· المرشد يتقاضي راتبا شهريا 25 ألف جنيه.. ويوسف ندا يمتلك 3 شقق في عمارة يسكنها علاء مبارك يوصف عبدالمنعم أبوالفتوح بأنه الرجل القوي في جماعة الإخوان ليس باعتباره النائب الأول للمرشد فقط، إنما لكونه مهندس العلاقات الدولية في التنظيم العالمي للجماعة فقد أتاح له موقعه كأمين عام لاتحاد الأطباء العرب فرصة التنقل بين البلدان المختلفة التي يوجد فيها فروع للتنظيم العالمي، والالتقاء بقياداته في الخارج ومن هنا تأتي أهمية الضربة القوية للجماعة بالقبض عليه وتقديمه إلي جهات التحقيق في اتهامات مختلفة من بينها تمويل أنشطة الجماعة والحصول علي أموال من الخارج «مليوني جنيه» لهذا الغرض. القبض المفاجئ علي أبوالفتوح لم يتح له فرصة تدبير الأوضاع المالية للتنظيم في الداخل وخاصة أن وزير مالية الجماعة خيرت الشاطر في السجن، وكان أبوالفتوح قد تولي مسئولياته ومن بينها تدبير تمويل الأنشطة الطلابية والمعسكرات، وتوفير مقار لنواب الجماعة، والانفاق علي المعارك الانتخابية وكذلك تدبير 300 ألف جنيه سنويا بدلات للمرشد مهدي عاكف بواقع 25 ألف جنيه شهريا بخلاف السيارات والسائقين ومرتبات المعاونين له والمتفرغين للعمل التنظيمي داخل إطار الجماعة. مسئولية تدبير هذه الأموال التي كان يتولاها عبدالمنعم أبوالفتوح لم تنفصل بأي حال عن الانشطة الاقتصادية التي تدور في فلك التنظيم سواء في الداخل أو الخارج والتي تتداخل مع بعضها البعض، وهو الأمر الذي أكد بأن عملية القبض علي أبوالفتوح تهدف إلي تجفيف منابع التمويل لأنشطة الإخوان وعلي رأسها الانتخابات البرلمانية المقبلة. أما عن الأنشطة الاقتصادية التي رصدتها جهات التحقيق في قضية خيرت الشاطر عام 2006، فهي عبارة عن شركات متنوعة في مجالات البرمجيات والمقاولات والاستثمار العقاري والسياحي، وقد جاءت أرصدة تمويل تلك المشروعات إلي مصر بعد الحصار الأمريكي علي الجماعة واتهامات يوسف ندا بتمويل أنشطة إرهابية لكن هذا لا ينفي أن تفكير الاستثمار في الداخل بدأ منذ منتصف التسعينيات بتأسيس شركة سلسبيل للبرمجيات وهي الشركة صاحبة القضية الشهيرة لخيرت الشاطر، عام 1995 وقد اسس مع صديقه حسن مالك الذي سافر معه إلي ألمانيا وحسن مالك الذي يبلغ من العمر 52 سنة فهو متزوج من شقيقة أحمد عيلوة صاحب شركة الحجاز لتوظيف الأموال، وعن طريق هذه الشركة بدأ الشاطر «المسئول عن تدبير الأموال» في تجارة العملة وكان ذلك هو أول نشاط مالي للجماعة في مصر، وبعدها بدأت الجماعة في تطوير نشاطها الاقتصادي المتداخل وتأسيس 16 شركة تتداخل جميعها ويتولي الإشراف عليها 30 عضوا من قيادات الجماعة وغالبيتهم من قيادات التنظيم العالمي، يأتي في مقدمتهم يوسف ندا الذي اسس بنك التقوي في جزر الباهاما، وأثناء نظر قضية خيرت الشاطر جري تقدير ممتلكات الإخوان ب 8 مليارات جنيه في مجالات متعددة من بينها انشاء شركة «فجر» التي كان يدير أنشطتها خيرت الشاطر، وكانت تعمل في مجال معارض السلع المعمرة في النقابات المهنية مثل الأطباء والمهندسين. وكذلك شركة فرجينيا للسياحة والتي أسسها حسن مالك البعيد عن أي موقع داخل مكتب الارشاد أو التنظيم الدولي وقد ولدت تلك الشركة من رحم شركة أخري تأسست في الولاياتالمتحدةالأمريكية كان قد اسسها إخواني مصري هو محمد عبدالعال وكان شريكه في التأسيس «مصطفي ندا» شقيق يوسف ندا إلا أن الاثنين تنازلا عنها لحسن مالك. وهذه الشركة لها قرية سياحية في طريق مرسي مطروح يطلق عليها «الياسمين». وامتد النشاط الاقتصادي للجماعة إلي إنشاء شركة المدائن للإنشاءات ويمتلكها خيرت الشاطر وأحمد شوشة وأسعد الشيخ، وشركة التنمية العقارية التي يملكها عبدالرحمن سعودي الذي ترك مهنة الطب وعمل في نشاط المقاولات، بالإضافة إلي إنشاء دار للطباعة والنشر الإسلامية في العاشر من رمضان ويمتلك هذه الشركة قيادات الإخوان من الجيل السابق للشاطر وعبدالمنعم أبوالفتوح وحسن مالك وكذلك شركة السلام للمواد الغذائية التي يمتلكها خالد عودة من مدينة أسيوط وهو ابن عبدالقادر عودة الذي حكمت عليه الثورة بالإعدام ونفذت الحكم، بالإضافة إلي توكيل ملابس داليدرس وتأسيس شركة حياة للأدوية والمسئول عنها خيرت الشاطر ومحمد محمود حافظ وأحمد شوشة. ولم يتوقف النشاط الاقتصادي للجماعة عند حدود الداخل بل امتد إلي الخارج حيث يمتلك أفراد الجماعة شركة إم سي آر للمقاولات والتي لها فروع في كل من قطر وجيبوتي وكذلك شركة «رواج» للتجارة والتوريدات وتعمل في نشاط المفروشات وبيع وتجارة الأساس، ويملكها ويديرها حسن مالك وكذلك توكيل صوار للملابس التركية الجاهزة. الغريب أنه بعد رصد تلك الأنشطة وبروز اسم حسن مالك والشاطر كمسئولين عنها صدرت تعليمات مكتب الإرشار أغلب الظن أنها تعليمات من عبدالمنعم أبوالفتوح بأن يبدأ حسن مالك في توسعة الأنشطة وشراء العقارات ويأتي نفوذ عبدالمنعم أبوالفتوح داخل الجماعة كأحد أكبر الشخصيات المؤثرة لضعف شخصية المرشد مهدي عاكف وتضارب تصريحاته وتخبطها بالإضافة إلي مسئولية النشاط الاقتصادي والمالي الذي لم يتوقف عند حدود الشركات التي تعمل في 8 مليارات جنيه، إنما يتم تحصيل 10% من دخل كل عضو من الجماعة «30 ألف عضو» وتم إضافة 5% منذ 4 سنوات ليصبح المستقطع من دخول الأعضاء 15% حيث تذهب النسبة الأخيرة إلي تنظيم حماس في فلسطين كجزء من تمويل عملياتهم ورواتبهم. لكن لا يغيب عن الأذهان أن أبوالفتوح أو الشاطر ليسا هما المسئولين عن الأموال في الداخل والخارج وإنما إدارة هذا الشأن خارجيا هي مسئولية أصيلة ليوسف ندا الذي سافر إلي سويسرا منذ عشرات السنين فهو وزير مالية التنظيم الدولي، الذي تعددت أنشطته ما بين لندن وجنيف في صناعة الأسمنت وتجارة الأغذية واللحوم واستطاع أن يكون علاقات قوية مع أثرياء عرب جعلته يفكر في إنشاء بنك التقوي بجزر الباهاما، إلا أن ندا تعرض لهجوم بعد أحداث 11 سبتمبر فقرر توجيه الاستثمارات وضخها للداخل وتحويلها متقطعة كنوع من غسيل الأموال، وهي ذات التهمة التي تم توجيهها إلي الشاطر و40 أخرين من بينهم 8 هاربين علي رأسهم يوسف ندا وغالب همت. لكن من المفارقات الغريبة أثناء البحث عن ثروات الإخوان تبين أن يوسف ندا يمتلك 3 شقق في إحدي العمارات التي يقطن بها علاء مبارك نجل الرئيس خلف الميرلاند في مصر الجديدة، وهو الأمر الذي يدفع بكثير من علامات الاستفهام.