طالب وزير الخارجية سامح شكرى، فى كلمته التى ألقاها أمس أمام مؤتمر «جدة» الإقليمى الأمريكى الخاص ببحث سبل مواجهة الإرهاب، بدحر الخطر الإرهابى فى مصر وفى كل البلدان التى أطل عليها الإرهاب بوجهه القبيح، مما يتطلب دعم الحلفاء فى اجتماع «جدة» الذى يشارك فيه دول الخليج والعراقوالأردن ولبنان وتركياوالولاياتالمتحدة. وقال «شكرى»، فى حضور وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى: «ليس من المنطق فى شىء أن نحشد مواردنا لهزيمة داعش بينما تحجب هذه الموارد عن مصر وهى تخوض معركة ضد العدو المشترك ذاته على أراضيها». وأكد وزير الخارجية أن «انتشار الجماعات الإرهابية بالشرق الأوسط بصفة عامة أصبح خطراً ملحاً يهدد حاضر ومستقبل دولنا وشعوبنا، وثبت مجدداً بما لا يدع مجالاً للشك أنه يمثل تهديداً صريحاً للأمن والسلم على المستويين الإقليمى والدولى». وأوضح «شكرى» أن «مشاركة مصر فى الاجتماع جاءت لالتزامها بقرارات الشرعية الدولية من ناحية، ولاستشعارها ضرورة تنسيق التحركات الإقليمية والدولية لمكافحة خطر زحف وتنامى الإرهاب الدولى الذى يقضى على الأخضر واليابس وأصبح يهدد مفهوم الدولة الحديثة فى المنطقة لصالح أيديولوجيات متطرفة تتخذ الدين ستاراً للقيام بأعمال وحشية والتلاعب بمقدرات الشعوب». وشدد «شكرى» على أنه «لا يخفى على أحد أن الجماعات الإرهابية، رغم ما يبدو من اختلاف ظاهرى فى مدى تطرفها وأهدافها فى كل بلد، تشكل شبكة واحدة من المصالح وتدعم بعضها البعض معنوياً بل ومادياً عند الحاجة، وهو انعكاس لكونها وليدة نواة واحدة وهى أيديولوجية التطرف والكراهية وعدم قبول الآخر». وأشار «شكرى» إلى أن «الشعب المصرى تخلص من حكم جماعة الإخوان التى مثلت دوماً العباءة الأيديولوجية التى خرجت من تحتها الجماعات الإرهابية على مختلف مشاربها، ثم مواجهة ردود الفعل الإرهابية على هذا القرار الشعبى، التى انعكست فى العمليات التى شهدتها مصر خلال الفترة الماضية، التى راح ضحيتها العشرات من المصريين، وما زالت مصر ملتزمة بالقضاء نهائياً على هذا الخطر». وأكد «شكرى» أن «العمل الجماعى الذى يستند لمقررات الشرعية الدولية على المستويين الإقليمى والدولى هو الوسيلة الوحيدة لمواجهة هذا العدو الذى أصبح يهدد وحدة وسلامة أراضى العراق وسوريا بصورة غير مسبوقة». وشدد «شكرى» على ضرورة عدم إغفال مواجهة الإرهاب فى ليبيا والمغرب العربى، قائلاً: «بعد أن فشلت فى تحقيق أهدافها فى مصر انطلاقاً من سيناء، تسعى تلك التنظيمات جاهدة لهدم مفهوم الدولة فى ليبيا»، مشيراً إلى أن «جماعة أنصار الشريعة، التى اغتالت أعضاء القنصلية الأمريكية ببنغازى بدم بارد، ما هى إلا النسخة الليبية لذات الفكر الإرهابى بالمشرق العربى». ودعا لدعم مطالبات الشعب الليبى المشروعة فى بناء مؤسساته ودعم خياراته الديمقراطية، ومن ثم تجفيف مصادر تمويل وتسليح الجماعات الإرهابية. وقال مصدر دبلوماسى عربى، ل«الوطن»، إن الجامعة العربية لم تُدعَ للمشاركة فى اجتماع وزراء خارجية عرب مع وزير الخارجية الأمريكى فى جدة، وأنها اتخذت قراراً حاسماً بخصوص مواجهة تنظيم «داعش» الإرهابى، فى اجتماع وزراء الخارجية العرب مؤخراً، ولا تزال تدرس كيف يتم تنفيذه. بينما أكد الدكتور نبيل العربى، الأمين العام لجامعة الدول العربية، فى بيان أمس، أنه «سيشارك فى المؤتمر الدولى حول السلام والأمن فى العراق الذى يعقد فى فرنسا منتصف سبتمبر الحالى». وبدأت أعمال الاجتماع الإقليمى الأمريكى لمحاربة الإرهاب وتنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام (داعش)، فى مدينة «جدة» السعودية، بعد ساعات من خطاب الرئيس الأمريكى باراك أوباما الذى وضع خلاله استراتيجيته لمواجهة «داعش». وقال دبلوماسى أمريكى، وفق وكالة «فرانس برس»، أمس الأول، إن «كيرى سيركز جهوده خلال مؤتمر جدة على ضم دول الخليج والشرق الأوسط إلى التحالف ضد الدولة الإسلامية، خصوصاً من خلال تعزيز التعاون العسكرى». وقال الدبلوماسى إن كل هذه الدول هى ضحية «الدولة الإسلامية». وأضاف أنه حتى لو تحركت معظم الدول أصلاً ضد «الدولة الإسلامية» فإن جون كيرى سيحاول توسيع التحالف وتنشيط خط الجهود. وحول الاتفاق الذى أشارت إليه وسائل الإعلام بين الرئيس أوباما والعاهل السعودى لفتح مراكز لتدريب المعارضة السورية، قال المسئول إن «كيرى» سيبحث فى جدة التفاصيل مع السعوديين حول برنامج التدريب والتجهيز هذا. وأضاف الدبلوماسى: «سيشدد كيرى أيضاً على مسألة تمويل الدولة الإسلامية حيث تتهم واشنطن مواطنين من قطر والكويت بالأمر. وسيحض أخيراً تركياوالأردن على قمع تهريب النفط عبر حدودهما، وعلى أن تعزز الولاياتالمتحدة تعاونها فى مجال المخابرات ومراقبة الحدود». وزار «كيرى» العراق، أمس الأول، وأمضى ليلته فى الأردن وتوجه، أمس، إلى «جدة». وأشارت وكالة أنباء «فرانس برس» إلى أن وزراء الدفاع فى المنطقة سيجتمعون قريباً حول هذا الملف. وقبل بدء الاجتماع، عُقدت عدة اجتماعات ثنائية بين عدد من وزراء الخارجية المشاركين فى الاجتماع، وذكرت شبكة «سكاى نيوز» أن «وزير الخارجية الأمريكى عقد لقاءين ثنائيين مع نظيريه البحرينى والعراقى»، دون أن تذكر مزيداً من التفاصيل. وقالت قناة «العربية» إن وزير الخارجية السعودى الأمير سعود الفيصل، عقد اجتماعاً مع نظيره الأمريكى، وعقد كذلك اجتماعات ثنائية مع عدد من وزراء الخارجية العرب الذين وصلوا إلى «جدة» للمشاركة فى القمة، من أبرزهم وزير الخارجية العراقية إبراهيم الجعفرى. وقالت «العربية» إنه من المتوقع أن يستقبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، جون كيرى فى وقت لاحق عقب الاجتماع. وأشارت «سكاى نيوز» إلى أنه كان من المتوقع كذلك أن يعقد وزيرا الخارجية السعودى والأمريكى مؤتمراً صحفياً عقب انتهاء الاجتماع.