أكد السكرتير الأول حسن عبدالسلام النجار، القائم بأعمال السفارة المصرية فى أفغانستان بالإنابة، إتمام نقل كل المواطنين المصريين الموجودين فى أفغانستان بصورة رسمية إلى أرض الوطن، عدا فردين يعملان فى جهات تابعة للأمم المتحدة، وطُلب منهما الاستمرار فى «كابول» للوفاء بالمهام الأممية المكلفين بها، ووافقا، لكن كل أعضاء الجالية المصرية فى كابول تم إجلاؤهم، وإلى نص الحوار: كيف بدأت الاستعدادات الخاصة بنقل الجالية المصرية من «كابول» إلى قاعدة شرق القاهرة العسكرية؟ - بالطبع كنتم تتابعون شأن باقى العالم التطورات الجارية فى الساحة الأفغانية خلال الشهور والأسابيع الماضية، وكنا فى قلب الحدث نتابع التطورات الجارية عن كثب طوال الفترة الماضية، وخصوصاً فى يوم 15 أغسطس الجارى، حين دخلت حركة طالبان إلى العاصمة كابول واستولت عليها، ودرسنا التطورات التى جرت على أرض الواقع بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية المعنية، إذ تم التواصل على مدار الساعة، حتى تم اتخاذ قرار بشأن التوجيه لجمع الجالية المصرية فى أفغانستان، التى تنقسم إلى جزأين، الأولى البعثة الأزهرية فى أفغانستان، والثانية المواطنون العاديون الموجودون هناك، وبالفعل تم تجميعهم فى مقر السفارة المصرية فى كابول. ولماذا اتخذ القرار بشأن تجميع المصريين فى مقر السفارة؟ - حتى يتم اتخاذ وتنفيذ إجراءات تأمين على أعلى مستوى لكل المصريين فى مكان واحد، وهو ما جرى على أرض الواقع، ففى حين كانت الأوضاع ملتهبة بشدة فى أفغانستان، لم نجد مصرياً واحداً تم الاعتداء عليه، أو أصيب بخدش فى ظل ظروف صعبة مرت بها دولة أفغانستان. كنا مستعدين ل«الظروف الصعبة» قبل حدوثها ولم يُمس مصري واحد بأذى رغم المخاطر الأمنية ماذا تقصد بجملة «ظروف صعبة»؟ - أى أننا فى وسط مخاطر جمّة، ولا توجد حكومة أو كيان شرعى ممثل للدولة نستطيع أن نتواصل معه، لكن فى الحقيقة كل المصريين شعروا منذ اللحظة الأولى للأزمة الأفغانية أنهم «تحت عين الدولة». وكيف كان شعوركم حينها؟ - كنا نشعر بأهمية وقوة بلادنا، وبالطبع كنا جميعاً فخورين بقوة الدولة المصرية العظيمة التى استطاعت أن تؤمّن أولادها فى ظل تلك الظروف الصعبة، فمصر تثبت عظمتها فى كل أزمة نمر بها، وكان هناك تنسيق على أعلى مستوى بين كل الأجهزة الأمنية المعنية المصرية، ووزارة الخارجية، حتى نتمكن من نقل الجالية المصرية فى أفغانستان إلى القاهرة. هل وصلتكم توجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسى بشأن الجالية المصرية فى أفغانستان قبل عودتها للوطن الأم؟ - التوجيه الرئاسى من الرئيس السيسى صدر لكل الأجهزة الأمنية المعنية لاتخاذ كل ما يلزم من إجراءات لتوفير التأمين اللازم للسفارة المصرية فى أفغانستان وأعضائها والجالية، بحيث لا يتعرض أى شخص للأذى، مع تفعيل السيناريوهات المتفق عليها بالفعل. ماذا عن دور القوات المسلحة لتنسيق عودتكم لمصر؟ - المؤسسة العسكرية المصرية هى الحصن والسند دائماً، وبدأت مشكورة فور التكليف، بالتنسيق مع الأجهزة المختلفة لتسيير طائرة عسكرية إلى مطار كابول الدولى، ووصلت الطائرة بالفعل صباح أمس الأول، وتم النقل بنجاح. كيف تقيّم دور الدولة فى نقل الجالية ل«القاهرة»؟ - الحقيقة أنه يسيطر علينا إحساس منذ يوم 15 أغسطس حتى اليوم أن «مصر كلها معانا وفى ضهرنا»، والحقيقة أننا شعرنا جميعاً بقوة مصر، وأن يدها «طايلة» وقادرة على الوصول لأقصى أماكن الأرض، وفى أقصى الظروف حتى تؤمّن أبناءها. هل حدث تواصل مع شيخ الأزهر بشأن «البعثة الأزهرية»؟ - الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر الدكتور أحمد الطيب اطمأن على البعثة، وما اتُّخذ من إجراءات بالتنسيق مع وزارة الخارجية، التى طمأنت كل الجهات المعنية ونسّقت معها للخروج من الأزمة بتلك الصورة المشرفة، حتى نجحنا ألا يُمس أى مصرى موجود على أرض أفغانستان بسوء، على الرغم من المخاطر الأمنية الموجودة هناك. هل ما زال هناك مواطنون مصريون فى أفغانستان؟ - «مفيش حد هناك»، لكن هناك فردين مصريين يعملان فى الأممالمتحدة، وجهات عملهما طلبت استمرار وجودهما فى أفغانستان، وظلا هناك بناءً على رغبتهما. جاهزون نحن نتحدث عن دول تعيش فى حالات حروب متتالية منذ قرابة 40 عاماً، وهناك أحداث أمنية متزايدة فى أفغانستان منذ قرابة 20 عاماً، وبالتالى فنحن لم ننتظر الأزمة حتى تحدث لنقرر ما سيحدث، ولكن كانت لدينا سيناريوهات متعددة جاهزة من قبل، ونظرنا فى تلك السيناريوهات بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية، حتى اتخذنا التحرك المناسب والملائم، عبر تفعيل أحد تلك السيناريوهات بما يحفظ المصالح المصرية فى أفغانستان، ومواطنينا هناك.