تعد المستشارة تهاني الجبالي، النائب الأسبق لرئيس المحكمة الدستورية العليا، والتي رحلت عن عالمنا منذ قليل، واحدة من أكثر الشخصيات التي واجهت جماعة الإخوان الإرهابية، لتكون بحقا «راهبة في محراب الوطن». لم تتلون المستشارة تهاني الجبالي يوما وكانت مواقفها واضحة مدنية الدولة واحترام الدستور والقانون هما الهدف الأسمى الذي ناشدت وحاربت منذ تعيينها كأول قاضية في المحكمة الدستورية عام 2003 وحتى عزلها من قبل المعزول محمد مرسي في العام الاسود لحكم الإخوان. ولدت تهاني الجبالي في محافظة الغربية وحصلت على المركز الخامس على مستوى مصر في شهادة الثانوية العامة ثم دخلت كلية الحقوق جامعة المنصورة وتخرجت منها العام 1973 ثم حصلت على دراستها العليا في الشريعة الإسلامية والقانون الدستورى. بعد تخرجها، عملت بالمحاماة لمدة 30 عام وهي محامية لدى محمكة النقض والمحاكم العليا حتى قرار تعينها كقاضية، تم انتخابها كأول عضوه في المكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب لتصبح بذلك أول سيدة مصرية وعربية تنتخب في هذا المستوى بالاتحاد منذ تأسيسه في عام 1944. كما تم انتخابها دورتين على التوالى عضوا بمجلس نقابة المحامين المصرية كاول محامية منذ إنشاء النقابة عام 1912 عملت مستشارة قانونية للعديد من المؤسسات الاقتصادية الكبرى وبتدريس القانون في بعض الجامعات وهي عضو لجنة القانون بالمجلس الأعلى بالثقافة وعضو الهيئة الاستشارية لمكتبة الإسكندرية ورئيس مؤسسة لقاء القاهرة الثقافى. في 22 يناير 2003 صدر قرار جمهوري بتعينها نائب رئيس المحكمة الدستورية ضمن هيئة المستشارين بالمحكمة الدستورية العليا كأول قاضية مصرية، حتى عام 2007 حيث عينت في ذلك العام 32 قاضية بالقضاء العالي، ممابقى القاضية تهاني صاحبة لأعلى منصب قضائي تحتله امرأة في مصر. تم استبعادها من منصب نائب رئيس المحكمة الدستورية في حكم محمد مرسي من خلال نص دستوري قلص عدد قضاة المحكمة الدستورية من 19 إلى 11 عضواً، ونص انتقالي يقضي بعودة كل المستبعدين فور إقرار الدستور إلى مناصبهم السابقة على العمل بالدستورية. توفت المستشارة تهاني الجبالي، نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا سابقا، منذ قليل، بعد إصابتها بفيروس كورونا، عن عمر يناهز 71 عاما، حيث نقلت إلى مستشفى العجوزة الأسبوع الماضي لتلقي العلاج، وستقام صلاة الجنازة والدفنة عقب صلاة الظهر بمسجد عوارة بمدينة طنطا بمحافظة الغربية، بحسب مصادر مقربة من المستشارة ل«الوطن».