توجه المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، صباح اليوم، لمحافظة الوادي الجديد، لمتابعة تنفيذ المشروع القومي للطرق، الذى يتبناه الرئيس عبدالفتاح السيسي، حيث تفقد رئيس الوزراء بدء أعمال طريق "الفرافرة- عين دله"، وذلك في حضور وزراء (التخطيط والزراعة والنقل) ومحافظ الوادي الجديد، ورئيس هيئة الطرق والكباري والنقل البري. في بداية اللقاء، وقف الحضور دقيقة حداد على أروح شهداء القوات المسلحة والشرطة، وعلى روح أحد العاملين بوزارة النقل الذى وافته المنية بالمشروع منذ أيام. وأكد رئيس الوزراء، أن الطرق هي شرايين التنمية، ولأول مرة في مصر أصبح لدينا خريطة ثابتة للتنمية، لا ترتبط بحكومة أو وزير، تتمثل في المخطط الاستراتيجي للتنمية العمرانية في مصر. وقال محلب: "إحنا عايشين بالأمل، ولدينا خطة تنموية نتابعها، وهذا طريقنا للتقدم، فلدينا الآن شبكة قومية للطرق الإستراتيجية للتنمية، ستربط شمال مصر بجنوبها، والبحر المتوسط بالبحر الأحمر، هذه الشبكة نابعة من النظر إلى ثروات مصر ومواردها، وضرورة العمل على حسن استغلالها". وشدد رئيس الوزراء، في حواره مع مسؤولي شركة المقاولات المنفذة للمشروع، على ضرورة الالتزام بجودة التنفيذ، والتوقيتات الزمنية المحددة للانتهاء من المشروع، "فلن يتم التهاون في ذلك"، مشيرًا إلى أن الموقع به عدد كاف من المعدات، والأيدي العاملة، وسنتأكد من جودة التنفيذ. وأعرب محلب عن سعادته قائلًا: "أشعر بالفخر ببلدي، وأبناء بلدي، عندما أزور مواقع العمل والإنتاج، وأرى المصريين وهم يبنون وطنهم من جديد، ويصنعون مستقبلًا أفضل لأبنائهم، أشعر بالفخر وأنا أرى المصريين يتسابقون لشراء شهادات استثمار قناة السويس الجديدة، أشعر بالفخر بالمشروعات القومية الكبرى، التي ستحقق التنمية، وتوفر فرص العمل لأبنائنا، أصبحت الآن في طول مصر وعرضها، من قناة السويس، إلى مشروعات الطرق، والزراعة، وتنمية الساحل الشمالي الغربي، إلى مشروعات الإسكان، حيث لدينا الآن ما يزيد على 200 ألف وحدة يتم تنفيذها على أرض الواقع، إلى مشروعات مياه الشرب والصرف الصحي، وغيرها. وأضاف: "نحن نسابق الزمن، وسنتغلب على كل المعوقات، وسنعيد ثقافة العمل، وطالما هناك جيش وطني يحمي هذا البلد، وشرطة تتعافى، فلن يستطيع أحد الاقتراب من هذا الوطن، وسنحاسب كل من اعتدى، فدم كل شهيد لن يضيع، والأمن يعود، والتنمية ستتحقق بإذن الله". وخلال تفقده الطريق، ردد المواطنون، "تحيا مصر، تحيا مصر"، بينما أصر أحد العاملين بالمشروع على تصويره وهو يحمل علم مصر، مع رئيس الوزراء، فقال محلب: "تحت أمرك". وطلب أحد المواطنين، من رئيس الوزراء توفير المياه للزراعة قائلًا "عاوزين الميه، وهنخليها خضراء"، فأكد محلب أنه سيتم إنشاء الآبار المطلوبة للري، والمنطقة بها آلاف الأفدنة التي ستستغل في الزراعة. وشكا مواطن آخر من واحة الفرافرة، من عدم وجود خدمات صحية، فقال رئيس الوزراء :"أنا جي علشان أسمعكم"، مؤكدًا أن "وزير الصحة سيأتي إليكم، وسيتم توفير الخدمات الصحية المطلوبة"، وكلف المحافظ بعلاجه على الفور. وبسؤاله عن الانتخابات البرلمانية المقبلة، تعهد رئيس الوزراء بأن تكون الانتخابات نزيهة، وسيشهد لها الجميع، مثلما حدث في الانتخابات الرئاسية السابقة، والحكومة ستوفر الخدمات المطلوبة لإجراء الانتخابات في مناخ ديمقراطي، شفاف، ونزيه. وخلال عرضه للمشروع، قال المهندس هاني ضاحي، وزير النقل، إن طريق "الفرافرة- عين دله" ستقيمه وزارة النقل، بطول 90 كم، بعدد 2 حارة للاتجاهين، وتصل السرعة عليه إلى 90 كم في الساعة، ومن المتوقع أن يمر على الطريق عند افتتاحه 4735 مركبة يوميًا، كما ينقل الطريق 3540 طنًا من البضائع يوميًا. وأشار إلى أن تكلفة المشروع تبلغ 418 مليون جنيه، ويهدف هذا المشروع إلى إنشاء طريق جديد في وسط الصحراء الغربية، يربط واحة الفرافرة بواحة عين دله، ويبدأ الطريق من قصر الفرافرة، ويتقاطع مع طريق "الواحات البحرية- الواحات الداخلة" عند قصر الفرافرة، وينتهي عند واحة عين دله، حيث يبدأ طريق "عين دله- سيوة" المقترح. وأكد وزير النقل، أن طريق "الفرافرة- عين دله" سيعزز من حركة الركاب عبر مطار الفرافرة، ويتكامل مع طريق "أسيوط- الفرافرة" المقترح ليخدم مطار أسيوط، مضيفًا: تبرز أهمية المشروع في أن تنمية الصحراء الغربية تمثل أحد أهم الأهداف القومية، بغرض الخروج بالسكان من الوادي الضيق، حيث من المخطط أن يتم استصلاح واستزراع 620 ألف فدان في منطقة الفرافرة الجديدة وعين دله، كما يساهم الطريق في استفادة مناطق الثروة المعدنية ومناطق التنمية السياحية في الصحراء الغربية به. ويأتي الطريق كجزء من شبكة طرق مستقبلية تربط مدن الصحراء الغربية بعضها البعض، كما تربطها بوادي النيل "محافظات الصعيد" ويهدف للتكامل مع طريق "الواحات البحرية الفرافرة" القائم، وكذلك طريقي "رأس شقير- أسيوط- الفرافرة" و "عين دله- سيوة- جغبوب"، بشكل يختصر المسافات بالنسبة لسكان واحات الصحراء الغربية، ليصلها بالبحر الأحمر مباشرة، ويكون بديلًا عن الطرق غير الممهدة التي يستخدمها السكان حاليًا، ويسهم الطريق أيضًا في جذب حركة السياحة إلى واحات الصحراء الغربية. وأضاف وزير النقل: يمثل محور "رأس شقير أسيوط الفرافرة عين دله سيوة جغبوب" أحد أهم محاور الربط الدولي بين الشرق والغرب، حيث يربط هذا المحور، الذي يمثل "طريق الفرافرة- عين دله" جزءًا منه، البحر الأحمر بالحدود الغربية، ويربط كذلك البحرين الأحمر والمتوسط عبر طريق "سيوة- مطروح" القائم.