ما بين الوطنية والاتهام ب«الخيانة» تعيش قبيلة السواركة أكبر قبائل سيناء.. لا تستطيع أن تفرق بين حماة الوطن منهم ولصوصه.. يعيشون حياتهم فى قلب الصحراء.. لذا فلا يعرفون مفردات سوى السلاح والرمال.. وتظل الأحكام العرفية هى قانونهم، حديثنا عن «قبيلة السواركة» أكبر وأشهر قبائل شمال سيناء، التى يعيش أبناؤها فى أخطر مناطق حدودية فى مصر، ويرتبط شيوخها بعلاقات تاريخية بالقوات المسلحة، كما صنفتها إسرائيل ضمن «أخطر التنظيمات الإرهابية فى المنطقة». السواركة قبيلة كبيرة تضم 70% من تعداد شمال سيناء، وهم يتمركزون أساسًا فى ضواحى العريش، وتمتد مساكنهم حتى منطقة الشيخ زويد شمالًا والمطار غربًا، وتتكون هذه القبيلة من 13 عشيرة أو عائلة، وهى: المقاطعة ومنها «أبو جغيمان- أبو دراع - أبو زينة - أبو شريف - أبو زريعى- البحلوطى - الأطرش»، والعردات ومنها «الزميلى- الديب - أبو ماشى – الوقاقدة – العبيدات - أبو عجيرم- الحمراو»، والمنايعة ومنها «أبو هولى- أبو شماس- أبو خوصة -الجرادات »، وسواركه وادى الحسى ومنها «الجوافلة والرشايدة والروافعة والعبيدات والفيايضة»، وأبو جهينى، وأبو زارع، والمنصورين. «سعيد عتيق» واحد من أبرز أبناء قبيلة السواركة، روى ل«الصباح» كيف عاشت قبائل سيناء فريسة للإرهاب والعيش على التهريب، وذلك لانعدام وسائل الدخل المشروعة بسبب إهمال الدولة، الأمر الذى دفع أبناء سيناء للجوء إلى عمليات التهريب مع إسرائيل، والذى بدأت بتهريب الفتيات الروسيات والمخدرات، وبعض البضائع التجارية، ثم عندما تم حفر الأنفاق السرية بين غزةوسيناء فى 2007 اعتبرها أبناء القبيلة متنفسًا جديدًا لهم، خاصة أن الدولة وقتها كانت تترك «أبناء سيناء» كفريسة لحماس، التى بدأت تحاول زرع رجالها من المتمردين الصغار من أبناء السواركة، من خلال دعمهم بمليارات الدولارات وجعلهم وجهاء على كبار مشايخ القبيلة. وأرجع«عتيق» استهداف قبيلة السواركة إلى أن أبناءها منذ القدم تربطهم علاقات وطيدة مع القوات المسلحة، ولأن موقعها الجغرافى المجاور للحدود مع غزة فى قرى المهدية والتومة وشيبانة، وهى المنطقة التى مخطط لها أن تكون الوطن البديل للفلسطينيين، وتعتبر حماس المنطقة التى يعيش عليها أبناء السواركة هى الحديقة الخلفية لهم إذا ما حدثت حرب بينهم وبين فتح. مصادر سيناوية أكدت ل «الصباح» أن «السلفية الجهادية» معظم أعضائها من قبيلة السواركة، وأن الإخوان استغلوا هؤلاء للضغط على المجلس العسكرى بعد ثورة 25 يناير لترك الحكم لجماعة الإخوان المسلمين لأنها الأكثر سيطرة على الجماعات الجهادية، كما قامت السلفية الجهادية بعمل عرض عسكرى فى الشيخ زويد بالأسلحة الثقيلة مرتين، مرة أيام المجلس العسكرى والمرة الثانية خلال الانتخابات الرئاسية الماضية، واستطاعت الجماعات التكفيرية تصفية ما يقرب من 20 من شيوخ العشائر الذين يساعدون قوات الجيش فى تضييق الخناق على تلك الجماعات. الغريب أن إسرائيل صنفت قبيلة السواركة ضمن قوائم المنظمات الإرهابية، وذلك بعدما نشرت القناة الإسرائيلية تقريرًا حول القبيلة يفيد بأن أبناءها اخترقوا الحدود الإسرائيلية حاملين بنادق كلاشنكوف من أنواع حديثة، إلا أنها «الشاباك» الإسرائيلى تمكن من القبض على هذه الخلية، وتم تقديمها للمحكمة وإلقائهم بالسجن لمدة 14 عامًا. وزعمت القناة أن القبيلة مسئولة عن الهجمات التى تستهدف قوات الأمن والجيش المصرى فى سيناء، ورعايتها للمنظمات الإرهابية فى سيناء من خلال امتلاكها كميات كبيرة من السلاح وسيطرتها على جميع المناطق والأماكن الاستراتيجية بشبه الجزيرة، والتى بها أنابيب الغاز الموصلة لإسرائيل والأردن، وأن هناك رجال أعمال يدفعون رشاوى شهرية حتى لا يضرون بأعمالهم ومشاريعهم فى جنوبسيناء، جعلتها القبيلة الأكثر غنى بين القبائل السيناوية. من جهته قال الشيخ حسن خلف، كبير قبيلة السواركة وقاضى قضاة الأحكام العرفية فى سيناء ل «الصباح» أن «السواركة» هى حجر العثرة الوحيد لإسرائيل فى شمال سيناء منذ أيام الاحتلال لذلك تم تصنيفهم كإرهابيين، مضيفا بأن هذا شرف للقبيلة، وأن هذا دليل على وطنية أبناء السواركة ومساعدتهم للقوات المسلحة، موضحًا بأنه على الرغم من كل ذلك فإن بعض أبناء القبيلة تم تجنيدهم من قبل التكفييرن والجهاديين بحجة الدين. ويضيف الشيخ خلف أن محمد الظواهرى القيادى بالسلفية الجهادية كان يدعم الكثير من أبناء القبيلة على وجه الخصوص، وأبرز أسماء المنتمين للتيارات التكفيرية فى سيناء هو شادى المنيعة أحد أبناء عشيرة المنايعة التابعة للسواركة، مؤكدا بأن وسيلتهم لتجنيد أبنائهم كانت الأموال التى تأتى عبر ليبيا وقطر وتركيا، موضحًا بأن كبار القبيلة يستطيعون السيطرة على أبناء القبيلة إلا فى شىء واحد وهو الفكر، لأن أهل سيناء يتأثرون بالفطرة الدينية فعندما يحدثهم أحد بالفكر الجهادى فيقتنعوا به مباشرة دون تردد لأنهم لم يجدوا من يعلمهم أصول الدين، فيبدأوا بتربية لحياهم وارتداء الجلابيب، ولا يتحدثون مع باقى الناس باعتبارهم كفارًا. ومن جانبه، قال العميد خالد عكاشة، مسئول الملف الأمنى الأسبق فى سيناء، إن حماس تتعامل مع جميع القبائل والعائلات الكبيرة فى سيناء، وليست للسواركة وضع خاص فى هذا الصدد، مضيفًا بأن جميع القبائل فيهم من يؤيد الجيش ويتعاون معه، ومنهم من يعمل مع الإرهابيين أو حماس، مؤكدًا أن الأموال التى لاتزال تتدفق على أبناء سيناء هى السبب الرئيسى فى إطالة أمد العمليات الإرهابية، وإنهاك قوات الجيش والأجهزة الأمنية هناك.