أكدت وزارة الصحة والسكان أنها على تواصل مستمر مع منظمة الصحة العالمية لبحث ما توصل إليه الخبراء فيما يتعلق بمتحور كورونا الجديد «أوميكرون»، خاصة مع حالة القلق التى أصابت العالم فور الإعلان عنه، لمعرفة المعلومات الكاملة عنه لاتخاذ كافة الإجراءات الوقائية اللازمة لمواجهته. وأضافت الوزارة، فى تقرير أمس، أن الأنباء الواردة من المنظمة بشأنه تفيد بأنه تم اكتشافه فى جنوب أفريقيا، ويحتوى على عدد كبير من الطفرات الموجودة فى متغيرات أخرى بما فيها متحور «دلتا». وقالت المنظمة، فى تقرير، إن «المتحور يحتوى على أكثر من 30 تغيراً على البروتين المرتفع (سبانيك بروتين)، وهو البروتين الذى يلتصق بالخلايا المضيفة والهدف الرئيسى لمناعة الجسم»، منوهة بأنه ينتشر بسرعة كبيرة، ولكن ما زال مبكراً معرفة مدى قدرته على مقاومة اللقاحات، ومدى شدة الأعراض، مضيفة أنه ما زال أمامنا أسابيع لمعرفة ذلك. وأوضحت أن «النتائج الأوّلية تشير إلى أنه الأشد عدوى بين كل متحورات الفيروس التى ظهرت حتى الآن». «عبدالغفار»: منتشر في جنوب أفريقيا وقال الدكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالى، والقائم بأعمال وزير الصحة، إن «متحور أوميكرون هو خامس متحور وليس الأول». وأضاف، فى تصريحات أمس، أنه منتشر فى جنوب أفريقيا، وهى من الدول التى تنتشر فيها الإصابة بمرض الإيدز، لذلك مناعتهم قليلة، وهو ما يجعل المتحورات منتشرة فيها وبشكل أسرع. الوزارة ترفع درجة الاستعداد وتطالب باتباع الإجراءات الاحترازية والتطعيم وأكدت الوزارة رفع أعلى درجات الاستعداد القصوى على مستوى محافظات الجمهورية لمتابعة الموقف الوبائى لحظياً، واتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية اللازمة للوقاية من الفيروس وغيره من الأمراض المعدية. وقال الدكتور حسام عبدالغفار، «متحدث الوزارة»، إن «جميع لقاحات كورونا آمنة وفعالة، ولها قدرتها على مواجهة الفيروس، وكذلك المتحورات التى ظهرت منه مثل متحور دلتا ودلتا بلس»، متابعاً أن «المتحور الجديد حتى الآن لا تتوفر عنه معلومات كافية للحكم على مدى فاعلية التطعيمات ضده، ومن السابق لأوانه أن يتم الحكم على فاعلية أى لقاحات ضده». وأوضح «عبدالغفار»، ل«الوطن»، أن هناك أبحاثاً تجرى بشكل سريع لمعرفة مدى قدرة هذا المتحور على الاستجابة للمناعة التى تعطيها اللقاحات للجسم، مؤكداً أن التعامل يتم بشكل جدى لمواجهة المتحور بمجموعة من القرارات الصارمة وأيضاً الإجراءات الاحترازية اللازمة. «المتحدث»: لم يصل مصر وأشار المتحدث إلى أن «الصحة العالمية» أوردت إلى مصر رسالة تفيد بأن معرفة تأثير وفاعلية اللقاحات على المتحور الجديد للقاحات ستستغرق وقتاً، نافياً أياً من الأخبار المتداولة المتعلقة بأن المتحور الجديد موجود فى مصر. وطالبت الوزارة المواطنين بضرورة الاستمرار فى اتباع الإجراءات الاحترازية كارتداء الكمامات والتباعد، وغسل اليدين باستمرار لمدة لا تقل عن 20 ثانية بالماء والصابون وتجفيفها جيداً والبعد عن المناطق المزدحمة وعدم التكدس أو لمس أى أسطح، مناشدة المواطنين ضرورة أخذ لقاح كورونا للمساهمة فى الحد من انتشار العدوى والسيطرة على الفيروس والانتهاء من تطعيم 40% من المواطنين، وهى الخطة التى وضعتها الدولة لمواجهة الموجة الرابعة للفيروس ومواجهة أى موجة مرتقبة. «الحداد»: أصحاب الأمراض المزمنة الأكثر تأثراً وقال الدكتور أمجد الحداد، رئيس قسم المناعة والحساسية بهيئة المصل واللقاح، إن «السلالة الجديدة من كورونا مثيرة للقلق، وهناك العديد من المتغيرات التى ظهرت عليها، حيث تم رصد التكوين البروتينى للمتحور الجديد (أوميكرون) وبه العديد من المتغيرات، عكس المتحوّرات السابقة، فيوجد العديد من الطفرات الخارجية التى ظهرت على المتحوّر الجديد». وأضاف «الحداد»، فى تصريحات خاصة ل«الوطن»، أنه من خلال الدراسات والتجارب المتعلقة بالمتغيرات نجد أن أصحاب الأمراض المزمنة والأشخاص الذين يعانون من نقص فى جهاز المناعة هم الأكثر عرضة وتأثراً بالمضاعفات التى ستنتج عن الإصابة، موضحاً أن المتغير يحتاج إلى دراسات ولا يمكن التكهن بمضاعفاته بعيدة المدى. وتابع رئيس القسم أن متحور «أوميكرون» يُعد تسلسلاً طبيعياً لفيروس كورونا، مبيناً أن اكتشاف متحور جديد سببه عدم الالتزام بالإجراءات الوقائية والاحترازية، وأن عدم توفير اللقاحات سيؤدى لظهور متحورات جديدة. وعن مدى مقاومة المتحور الجديد للقاحات، أوضح «الحداد» أن هذه مجرد احتمالات غير صحيحة، ولم يتم رصد ودراسة المتحوّر الجديد بشكل مفصَّل، ومن السابق لأوانه أن يتم وضع افتراضات غير دقيقة بشأن مقاومة السلالة الجديدة للأجسام المضادة للفيروس، مشدداً على ضرورة الالتزام بكل الإجراءات الوقائية والاحترازية والالتزام التام بكافة التدابير للوقاية من الإصابة بفيروس كورونا بصورة عامة، وتتمثل فى «ارتداء الكمامة، غسيل اليدين بالماء والصابون، تلقى اللقاح، التباعد الجسدى والاجتماعى، الوجود فى أماكن ذات تهوية جيدة». طلب إحاطة ب«النواب» حول تدابير مواجهته وفى أول تحرك برلمانى لمواجهة ظهور متحور «أوميكرون» ببعض الدول الأفريقية وتحديداً بجنوب أفريقيا، تقدم النائب أحمد حتة بطلب إحاطة موجه إلى رئيس الوزراء والدكتور خالد عبدالغفار، القائم بأعمال وزير الصحة، حول الإجراءات والتدابير التى تم اتخاذها لمواجهة المتحور وضمان عدم وصوله إلى مصر. وأكد النائب أن التحور ليس شيئاً جديداً، وأنه مؤخراً نجحت مصر فى مواجهة «دلتا» و«دلتا بلس» وعدم دخولهما أو تفشيهما، ولكن هناك مخاوف من متحور «أوميكرون» الذى ظهر فى جنوب أفريقيا وهو أكثر قابلية للعدوى، وانتشر بشكل سريع فى بعض المدن هناك، وفقاً لما أكدته منظمة الصحة العالمية. وطالب «حتة» بحضور الوزير لمجلس النواب لشرح الإجراءات التى تم اتخاذها والرد على أى شائعات حول وجود المتحور بمصر أو إصابة مصريين به، مشيداً بالإجراءات والتدابير التى اتخذتها مصر، ومنها قرار وقف الطيران مع جنوب أفريقيا، بسبب السلالة الجديدة، واتخاذ إجراءت الكشف والمواجهة بالتعاون مع «الصحة العالمية» بمنافذ الدخول. ودعا النائب إلى زيادة الجرعات لتلقى التطعيمات واللقاح المضاد لفيروس كورونا خلال الفترة المقبلة، وعودة الإجراءات الاحترازية واتخاذ كل السبل لضمان سلامة المواطنين وعدم تفشى الجائحة، خاصة أن المجلس وافق منذ أيام قليلة على قانون مواجهة الأوبئة والجوائح، الذى أعطى لرئيس الوزراء الأدوات لمواجهة أى وباء والقرارات للحد منه، وكذا رفع درجة الاستعداد بجميع المنافذ الجوية والبرية والبحرية، للتأكد من خلوّ القادمين إلى مصر من المتحور الجديد، وإجراء الاختبارات اللازمة للكشف عنه. «عليا كورونا»: إيقاف الطيران من وإلى جنوب أفريقيا وكانت اللجنة العليا لإدارة أزمة فيروس كورونا قد قررت إيقاف الطيران المباشر من وإلى جنوب أفريقيا، على خلفية ما أعلنته منظمة الصحة العالمية، بشأن المتحور الجديد، الذى أُطلق عليه «أوميكرون»، واعتبرت هذا المتحور من الضرورى أخذ الإجراءات الاحتياطية تجاهه. وأشار السفير نادر سعد، المتحدث الرسمى باسم مجلس الوزراء، إلى أن هناك عدداً من الدول المستهدفة بقائمة من الإجراءات، وتشمل: «جنوب أفريقيا، ليسوتو، بوتسوانا، زيمبابوى، موزمبيق، ناميبيا، واسواتينى»، حيث من المقرر للقادمين من تلك الدول عن طريق الرحلات غير المباشرة (ترانزيت) وقدومهم إلى مطار القاهرة فى طريقهم إلى دول أخرى، إجراء اختبار فحص الحامض النووى السريع، وحال ظهور أى حالة إيجابية تُمنع من صعود الطائرة التالية، ويعود الراكب على نفس الطائرة القادم عليها، بينما للقادمين من تلك الدول (ترانزيت) وتمثل القاهرة وجهتهم النهائية، سيتم عمل اختبار فحص الحامض النووى السريع، وحال إيجابية التحليل يعود الراكب على نفس الطائرة القادم عليها، أما حال سلبية الاختبار فيقوم بعمل حجر ذاتى منزلى لمدة 7 أيام، ويتم عمل اختبار pcr فى نهاية مدة الحجر، كما يستمر متابعته لمدة 7 أيام أخرى عن طريق فريق الحجر الصحى حتى نهاية المدة القصوى لفترة حضانة الفيروس.