما أخذنا فى الاعتبار أن الجماعة استطاعت أن تدير ملفها الاقتصادى والمالى فى ظل نظام خنق كل شىء من حولها، لكنها استطاعت أن تنجو.