الحكومة تدرس إلغاء دعم مياه الشرب وأهالى عزبة الصعايدة: «هى فين الميه؟»

«سميحة»: «بتيجى ساعتين بس وريحتها وحشة»

«طيب هى فين الميه؟»، أول جملة نطقت بها «سميحة عبده» التى تسكن فى عزبة الصعايدة فى إمبابة، عندما سمعت بخبر دراسة الحكومة إلغاء الدعم عن مياه الشرب، فهى وسكان العزبة، لم يتذوقوا طعم رشفة ماء نقى منذ 5 سنوات.
الدهشة ألجمت «سميحة»، عندما سمعت بحديث مصطفى مدبولى، وزير الإسكان، وبعد صمت لحظات قالت: «أنا علشان أعمل شوية أكل للعيال، بستنى العربيات اللى بتوزع الميه على الناس فى الشارع، ولما الميه بتيجى بيكون لونها غريب وريحتها وحشة، وساعات كتير أخاف أطبخ أو أغسل بيها»، وتضيف بحسرة: «يعنى فاتورة الميه اللى بتيجى 20 جنيه، مع أنها مقطوعة، هتبقى 200 جنيه وزيادة، طيب نطلب التنازل عن حقنا فى الميه أحسن».
«ده مُنى عينى أشوف الحنفية فيها شوية ميه، بتيجى ساعتين، وبعدين تقطع باقى اليوم»، قالتها السيدة الثلاثينية التى تنتظر انقطاع المياه أكثر من مجيئها، وتضطر يومياً إلى تعبئة الأوانى أو شراء «الجراكن» من عربات مياه الشرب التى تمر فى العزبة العشوائية التى تقطن بها منذ سنوات طويلة، وعندما علمت بنية الحكومة إلغاء الدعم، لم تتمالك نفسها من الحزن.
«شبكات المياه تغطى 97% من الجمهورية وتنقصها الصيانة»، هذا السبب ساقه وزير الإسكان فى حديثه لمحطة فضائية منذ يومين، لتبرير دراسة رفع الدعم عن مياه الشرب، لكنه أضاف سبباً جديداً للمواطنين البسطاء، لكى يضربوا كفاً على كف، ولسان حالهم يقول: «مش كفاية انقطاع الكهرباء وزيادة أسعارها، كمان الحكومة عايزة تلغى دعم مياه الشرب، أمال هنعمل إيه؟».