قال وزير الخارجية سامح شكري: إن الاجتماع الدولي حول السلام والأمن في العراق يأتي ضمن سلسة خطوات تهدف لبناء موقف دولي للتعامل بشكل عاجل في كيفية إعادة العراق إلى وضع يسمح له باستئناف دوره بين الأمم بعد أن مر بهزات متتالية على مدى ربع قرن أدت إلى تغلغل قوى التطرف داخله. جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها وزير الخارجية أمام المؤتمر الدولي حول السلام والأمن في العراق التي تستضيفه اليوم العاصمة الفرنسية باريس ويشارك فيه نحو 24 دولة فضلا عن الأمين العام لجامعة الدول العربية وممثلين عن الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي. وأضاف شكري: "لقد شاركت مصر مع مجموعة من الدول العربية والولايات المتحدة في اجتماع يوم الخميس الماضي في جدة ركز على التعامل مع تهديد الإرهاب في العراق والمنطقة العربية بأسرها، وخاصة التهديد المرتبط باستيلاء تنظيم داعش على مساحات من العراق وسوريا وكيفية مواجهة هذا التنظيم التزامًا بقرار مجلس الأمن وبقرار مجلس جامعة الدول العربية". وأشار إلى أن خطر الإرهاب الأعمى يهدد بلدانًا متعددة لا سيما في منطقتنا العربية، ويسأل عن ذلك المصريون الذين عانوا على مدى العامين الماضيين من وصول التطرف إلى سدة الحكم قبل أن يلفظوه ويحرموه من القدرة على التحكم بمستقبله". وأضاف: "فإذا كنا نجتمع هنا لدعم العراق في مواجهة داعش، يتعين أن تتسم سياساتنا لتحقيقه بقوة العزيمة والحزم، فإن انتشار شركاء داعش والجماعات المشابهة له في الفكر والأهداف الظلامية، ولا سيما في دولة مثل ليبيا أصيبت فيها أركان الدولة بالضعف نتيجة الاحتكام للسلاح ورفض الاعتراف بشرعية المؤسسات وعلى رأسها البرلمان المنتخب، وهي أمور تستحق من المجتمع الدولي نفس الاهتمام خاصة أن ذلك التيار التكفيري المتطرف يعمل كشبكة واحدة تمد أطرافها يد العون لبعضها أينما كانت". وتابع أن ذلك "يفرض علينا المواجهة الشاملة مع هذه الظاهرة باعتبارها ظاهرة واحدة تسعى لجرنا جميعًا إلى الخلف، وأظننا قد وصلنا لمرحلة إدراكنا فيها أن الفكر المتطرف لا يمكن التفاوض معه وصولا إلى حلول وسط، أو التهاون مع دول تسعى لتوظيفه تحقيقًا لأهداف خاصة، فالأمر عاجل والتهديد خطير ولا يصح أن نخاطر بمستقبل شعوبنا عبر مواءمات لا طائل منها، تفسح المجال للتطرف وتوفر لها هوامش جديدة للحركة والتأثير، كما أن هذا التهديد يستوجب علينا ونحن نجتمع هنا أن تكون رؤيتنا واضحة إزاء أهمية تضامننا في العمل وتعضيد قدراتنا مجتمعة ومنفردة لمقاومة هذا الخطر والقضاء عليه وإدارك أن أنصاف الحلول لن تؤدي إلا إلى تفاقم الخطر".