شارعا البحر والجامعة في مدينة طنطا بمحافظة الغربية لا يختلف اثنان على أهميتهما وحيويتهما بالمحافظة. الشارعان يتقاطعان في المدينة، ويختلفان أيضًا من حيث النظافة والاهتمام بهما من قبل الحي، فأحدهما وهو شارع البحر يتجمل يوميًا برغم كونه طريقًا سريعًا، والآخر يظل مهملًا ممتلئ بالقمامة ليل نهار وكأنه سقط من اهتمامات الحي برغم كونه ممر علم وعلماء.. فيبدو أن المحافظة والحي قررا أن يعيشا "أونطة". فشارع الجامعة هو ممر حيوي مليء بالتجمعات الطلابية، حده من اليمين مدخل جامعة طنطا، واليسار مدخل معهد الأورام ومستشفى الجامعة، ورغم أهمية البيئة النظيفة الواجب توافرها فيه كما أطلق عليه الأهالي إلا أن شارع البحر وهو طريق سريع أخذ نصيب الأسد من الاهتمام والنظافة. يوضح مصطفى عطية، أحد أهالي المنطقة، التناقض بين الشارعين "هو عشان شارع سريع ومحدش بيرمي فيه مخالفات فالهيئة بتلجأ لتنظيفه كنوع من الاستسهال، وشارع الجامعة رغم البيئة الطبية اللي المفروض تتوافر فيه، إلا أن المجاري مغرقاه والزبالة في كل حتة". ومن جانبه حاول ،الشاب العشريني، مرارًا أن يجمع 10 من أصدقائه لتنظيف المنطقة، إلا أن الثقافة التي تعوّد عليها المجتمع كانت المهدد الأكبر لغرضهم النبيل، قائلًا، "نضفنا وخلينا المكان جميل، وبعد شوية رجع الشارع زي ما كان.. ومن ساعتها قولنا ليه نتعب نفسنا مادام محدش بيقدر مجهودنا ولا في حد بيتعاون معانا، ولا في قوانين تعاقب ولا حتى رقيب على سلوكيتهم". لا يغيب عن مخيلة "مصطفى"، مشهد المرضى وهم يحاولون اجتياز مياه الصرف في الشارع، فالشهور تمر ويبقى حال الشارع كما هو "الناس بتموت من التلوث، وبعتنا استغاثات كتير ومفيش فايدة محتاجين إنصاف ونظرة للبيئة اللي مش عاوزه تتغير. "