مصر سكنها قدر هائل من السفلة والأوغاد.. والدليل وصول الإخوان للحكم أعداء فاروق حسنى نصبوا له الفخاخ لكن إنجازاته كثيرة تركنا الساحة الثقافية لدول أخرى.. ولا أهتم بأن تذهب «الدولية» إلى مهرجان إسرائيل.. وسنلغى قطاع الإنتاج إدخال المثقفين حظيرة الحكومة «فكرة غبية».. وأنا فى مهمة وطنية حتى انتخاب برلمان جديد بعض الحاصلين على جوائز الدولة لا يستحقونها.. والمجاملة آفة التصويت على الجوائز دار الوثائق لم تُمس فى عهد «مرسى».. وتعيين وزير إخوانى كاد يؤدى إلى «خراب ما بعده خراب» تولى الشباب مناصب قيادية حق يراد به باطل.. وإحساس القيادات بالخطر يدفعهم لمحاربة الصف الثانى 20 مليون جنيه زيادة فى ميزانية مكتبة الأسرة.. والمطالبون بإلغائها عليهم هدم الهرم لأنه من عصور الأنظمة السابقة «أهل مكة ليسوا دائماً أدرى بشعابها».. والاستعانة بقيادات من الخارج «اتجاه عالمى» محاولة أسلمة الثقافة فى عهد «الإخوان» كانت واقعاً.. وقضيت على «مراكز القوى» بالوزارة «فريد» يعمل لإقامة مهرجان القاهرة السينمائى فى موعده خوفاً من خسارة صفة «الدولية» الآثار» جزء من «الثقافة» وفصلهما فى وزارتين أضر بهما ومشروع سعيد توفيق لتعديل قانون «الأعلى للثقافة» أحلام يرى الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة، أنَّ تعاقب الوزراء على وزارة الثقافة عقب ثورة يناير خلف حالة من عدم الاستقرار، وأن العقل المصرى تغزوه فيروسات التطرف الدينى منذ 40 عاماً. وقال فى حواره ل«الوطن»: إن الإخوان أدخلوا الدين فى ما يلزم وما لا يلزم وإن اختيار وزير إخوانى للثقافة كاد يؤدى إلى خراب ما بعده خراب. مؤكداً أن دار الوثائق القومية لم تُمس فى عهد «الإخوان». وأشار إلى أن البيروقراطية تمنعه من فصل الموظفين الذين يعطلون العمل وأن مصر فى حاجة لنسف ترسانة القوانين، وأنه سيسمح بعرض فيلم «حلاوة روح» بعد حسم القضاء. ■ ما تقييمك للوضع داخل وزارة الثقافة بعد أربعة أشهر من توليك مسئوليتها وخوضك عدداً من المعارك مع شباب الوزارة والأزهر والنقاد وأخيراً مع السلفيين؟ - الوضع داخل وزارة الثقافة مثل الوضع خارج وزارة الثقافة، مجموعة من المشكلات ورواسب فوضى الأعوام السابقة والمسألة صعبة لكنها مثيرة للتحدى، وأعتبر نفسى فى مهمة وطنية لمدة أشهر لإعادة وزارة الثقافة إلى المسار السليم والصحيح، فأنا أشبه شخصاً يضع أساساً لمبنى، وإذا وضع الأساس بشكل سليم سأطمئن أن هذه المبنى سيكون سليماً ويمكن تعليته، أما ما يقال عن وجود معارك وحروب فهى شائعات وضجة إعلامية لا أساس لها على أرض الواقع، حيث استغل البعض تصريحاتى ووظفها بطريقة هدفها إحداث شو إعلامى، فأنا لم أطلع على تصريحات رئيس حزب النور السلفى الذى اعترض على آرائى حول تجسيد الأنبياء وقضية مصادرة الكتب، وعموماً فهو حر فى رأيه كمواطن مصرى مارس حرية التعبير، أما قضية الناقد طارق الشناوى، الذى تعرض لى بالسب والقذف فى مقالاته، فهى بين يدى نقابة الصحفيين وأنتظر قرار مجلس النقابة. ■ ولماذا استبعدت مسعود شومان، وهو القيادة الشابة الوحيدة بالوزارة من منصبه كرئيس لهيئة قصور الثقافة؟ - غير صحيح أننى استبعدته، «شومان» تولى منصبه بناء على مسابقة أثبت القضاء عدم قانونيتها وبناء عليه أنهيت انتدابه احتراماً لأحكام القضاء وتنفيذاً لمبدأ سيادة القانون ■ ما الذى تقصده بفوضى الأعوام السابقة؟ - الفوضى هى حال مصر منذ «25 يناير» إلى الآن، وطبيعى أن تكون مصر فى حالة ارتباك؛ فنحن لدينا الآن رئيسان فى السجن وعندنا حكومات سريعة جداً ومتعاقبة ووزارة الثقافة نفسها مرَّ عليها عدد كبير من الوزراء خلال هذه الفترة، ما خلَّف حالة من الفوضى، هذا بخلاف التقلبات السياسية والتحديات الداخلية والخارجية ومجموعات الإرهاب التى تغتال أبرياء كل يوم تقريباً، وعندنا تحديات خارجية؛ فلأول مرة فى تاريخ البلد لدينا تهديد للحدود من كل الجهات، فالحدود الغربية مهددة بما يحدث فى ليبيا وتهريب السلاح، والحدود الشرقية من إسرائيل، والحدود الجنوبية غير مستقرة، وهناك إرهاب عالمى جماعى يهددنا بالخطر، هذا كله جعل المرحلة الماضية إلى الآن مرحلة مرتبكة غير مستقرة، وحتى الآن الناس فى حالة قلق على ما يحدث وسؤالهم الرئيسى: متى يأتى الأمن والرخاء الاقتصادى؟ ■ تتحدث عن تهديدات إرهابية تؤثر علينا، كيف تؤثر على المنظومة الثقافية؟ - طبعا الأثر كبير جداً، للأسف ومنذ حوالى 40 سنة والعقل المصرى تغزوه فيروسات التطرف الدينى دون رادع حقيقى وقوى ودون استراتيجية حقيقية لمقاومة هذه الفيروسات، وكانت النتيجة أنه ولأول مرة فى تاريخ مصر، التى أنتجت لطفى السيد وطه حسين ورفاعة الطهطاوى تحكمها جماعة دينية تريد أن تقضى على الدولة المدنية تماماً، وهذا ليس نتيجة ما حدث بعد «25 يناير»، ولكن نتيجة عوامل ممتدة ابتداء من 1972 خلال زمن «السادات» عندما تم التحالف بين رئيس الدولة وجماعات الإسلام السياسى للقضاء على الفئات الناصرية والقومية واليسارية. ■ ما دورك فى هذه المرحلة كوزير ثقافة للتخلص من هذا التطرف الدينى؟ - دورى أن أسهم فى صناعة استراتيجية جديدة فى الثقافة، ولدىَّ أمل فى أن أنجح فى تحقيق ما أسميه المنظومة الثقافية الجديدة للدولة وينبغى أن تكون من جهة الحكومة؛ حيث تتعاون كل الوزارات المعنية بالشأن الثقافى، كما ينبغى أن تتعاون الحكومة مع المجتمع المدنى فى تفعيل هذه المنظومة، أما وزارة الثقافة نفسها فينبغى إعادة النظر إلى هيكلها الوظيفى ومراجعة ما يستحق المراجعة وتجديد شباب قيادات الوزارة على أساس من الكفاءة والنزاهة. ■ تحدثت عن أكثر من وزير تعاقبوا على الوزارة بعد الثورة، هل تسبب ذلك فى فوضى قرارات؟ - نعم، خلق نوعاً من عدم الاستقرار، بمعنى أنه لم يكن أمام أى وزير منهم الفرصة المناسبة، وفى الحقيقة لم يكن لدى أغلب الوزراء تصور محدد لدفع الوزارة إلى الأمام وتحقيق فاعلية أكبر مما كانت عليه، فبالتأكيد إحساس كل وزير أن بقاءه لفترة قصيرة كان يؤثر عليه أحياناً وتصبح المسألة سلبية، وعن نفسى لا يوجد لدىَّ هذا الإحساس لسبب بسيط؛ فأنا تعاقدت مع الحكومة على أساس محدد وهو أننى سأكون وزيراً إلى أن تأتى الانتخابات ببرلمان جديد، وعندها يتم تشكيل وزارة جديدة، هذه مهمة محدودة قبلت أن أعمل من خلالها لإعادة تصحيح الأوضاع ليكون هناك أساس سليم للانطلاق فى المستقبل. ■ تقول إن مهمتك محددة لحين انتخاب البرلمان، ألا ترى أنه نفس مفهوم الحكومة المؤقتة الذى يعيق العمل؟ - هناك فرق بين فترة مؤقتة عند وزير وفترة مؤقتة عند وزير آخر، أنا عارف أنها فترة مؤقتة ومحدودة ولكن قبلت التحدى؛ فخلال هذه الفترة الزمنية والمحدودة سأعمل ما أريد وما أستطيع لكى أضع الأساس لاستراتيجية ثقافية جديدة. ■ وهل وجدت معاونة داخل الوزارة لتحقيق رؤيتك نحو استراتيجية الثقافة الجديدة؟ - تجاوزنا تلك المرحلة إلى الحديث عن أشياء أُنجزت بالفعل، بمعنى أننا بعد شهرين نستطيع القول إنه تم التعاون وصياغة وسائل الاتفاق بين وزارة الثقافة وحوالى ست وزارات إلى الآن، والعدد فى تزايد، ومع انتهاء سبتمبر تكونت منظومة ثقافية جديدة للدولة لنبدأ فى تفعيل تلك المنظومة التى سيظهر تأثيرها مع بداية العام الجديد وإن كان تأثيرها عملياً قد ظهر الآن. ■ ما أبرز ملامح هذا التأثير؟ - أولاً: شىء بسيط جداً لكنه مؤثر جداً: ميزانية مكتبة الأسرة كانت متواضعة، فى حدود 8 ملايين جنيه، ومع ذلك قلصت فأصبحت مليونين عقب الثورة، ومؤخراً ومن خلال التفاعل مع منظومة الوزارات المعنية بالشأن الثقافى تم الوصول بهذه الميزانية إلى أعلى رقم فى تاريخ مشروع مكتبة الأسرة، وهو أكثر من 20 مليون جنيه وهذا لم يحدث منذ تدشين مشروع مكتبة الأسرة أيام سوزان مبارك. ■ وبخلاف مكتبة الأسرة؟ - هناك اتفاقيات مع وزارتى التربية والتعليم والشباب لإقامة مؤتمرات مشتركة، وأخذنا دوراً للعرض السينمائى فى وزارة الشباب لعرض أفلام من إنتاج وزارة الثقافة وغيرها، بخلاف اتفاق مع وزارة الأوقاف لتوعية الشباب دينياً. ■ الوزارة تعقد ندوات ومؤتمرات دائماً، لكن ذلك لا يلقى أى مردود لدى الشباب، ما ساعد فى توغل الجماعات الإسلامية وسيطرتها على الشباب، فكيف نستدرك ذلك؟ - هذه ليست مهمة وزارة الثقافة وحدها، بل وزارات المجموعة الثقافية أو المنظومة الثقافية؛ فلسنا وحدنا من نخاطب الشباب، إنما وزارات الشباب والتربية والتعليم والتعليم العالى والأوقاف والسياحة والشباب ومؤسسات الإعلام، وتلك هى الوزارات التى تؤثر على عقل الأمة فى نفس الوقت. ■ الصراع بين النخبة والوزارة ممتد منذ وزير حاول إدخال المثقفين الحظيرة ووزير حاول أسلمة الثقافة، فكيف تعيد العلاقة وتنهى هذا الصراع بين الوزارة والمثقفين؟ - فكرة إدخال المثقفين الحظيرة فكرة غبية ولم تكن موجودة فى الأساس، ولكن يبدو أن بعض أعداء فاروق حسنى نصبوا له الفخاخ واخترعوا فكرة أن وزارة الثقافة هى حظيرة المثقفين وهذا نوع من السذاجة البالغة؛ فمن الذى يستطيع أن يضع كبار مثقفى مصر فى حظيرة أو أن يجعلهم تابعين لأى حكومة؟ هؤلاء المثقفون أكبر من أى حكومة، ووزارة الثقافة هى بيت للمثقفين والمجال الذى يعمل فيه المثقفون ويرعى إبداعات المثقفين وليست حظيرة على الإطلاق ومن يطلق هذه الكلمة يجهل معنى الثقافة والمثقفين، أما أسلمة الثقافة فكانت واقعاً لا يمكن إنكاره حاول فيه الإخوان تديين الثقافة. ■ ألا ترى أن 25 عاماً من بقاء فاروق حسنى فى الوزارة أصابها بالترهل؟ - بأمانة شديدة وبصرف النظر عن طول الفترة التى قضاها فاروق حسنى وزيراً للثقافة، ما تم إنجازه فى هذه السنوات أشياء ينبغى احترامها وتقديرها وينبغى علينا أن نتعلم أن نحترم الإنجاز بصرف النظر عمَّن أنجزه، والأسباب التى أدت إلى هذا الإنجاز، يعنى فاروق حسنى هو الذى أعطانا المتحف الكبير الذى لم ننتهِ منه حتى الآن وهو الذى أعطانا متحف الحضارة الذى لم نفتتحه بعد، وهو الذى أنهى دار الوثائق القومية وأنهى كل هذه المبانى التى ترينها وأنهى إعداد شارع المعز، وهو معجزة من معجزات أعادت لمصر الإسلامية رونقها القديم. ■ وهل ترى أنه لو بقى فى منصبه ولم تندلع الثورة كان سيعطى أكثر؟ - أى إنسان فى العالم ممكن يعطى أكثر، لكن من أعطى علينا أن نحترمه وعلينا أن نتعلم الأمانة مع النفس ولا ننكر عطاء من أعطى. ■ وما ملامح محاولات الإخوان لأسلمة الثقافة؟ - كل أجهزة البلد شهدت تلك الأسلمة؛ حيث حاول الإخوان السيطرة على أجهزة الإعلام، كما حاولوا السيطرة على وزارة التربية والتعليم وحاولوا السيطرة حتى على الأزهر نفسه والسيطرة على الخطاب الثقافى للناس فى الشارع، وأنجزوا حركة من التديين وادخال الدين فى ما يلزم وما لا يلزم. كل ده حصل وكان من الممكن أن نكون الآن صورة أخرى من أفغانستان، لكن لحسن الحظ أن الشعب المصرى وبإرادة مثقفين مستنيرين وبمقاومة الإعلام استطاع أن يقضى على كل الآثار الضارة لهم، وأنشأ دولة جديدة قائمة على المبادئ التى دعت إليها ونادت بها ثورتا 25 يناير و30 يونيو. ■ ما الهدف فى رأيك من وجود وزير إخوانى على رأس وزارة الثقافة فى عهد «الإخوان»؟ - كان خراباً ما بعده خراب، بهدف السيطرة على العقول، فلم يكن وزير الثقافة فقط إخوانياً، بل وزراء الشباب والتربية والتعليم والإعلام، وفُتحت كل ساحات الشباب لتدريب شباب الإخوان تمهيداً لأخونة البلاد. ■ وهل حقاً استطاع الإخوان العبث بدار الوثائق؟ - لا، دار الكتب والوثائق سليمة ولم يتسلل إليها عابث، وهذا بفضل أمانة العاملين فيها، وينبغى أن نشكر هؤلاء الذين حافظوا على تراث مصر من الوثائق والمخطوطات، ولو لم نقُم لهم حفلاً؛ لأن هذا واجبهم الطبيعى. ■ وما مصير دار الكتب بباب الخلق، التى طالها إرهاب الإخوان بتفجير مديرية أمن القاهرة المواجهة للدار؟ - الآن هناك مكرمة أو مأثرة من الإخوة فى السعودية لتولى الجزء المالى من ترميم وإصلاح باب الخلق تماماً، ولمن يتهموننا بتناسى ترميم الدار، أقول: إن الأمر لا يتم بين ليلة وضحاها؛ فلدينا أولاً مجموعة من الدراسات والتقديرات المالية، بعد هذا كله نبدأ الدخول فى مراحل التنفيذ. ولحسن الحظ لم تكن خسائرنا فادحة وكل الخسائر كانت فى متحف الفن الإسلامى. ■ هل تحتاج وزارة الثقافة إلى تغيير قيادات فقط أم إلى إعادة هيكلة كاملة؟ - «الاتنين»؛ فإعادة الهيكلة تتم فعلياً بالاشتراك مع خبراء وزارة التخطيط ليكون الهيكل العام لوزارة الثقافة مرناً ويساعد على حرية الحركة والتعاون بين أجزاء الوزارات المختلفة ومؤسساتها وهيئاتها وإداراتها المركزية بشكل يعطى فاعلية أكثر، حتى تعمل جميع الوزارات فى تناغم كأنها منظومة واحدة متناغمة؛ فللأسف كان يحدث قبل ذلك أن كل هيئة تعمل فى انعزال وفى انفصال عن غيرها من الهيئات، وأكبر ما يعيقنا الآن البيروقراطية التى تحتاج إلى نسفها وترسانة القوانين المعطلة لجميع وزارات الدولة التى تحتاج إلى فلترة، فحسب القوانين القائمة لا نستطيع فصل عامل مهما فعل من تعطيل، مثل هذه القوانين ينبغى أن يعاد النظر فيها، ولحسن الحظ عندنا لجنة وزارية لإعادة النظر فى تلك القوانين ولحين إتمام ذلك نعمل حالياً على إعادة الهيكلة بشكل علمى مع وزارة التخطيط وخبراء التخطيط، وقد يترتب على إعادة التخطيط خلق قطاعات جديدة وسنحتاج لموافقة الجهات المختصة فى الحكومة عليها. ■ وما تلك القطاعات؟ - سنلغى بشكل كامل ما يسمى قطاع الإنتاج الثقافى ويحل محله ثلاثة قطاعات: قطاع السينما وقطاع المسرح والفنون الاستعراضية وقطاع الحرف والصناعات الشعبية. ■ أتت حركة تغييرات قيادات وزارة الثقافة بأكثر من قيادة من خارج الوزارة، ألست معى أن «أهل مكة أدرى بشعابها»؟ - غير صحيح؛ فالاستعانة بقيادات من خارج المؤسسات هو اتجاه عالمى، ليس المهم أن يكون القيادة من داخل المؤسسة بل المهم أنه يستطيع أن ينشّط هذه الهيئة ويدفع بها إلى الأمام. وليس صحيحاً ما يقال من أن تلك القيادات لا علاقة لها بالمؤسسات التى تولتها؛ فعلى سبيل المثال سمير مرقص، رئيس جهاز التنسيق الحضارى، مهندس فى الأساس، وحلمى النمنم هو أقرب الناس إلى دار الكتب، ليس من الضرورة أن يكون من العاملين. ■ ألا ترى أن اختيار المفكر السيد ياسين لوضع استراتيجية الثقافة إتيان على حق الشباب، خاصة أن «ياسين» من مواليد ثورة 1919؟ - السيد ياسين مفكر مصرى محترم، له آراؤه وفكره الذى يجب الاستفادة منه، ولم أسند إليه شيئاً، فقد تقدم إلىَّ بمشروع بحثى عن تطوير قطاع مهم من قطاعات الثقافة وأنا وافقت على هذا البحث، فتم تأويل موافقتى على البحث بأنه تم تعيينه ليقوم بعمل استراتيجية تطوير وزارة الثقافة. ■ وهل نفتقر إلى قيادات الصف الثانى داخل وزارة الثقافة؟ وما الأسباب؟ - نعم، وللأسف إحساس قيادات الصف الأول بالخطر من أن تحل قيادات الصف الثانى محلهم يجعلهم يحاربون فكرة وجود عناصر فعالة، وهذا ينبغى أن نتداركه، وأنا شخصياً عندما كنت أميناً للمجلس الأعلى للثقافة كان لدىَّ صف ثان، يمثله الدكتور عماد أبوغازى، وأصبح وزيراً للثقافة، وبعد أبوغازى الدكتور أحمد مجاهد وهو الآن رئيس هيئة الكتاب، وللأسف ما اتبعته فى المجلس لم يفعله غيرى فى باقى القطاعات، ومن موقعى أطالب كل القيادات بأن يكون لديها صف ثان وثالث أيضاً حتى يستمر الحراك الطبيعى بين الأجيال. ■ هل توجد بوزارة الثقافة مراكز قوى يصعب تغييرها؟ - أستطيع القول إنه لا توجد الآن مراكز قوى، وأصدقكم القول إنه كان من الممكن وجود هؤلاء لولا أننى استطعت القضاء عليهم فى البداية وانتهت تلك المراكز تماماً. ■ وهل ترى أن المجلس الأعلى للثقافة يقوم بالدور المنوط به؟ ومتى ننهى الاشتباك والتداخل بين منصب أمين عام المجلس ورؤساء الشُعب واللجان؟ - طبقاً للقرار الذى أنشئ بموجبه المجلس الأعلى للثقافة فإن القوة الفاعلة داخل المجلس هى اللجان الثقافية والهيئات التابعة له، هذا من جهة، ومن جهة أخرى هناك ما يسمى المجلس الأعلى بالثقافة، وهو جهة محددة يؤدى وظيفته دون تضارب مع أى هيئة أخرى، وهذا يحدث الآن بكل دقة، وقبل ذلك كان هناك تداخل، وأستطيع القول إن الشُعب واللجان الآن ومنذ توليت الوزارة تقوم بمهمتها من إصدار توصيات يؤخذ بها وتفعّل. ■ تحدث الدكتور سعيد توفيق، الأمين العام السابق، عن مشروع لتعديل قرار إنشاء المجلس، ما مصير هذا المشروع؟ - لا، كانت أحلاماً، لكن أى تعديل لقرار إنشاء المجلس الأعلى للثقافة يحتاج إلى قرار جمهورى، والسؤال الأجدى: هل هذا التغيير سيكون فى صالح وزارة الثقافة والعمل الثقافى أم لا؟ حتى الآن المسألة مطروحة على أعضاء المجلس ليفكروا فى السياسة الثقافية التى نطرحها الآن للمناقشة. ■ جوائز الدولة.. هناك من يطالب بتعديل طريقة منحها بينما يطالب البعض خارج المنظومة الثقافية بإلغائها باعتبار أنها تمثل عبئاً على موازنتها، ما رأيك؟ - لا تمثل جوائز الدولة أى عبء على الدولة، ولكن العيب الوحيد فى شبهة المجاملة، وهى ليست عيباً فى المجلس الأعلى للثقافة الذى يمنح الجوائز فقط إنما فى مصر كلها، وينبغى أن نتخلص منه كمصريين، وأنا شخصياً أرى أن بعض الحاصلين على جوائز النيل لا يستحقونها. ■ وكيف تستطيع التخلص من تلك الشبهات فى آليات منح جوائز الدولة؟ - نفكر فى إيجاد آليات جديدة للتصويت على منح الجوائز، بحيث نضمن أكبر قدر من العدالة، ولكن لن نصل إلى أكبر قدر من العدالة طالما أن هناك آفات فى الأخلاق العامة، وأعضاء المجلس الأعلى للثقافة هم جزء من المنظومة العامة للمجتمع يجب أن يعتادوا على عدم المجاملة، وأنه ينبغى أن يأخذ الجائزة من يستحقها. ■ أثار تصريحك الأخير حول بقاء أعضاء المجلس الأعلى للثقافة فى مناصبهم مدى الحياة حالة من اللغط ورأى البعض أن من شأن ذلك سيطرة أسماء بعينها على المجلس ورأى البعض الآخر أن ذلك يبعد الشباب عن المشهد الثقافى ويعيق ضخ دماء جديدة، ما تعليقك؟ - هذا ليس أمراً اخترعته، فهو قرار موجود منذ سنوات بعيدة، منذ إنشاء المجلس طبقاً للقرار الذى صدر بإنشائه، الذى نص على أن يعين مجموعة من المثقفين بأسمائهم، وهذا التعيين لا ينتهى بالتجديد وإنما يظلون أعضاء فى المجلس الأعلى للثقافة مدى الحياة، وهو ما يحدث أيضاً بمجمع اللغة العربية، وعندما يتوفى أحد يحل محله الآخر، وجرى تعديل هذا النظام فى عهد الوزير فاروق حسنى بخفض أعداد المعينين بأسمائهم إلى حوالى ثلاثين اسماً، وفيما يتصل بقضية ضخ دماء الشباب بالذات، أقول إن المجلس مجمع خبرات أو بعبارة أخرى مجلس حكماء، أما الشباب فله لجنة خاصة فى المجلس اسمها لجنة الشباب، وأى قيادة يتم تعيينها تضم تلقائياً إلى المجلس، وبذلك نضمن ضخ دماء جديدة. ■ وهل كان لك دور فى اختيار الأسماء التى عينت مؤخراً؟ - طبعاً اقترحت أسماء على رئيس الوزراء وهو الذى وافق، لأن هذا التفويض أعطاه له رئيس الجمهورية. ■ تساءل البعض عن الآلية التى اختير بها بعض الأسماء ورأوا أن فيها ترضية سياسية، ما حقيقة ما حدث؟ - السؤال هو من الذى يستطيع أن يقول إن هذا الشخص أو ذاك خارج المنظومة الثقافية، جميعنا جزء من تلك المنظومة، أنت كصحفية جزء من تلك المنظومة، أطلعك إزاى؟ ■ ومن الذى يقول إنه داخلها؟ - ومن الذى يقول إنه خارجها؟ تلك قضية شائكة تحوى نفس منطق التطرف الدينى الذى يعطى صكوك الإيمان لمن يحب ويمنعها من دونهم، وللتوضيح تم الاختيار طبقاً للقانون، فعلى سبيل المثال طرح اسم المستشارة تهانى الجبالى لتشغل المقعد القانونى الذى خلا برحيل عائشة راتب، وكان لا بد أن يأتى على هذا الكرسى قانونى، فتم اختيار الجبالى لإسهاماتها فى الحياة الثقافية، ولا يوجد عاقل ينكر على المستشارة تهانى الجبالى إسهامها فى الحياة الثقافية. ■ بعض الأسماء دخلت عقب الثورة ولا علاقة لها بالثقافة أو المثقفين دون أى إنتاج أدبى أو فنى، فهل سيعاد النظر فيها؟ - سيعاد النظر فى لجان وشُعب المجلس العام المقبل، وستتم إعادة تشكيلها وسواء كنت موجوداً بالوزارة أو تولى غيرى، فستتم فلترة كل تلك الأسماء، وتلك ليست مهمتى الآن. ■ أثار رأيك حول دور الأزهر فى الرقابة على الأعمال الفنية القيل والقال وتحدث البعض عن حرب جديدة بين وزارة الثقافة والأزهر، فهل ترى أن الأزهر يجب أن يرفع يده عن الأعمال السينمائية؟ - المطلوب منى أن أحترم دستور الدولة الذى ينص فى مادته الأولى على حرية الإبداع والتفكير، وأنا أحترم هذا النص، فعندما يأتى من يقول إن مصر دولة إسلامية وإن الشريعة هى المصدر الأساسى فى التشريع ويستخدم هذه المادة باعتبارها سيفاً مسلطاً على حرية الإبداع أقول له متأسف، أى نعم الإسلام هو دين الدولة، والشريعة الإسلامية هى مصدر أساسى للتشريعات، لكن بأى معنى وبأى تأويل، للأسف بعض رجال الدين يستخدمون الدين كحجر عثرة فى طريق أى إبداع. ■ هل نعيش فوضى إفتاء برأيك؟ - نعم نعيش فوضى إفتاء منذ زمن، وفتاوى الجهلاء أصبحت هى المسيطرة. ■ وهل من الممكن أن تقف وزارة الثقافة كحائط صد ضد تلك الفوضى؟ - لا ليست مهمة وزارة الثقافة، مهمتنا ثقافية، وعلى الأزهر أن يتولى ما يخصه وهو الوقوف ضد هذه الفتاوى الجاهلية التى تصدر عن غير العلماء وعن غير المفسرين. أما المقالات التى نشرت كرد منى على آراء بعض قيادات الأزهر فى بعض القضايا الخلافية فهذه مقالات اختلاف فى الرأى، والاختلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية، أختلف مع الأزهر فى بعض المواقف هذا حقى، فمثلاً الأزهر يرى أنه غير مسموح بعرض فيلم يجسد شخصية الأنبياء، وأنا شخصياً أرى أن هذا أمر طبيعى ومقبول وليس ضد الدين، بينما عدد كبير من مشايخ الأزهر يرون الرأى المضاد، هذا اختلاف فى الرأى ولا يعنى الاختلاف فى الرأى أننا أعداء. ■ لكن رأيك يتخطى كونه رأياً شخصياً إلى رأى قيادة مؤثرة فى السلطة، ومن الممكن أن تكون له تبعات مثل السماح بعرض أفلام تجسد الأنبياء؟ - حتى الآن لم أفعل ذلك، ومن الممكن أن يحدث فى المستقبل، طبقاً للاجتهاد، فليس من حقى أن أصادر على الأفلام العالمية التى تجسد أنبياء أو غير أنبياء، هذا ليس من شأننا، هل سنصادر على العالم كله ما يصوره حتى داخل مصر؟ تلك ليست مسئوليتى وأنا لا أناقش رؤية ملك لغيرى ولا توجد لدينا أزمة أن تصور أفلام تجسد أنبياء بمصر. ■ إلى أين وصلت أعمال لجنة الرقابة التى شُكلت لمراجعة الأعمال السينمائية المصورة والمصرح بتصويرها فى الفترة الماضية؟ - جهاز الرقابة على المصنفات قائم، ونعمل على تطويره وتجديده، لكن الجهاز قائم والأزمة التى قامت بسبب فيلم «حلاوة روح» انتقلت إلى ساحات القضاء وهو صاحب الحكم وإذا رأت المحكمة السماح بعرض الفيلم سنعرضه ببساطة. أما باقى الأفلام التى صورت ورأى البعض أن فيها إباحية أو خدشاً للحياء فأنا لا آخذ برأى الآخر أو من تطلقون عليهم البعض، لو أخذت بآراء هذا «البعض» يمكن أن أؤذى المجتمع كله، فالآراء مختلفة مثلاً البعض يرى أن السينما حرام، أغلق السينما؟ ■ ألست معى أن البيان الذى خرج عن الوزارة تعقيباً على الدراما التاريخية يدخل ضمن التعدى على حرية الرأى والتعبير؟ - لا إطلاقاً، هذا البيان لم يحمل حتى معنى الاستنكار، ولم يتعد كونه ملاحظة على أن المسلسلات التاريخية فى رمضان شوهت أو اعتدت على كثير من الحقائق التاريخية، فهناك فارق بين حرية الرأى أو أن تقولى معلومة خطأ. ■ هل من الممكن أن نوقف مثل هذه المسلسلات؟ - لا، نوقف لا، ولهذا السبب لم يوقف أحد مسلسل صديق العمر ولا سراى عابدين، ولحسن الحظ هناك مقالات كثيرة كتبت وهناك ندوة أقيمت فى المجلس الأعلى للثقافة عن الدراما والتاريخ تم فيها حصد وحصر كل هذه الأخطاء الذى حدثت فى هذين المسلسلين بالذات. ■ كيف نضمن ألا تتكرر هذه الأخطاء فى الأعوام المقبلة؟ - لا نملك إلا أن ننصح منتجى هذه المسلسلات، ولو استعان منتجوها بأستاذ تاريخ حديث أو معاصر يراجع المادة التاريخية ل«صديق العمر» فإن كثيراً من الأخطاء ما كانت لتحدث. ■ متى ينتهى الاشتباك بين وزارتى الثقافة والآثار؟ - لا توجد أى اشتباكات ولا علاقات شائكة، وما أثير عقب إعادة مسمى الآثار إلى ما كان عليه من قبل دون لفظ تراث تصحيح للموقف، حيث وجدت خطأ فادحاً فى أن تسمى الوزارة باسم «الآثار والتراث»، التراث عمل أساسى من أعمال وزارة الثقافة وقدمت المبررات العلمية والمقنعة والموضوعية فأصبح الاسم وزارة الآثار، وأنا الذى طالبت مجلس الوزراء بتصحيح الاسم بناء على مبررات وأسباب مقنعة وعلمية، وأما فيما يتصل بصندوق التنمية الثقافية وتحصيله لنسبة 10% من دخل وزارة الآثار فالقرار الجمهورى الذى أنشأ صندوق التنمية الثقافية نص على أن دخل الصندوق يتكون من أشياء كثيرة، منها 10% من دخل الآثار، ولم نتفق بعد مع الوزارة على آلية الدفع، وقمنا بتفعيل القرار الجمهورى فقط، وسننتظر لحين تحسن الأحوال المالية بوزارة الآثار لمطالبتها بدفع النسبة المقررة عليها. ■ وهل ناقشت هذا فى مجلس الوزراء أو اقترحته رسمياً؟ - نعمل حالياً فى ظل أمر واقع أن هناك وزارة اسمها وزارة الآثار نحترم وجودها ونراها شقيقة للثقافة، والأمر مرهون بالحكومة، إما أن تتراجع فى النهاية وإما أن تبقى على هذه الثنائية الضارة بالثقافة والآثار على حد سواء. ■ تحدثت عن ملفات فساد أحلتها للنيابة بالمركز القومى للسينما، ما تلك الملفات؟ - كل ما لم يكن سليماً حولته إلى التحقيق، سواء فى المركز القومى للسينما أو خارج المركز، فمنذ توليت الوزارة كل من يخرج عن القانون حولته إلى القضاء أو النيابة الإدارية أو النيابة العامة، أما ملامح هذا الفساد ففيه تفاصيل قانونية لا ينبغى الحديث عنها فى وسائل الإعلام، فهذا أمر قضائى، وأى شىء يذهب إلى القضاء ينبغى ألا نتكلم عنه، فمن الجائز جداً أن من حولت أوراقهم إلى النيابة أبرياء. ■ كيف تنظم فوضى إصدار الكتب ونشرها بين قطاعات وزارة الثقافة؟ - كانت غير منظمة، الآن عملنا لجنة اسمها لجنة النشر، وتقرر ألا تقوم أى هيئة بعمل هيئة أخرى، بمعنى أن الكتب التى تطبعها هيئة الكتاب غير الكتب التى تطبعها هيئة قصور الثقافة، غير الكتب التى يطبعها المركز القومى للترجمة، فمثلاً الهيئة العامة لقصور الثقافة تطبع كتب أدباء الأقاليم، والمركز القومى للترجمة يختص بطبع الكتب المترجمة، وقمنا بتفعيل خطة لضمان وصول الكتب لمختلف المحافظات، وهناك مشروع لعمل منافذ بيع، وأنهينا تماماً أى شبهة مجاملة كانت موجودة فى طباعة ونشر بعض المؤلفات. ■ فى كلمتك بمهرجان المسرح القومى تحدثت عن «سفلة وأوغاد سكنوا مصر»، من كنت تقصد؟ - استخدمت سطرين من أبيات الشاعر صلاح عبدالصبور، يقول فيهما «لا أدرى كيف تغلغل فى وادينا الطيب هذا القدر من السفلة والأوغاد»، وها نحن نرى قدراً لم نعهده من قبل من السفلة والأوغاد، وما زلت مقتنعاً بأن مصر سكنها قدر هائل من الأوغاد، ولولا ذلك ما كنا شاهدنا حكم الإخوان. ■ ولماذا فشلت وزارة الثقافة بكل ما تمتلكه من دعم ومقومات فيما نجحت فيه مؤسسات صغيرة مثل ساقية الصاوى؟ - ساقية الصاوى لا يوجد عندها بيروقراطية تكبلها كما تكبلنا وتعيقنا. ■ وهل منعتك البيروقراطية من الوصول للشباب؟ - لا، الشباب منظور إليه وموجود وليس هناك مشكلة، الأزمة أن أى قرار يحتاج سلسلة من المناقشات والتوقيعات، ما يعيق عملنا، فالفرق مثلاً بين التليفزيون التابع للدولة والتليفزيونات الخاصة البيروقراطية التى نحتاج أن ننسفها. ■ وما دور رجال الأعمال فى النهوض بالثقافة؟ - نلجأ لبعضهم لدعم الأنشطة، فمثلاً فى المهرجان القومى للمسرح أخذنا دعماً من سميح ساويرس والفنان خالد صالح الذى أنشأ مؤسسة خاصة لرعاية الفنون. وبما أننا ذكرنا المهرجان القومى للمسرح فكيف نعيد المسرح القومى إلى ما كان عليه؟ لن أسمح أن يسدل ستار فى عهدى، سنفتح كل مسارح الدولة وسأعاقب كل من يحاول إسدال ستار أو إطفاء شعلة نور، فنحن فى حرب وسلاحنا التنوير والإبداع، وسيعود المسرح القومى إلى النور أكتوبر الحالى. ■ وهل تم فتح ملف تجديد المسرح القومى؟ - ما قيل عن وجود فساد مالى غير صحيح، وأسباب تأخر انتهاء أعمال الترميم يرجع لوجود أعمال فنية كثيرة فى المسرح القومى على عكس مجلس الشورى. ■ متى تستطيع قصور الثقافة القيام بعملها وأن تصل لمختلف النجوع والمحافظات؟ - قصور الثقافة موجودة من الإسكندرية إلى أسوان، وبعد شهرين تقريباً سنفتتح قصر ثقافة كبيراً فى حلايب، هناك رئيس شاب يحاول بث الحياة فى هذه المنظومة ونحتاج إلى تغيير مفاهيمنا ومفاهيم العاملين فى قصور الثقافة حتى نستطيع الوصول بفعالية للشباب. ■ هل تراجع دور مصر الثقافى دولياً وتركنا الساحة لبعض الدول العربية لتحل محلنا؟ - للأسف نعم قصرنا فى حق الثقافة من حيث الأجهزة والعمل والميزانيات والمهرجانات وحلت محلنا دول أخرى. ■ ما مصير مهرجان القاهرة السينمائى الدولى؟ - من المفترض أن له ميزانية ويجهز له الأستاذ سمير فريد، ونرجو أن يقام فى موعده هذا العام إن شاء الله، لأنه من الجائز جداً إذا أرجئ من جديد أن تسحب منه صفة الدولية، ولهذا نرجو أن يتم فى موعده، وأنا متأكد أن اللجنة الخاصة بهذا المهرجان تعمل جاهدة حتى يقام فى موعده. ■ هل من الممكن أن تسحب صفة الدولية وتذهب إلى إسرائيل باعتبارها فى منطقتنا؟ - تذهب لمن تذهب إليه المهم ألا تسحب منا. ■ أخيراً مكتبة الأسرة ما بين المطالبة بتطويرها وإلغائها باعتبارها الابن الشرعى لسوزان مبارك.. ما مصيرها؟ - ولماذا إلغاؤها؟ هل لأنها أحد إنجازات النظام السابق؟ إذا كانت الأمور تؤخذ بتلك الطريقة فعلينا هدم الهرم الأكبر باعتباره أحد منتجات النظم السابقة. أى شىء جميل وجيد وناجح يجب الحفاظ عليه وهذه قضية وطنية.