موقعه على ارتفاع عالٍ عن الأرض أتاح له كشف أسرارها، من «قمرة» الطائرة، غرفة القيادة، قاد أسطوله المستقل من الطيارين الرافضين لما وصفوه ب«الفساد» فى قطاع الطيران المدنى، ومن غرفة القيادة ذاتها خاض معاركه واشتباكاته الجوية مع خصومه فى حقل السياسة، معتمداً على طاقم من الطيارين المنتمين للنقابة المستقلة. منذ أوائل السبعينات انضم المهندس توفيق عاصم، رئيس الشركة القابضة لمصر للطيران، لشركته الاختصاصية فى مجال الطيران المدنى، خطوته الأولى نحو منصب رئيس الشركة كانت باعتماده طالباً بمعهد الطيران المدنى، وكان قبل ذلك يعمل مهندساً. قاد عاصم كافة أنواع الطائرات من الصغيرة إلى الكبيرة، ثم انتقل الطيار المعجون فى الخبرة إلى طاقم طيارى مؤسسة الرئاسة؛ نظراً للكفاءة الفنية التى أظهرها فى قيادة الطائرات فى مصر للطيران. من طاقم طيارى الرئاسة خاض توفيق عاصم رحلة العودة إلى «مصر للطيران»، ليشغل أحد مناصبها الإدارية، حين تولى رئاسة قطاعات التخطيط والإحصاء والعمليات، ليتولى بعدها رئاسة شركة مصر للطيران للشركات الحرة والسياحة (الكرنك)، وبعد ذلك انتقل فى خطوة ثانية ليشغل مكتب رئيس الشركة القابضة ككل لعام واحد بين 2008 و2009. فى فترة رئاسة عاصم لشركة «مصر للطيران» انضمت الشركة إلى تحالف «ستار الجو»، الذى حقق للشركة الوجود بين أفضل شركات الطيران حول العالم، ليرفع تصنيف الطيران المدنى المصرى إلى المرتبة ال 21 لتحقق «مصر للطيران» حينها نسبة عالية من الأرباح، ومع إعلانه الحرب على ملفات الفساد فى الشركة دخل توفيق عاصم، رئيس الشركة حينها، فى اشتباكه الأول مع الفريق أحمد شفيق، وزير الطيران فى الوقت نفسه، لاكتشاف الأول بعض ملفات تشوبها شبهة الفساد بالشركة، تصاعدت الأزمة بين شفيق وعاصم، ليمارس الأول سلطات منصبه بإقالة الثانى من رئاسة الشركة القابضة لمصر للطيران. ومع قيام الثورة قاد الطيار السابق سربه، من أعضاء النقابة المستقلة، فى معركة ضد ما وصفه ب«الفساد»، بانضمامه لمعتصمى الميدان ضمن أعضاء النقابة المستقلة للطيارين، ليدق طبول الحرب ضد الفريق أحمد شفيق، الذى اتهمه فى السابق بالفساد، والرشوة، وأنه أقاله لهذا السبب. عاد عاصم للمرة الثانية لرئاسة الشركة القابضة لمصر للطيران، عودته كانت سبباً فى تسليط الضوء عليه أكثر، «حجم الفساد الذى خلفه شفيق فى الطيران المدنى لا يمكن تصديقه، والهدف الأساسى لنا الآن هو كيفية إعادة الشركة إلى وضعها الطبيعى كعضو فعّال بعدما انحرفت كثيراً عن المسار الصحيح خلال الفترة الماضية» هكذا يعلن توفيق عاصم، العائد لمنصبه رئيساً لمصر للطيران، ليصبح أمامه تلٌّ من الملفات العاجلة إلى جانب ملفات الفساد أهمها كيفية تعظيم موارد الشركة وتلبية المطالب المالية والحقوقية للعاملين بها، ومحاولة تعويض الخسائر وجدولة الديون التى وصلت إلى 2.5 مليار جنيه فى غضون 3 سنوات.