تُعد سورة الكهف من السور التي حثّ النبي صلى الله عليه وسلم على قراءتها يوم الجمعة، لما لها من فضل عظيم ونور يمتد بين الجمعتين، كما أنها تحفظ المسلم من فتنة المسيح الدجال. فضل سورة الكهف وأحاديثها وردت في فضل سورة الكهف أحاديث كثيرة، منها ما هو صحيح ومنها ما هو ضعيف. ففي صحيح البخاري، عن البراء بن عازب رضي الله عنه، قال: كان رجل يقرأ سورة الكهف وإلى جانبه حصان مربوط، فتغشته سحابة جعلت تدنو وتدنو، وجعل الفرس ينفر، فلما أصبح الرجل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر له ذلك، فقال: «تلك السكينة تنزلت بالقرآن». وفي صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال». كما روى الحاكم في المستدرك حديثًا مرفوعًا: «من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين»، وقد صححه الألباني. أحاديث ضعيفة وقد وردت أيضًا بعض الأحاديث الضعيفة، مثل: «من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة فهو معصوم ثمانية أيام من كل فتنة تكون، فإن خرج الدجال عصم منه»، وحديث: «من قرأها غُفر له ما بين الجمعة إلى الجمعة الأخرى وثلاثة أيام». وعليه، فإن فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة ثابت بالأحاديث الصحيحة، لكن بعض الروايات الأخرى لا تصح سندًا. فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة اتفق العلماء على استحباب قراءتها في هذا اليوم المبارك، لما فيها من نور وطمأنينة للقلب، وتذكير بمعاني الثبات على الإيمان أمام الفتن. وهي من السنن العظيمة التي يثاب عليها المسلم، خاصة إذا قرأها بنية التدبر والعمل بما فيها. حكم الاستماع إلى سورة الكهف من الهاتف أوضح الشيخ إبراهيم عبد السلام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن قراءة سورة الكهف يوم الجمعة من الأعمال المستحبة التي يُثاب عليها المسلم، لما لهذا اليوم من فضل كبير. وردًا على سؤال حول حكم الاستماع إليها من الهاتف، قال الشيخ: إن الأصل أن القراءة أفضل من الاستماع، لأنها تجمع بين التلاوة والنطق والتدبر، وهي عبادة للسان والقلب معًا. لكن الاستماع له أجر أيضًا، ولا مانع منه شرعًا، خاصة لمن لا يُجيد القراءة أو لديه عذر. سنن وآداب يوم الجمعة أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بالاهتمام بيوم الجمعة، من خلال الإكثار من الصلاة والسلام عليه، والاغتسال، ولبس النظيف، والتطيب، والتبكير إلى صلاة الجمعة. ومن أعظم هذه الأعمال قراءة سورة الكهف، فهي نور للمؤمن في الدنيا والآخرة، كما جاء في الحديث الشريف: «من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين». خلاصة القول الاستماع إلى سورة الكهف من الهاتف جائز ومثاب عليه، لكن الأفضل لمن يستطيع القراءة أن يقرأها بنفسه طلبًا للأجر الأكبر، مع تدبر معانيها. ويوم الجمعة فرصة عظيمة لاغتنام الأوقات في الذكر والدعاء والقرآن، فهو يومٌ جعله الله عيدًا أسبوعيًا لعباده المؤمنين.