الشريط الحدودى بطول المنطقة الملتهبة بين مصر من جهة وغزة وإسرائيل من جهة أخرى، يمتد بطول 240 كم، ووفقاً لقرار وزير الدفاع الذى يحمل رقم 203 لعام 2012، يحظر تملك أو حق انتفاع أو إيجار أو إجراء أى نوع من التصرفات فى الأراضى والعقارات الموجودة بالمناطق الاستراتيجية ذات الأهمية العسكرية بطول 5 كيلومترات بطول الحدود، ما عدا مدينة رفح والمبانى المقامة داخل الزمام وكردونات المدن فقط، التى يطالب الخبراء حالياً بتحويلها إلى منطقة عازلة حتى يتمكن الجيش من محاصرة العناصر الإرهابية. وتضم هذه المنطقة الحدودية العديد من القرى الصغيرة ذات الكتل السكنية المحدودة، منها خمس قرى تعتبر الأكثر خطورة هى: «المقاطعة»، و«المهدية»، و«نجع شيبانة»، و«العجراء»، و«التومة»، حيث تقع على الحدود مع إسرائيل، وتعتبر الأكثر خطورة فى عمليات التهريب بأنواعها المختلفة، ويتمركز بها العديد من العناصر التكفيرية وفقاً للعديد من التقارير الأمنية. هذه القرى الحدودية الخمس أصبحت مأوى للعناصر الجهادية ومستقراً لقادتها حيث تشكل الثلاث الأولى منها مثلث صناعة الإرهاب فى سيناء، حيث تعتبر «العجراء» مخزناً كبيراً للسلاح ومسرحاً للعمليات ومركزاً للتدريبات، كما يظهر فى الفيديوهات التى تبثها هذه العناصر الإجرامية على شبكات المنتديات الجهادية، بينما تعتبر قرية «التومة» نقطة الانطلاق لتنفيذ العمليات بحكم موقعها الجغرافى، حيث تتحرك منها العناصر التكفيرية لاستهداف الكمائن الأمنية، فيما يستوطن أفراد هذه التنظيمات صحراء هذه القرى ويتخذون منها مركزاً للتنقل أثناء تنفيذ عملياتهم الإرهابية. «المقاطعة» أولى هذه القرى الواقعة جنوب رفح، وتقع على بعد 5 كيلومترات من الحدود الإسرائيلية، وتعتبر أخطر القرى الحدودية أكثرها أمناً بالنسبة للعناصر الجهادية التى تتردد عليها مساءً كل ليلة مع دخول ساعات الحظر حيز التنفيذ. بينما قرية «المهدية» المتاخمة للحدود الإسرائيلية مباشرة ولا يفصلها سوى كيلومتر عن خط الحدود، تعتبر وزارة المالية بالنسبة للتنظيمات الجهادية بسبب علاقات أبنائها الاقتصادية القائمة على تجارة الأنفاق التى فتحت لهم أفقاً واسعاً من كل أنواع التهريب إلى القطاع. ويقطن قرية المهدية عشيرة المنايعة، التابعة لقبيلة السواركة، وعدد من أبناء قبيلة الرميلات، ويتجاوز عدد سكانها 5 آلاف نسمة. قرية «العجراء» تعتبر الأقرب إلى إسرائيل، حيث لا يفصلها عن الشريط الحدودى سوى 3 كيلومترات مربعة، وتنشط فيها عمليات التهريب إلى إسرائيل. ويعتبر «نجع شيبانة» رأس المثلث الذى تمتد قاعدته باتجاه قريتى المهدية والمقاطعة، تقطنها عشيرة المنصوريين التابعة أيضاً لقبيلة السواركة، وأثناء حملة المداهمات التى قام بها أفراد الجيش أثناء تنفيذهم للعملية «نسر» تم قتل 5 من العناصر الجهادية. بينما قرية «التومة» التى تقع فى جنوب الشيخ زويد تستمد أهميتها بالنسبة للعناصر الجهادية من وقوعها بالقرب من الكمائن الأمنية التابعة للجيش، وتحديداً كمين الخروبة والريسة ومدخل الشيخ زويد، الثابتة على طريق العريش - رفح الدولى.