قال وزير الخارجية سامح شكري، إن خطر "الإرهاب الأعمى" يهدد بلدانًا متعددة، خاصة في المنطقة العربية، ويُسئل عن ذلك المصريون الذين عانوا على مدى العامين الماضيين من وصول التطرف إلى سدة الحكم، قبل أن يلفظه الشعب، ويحرمه من القدرة على التحكم بمستقبله، نتيجة صلابة وعراقة الشعب المصري ونجاحه في تجاوز محطات عديدة سعى المتطرفون خلالها إلى "خطف مصر"، وجرها إلى حيث لا يريد المصريون. وشدد "شكري"، خلال كلمة مصر في اجتماع باريس، على دعم العراق في مواجهة تنظيم "داعش"، مضيفًا: "إنه هدف عاجل يتعين أن تتسم سياساتنا لتحقيقه بقوة العزيمة والحزم، فإن انتشار شركاء داعش والجماعات المشابهة له في الفكر والأهداف الظلامية، ولاسيما في دولة مثل ليبيا، أصيبت فيها أركان الدولة بالضعف نتيجة الاحتكام للسلاح، ورفض الاعتراف بشرعية المؤسسات، وعلى رأسها البرلمان المنتخب، وهي أمور تستحق من المجتمع الدولي نفس الاهتمام، خاصة أن ذلك التيار التكفيري المتطرف يعمل كشبكة واحدة تمد أطرافها يد العون لبعضها أينما كانت". ودعا "شكري"، الدول المشاركة في "اجتماع باريس" إلى المواجهة الشاملة مع هذه الظاهرة باعتبارها "ظاهرة واحدة تسعى لجر الجميع إلى الخلف". وتابع: "وصلنا لمرحلة أدركنا فيها أن الفكر المتطرف لا يمكن التفاوض معه، وصولا إلى حلول وسط، أو التهاون مع دول تسعى لتوظيفه تحقيقًا لأهداف خاصة، فالأمر عاجل والتهديد خطير، ولا يصح أن نخاطر بمستقبل شعوبنا عبر مواءمات لاطائل منها تفسح المجال للتطرف، وتوفر له هوامش جديدة للحركة والتأثير، كما أن هذا التهديد يستوجب علينا ونحن نجتمع هنا أن تكون رؤيتنا واضحة إزاء أهمية تضامنا في العمل، وتعضيد قدراتنا مجتمعة ومنفردة لمقاومة هذا الخطر، والقضاء عليه، وإدارك أن أنصاف الحلول لن تؤدي إلا إلى تفاقم الخطر". وأكد وزير الخارجية، أنه لا يمكن إغفال التعامل الفعال مع هذه "الظاهرة البغيضة"، حيث يجب التعامل مع كافة الأبعاد السياسية والثقافية التي أسهمت في انتشارها، فالتعامل الأمني والعسكري وحده لن يكفي، كما أنه من الأهمية تجنيب مصادر تمويل التنظيمات الإرهابية. واعتبر "شكري"، أن الاجتماع ضمن سلسة خطوات تهدف لبناء موقف دولي للتعامل بشكل عاجل مع تحد يتمثل في كيفية إعادة العراق صاحب دور بالغ الأهمية في استقرار وتوازن العالم العربي، إلى وضع يسمح له باستئناف دوره بين الأمم وتحقيق الازدهار لشعبه بكافة مكوناته بعد أن مر بهزات متتالية على مدى ربع قرن من الزمان، أدت إلى إضعافه وتغلغل قوى التطرف داخله وانتشارها في أرجائه. ودعا "شكري"، إلى استكمال تشكيل الحكومة العراقية لكي تؤدي دورها في بناء دولة تحتضن جميع العراقيين، معززًا بذلك منطق الدولة والمؤسسات، وبما يزكي تضامنهم لمواجهة هذا الخطر، ويعزز من قدرات القوات المسلحة العراقية للاضطلاع بمسؤولياتها في هذا الصدد.