مر ما يقرب من شهر على تولى السيد عبدالفتاح السيسى رئاسة مصر، ظهرت أشياء إيجابية، كما ظهرت مؤشرات سلبية، وما زلنا فى انتظار الجديد.. الإيجابى طبعاً!! كان ظهور «السيسى» على دراجته مبكراً، مؤشراً إيجابياً، انعكس على الحكومة الجديدة التى بكرت مواعيد العمل، وشجع العديد من المواطنين -رجالاً ونساء- على ركوب الدراجات، وإن لم نسمع عن خطة حكومية لعمل مسارات لسير الدراجات وتيسير استيرادها للمساهمة فى حل مشكلة المرور المزمنة! كانت زيارة العاهل السعودى الملك عبدالله بن عبدالعزيز العابرة إلى القاهرة مثار جدل كبير، الرجل الذى كان يتعافى فى المغرب، أصر على أن يمر على القاهرة، ويبارك للسيسى على فوزه بانتخابات الرئاسة، الملك، لظروف صحية، لم يهبط من الطائرة واعتذر للرئيس عن ذلك، والرئيس قبَّل رأس الرجل تقديراً لزيارته ولدعمه غير المحدود لمصر بعد 30 يونيو.. كانت التوقعات أن يسافر «السيسى» لعبدالله لشكر المملكة على دورها الكبير فى نجاح الثورة، إلا أن الملك المريض -شفاه الله- أبى إلا أن يبادر ويأتى بنفسه حتى ولو كان فى الطائرة، هذه الزيارة صدمت البعض، وعلى رأسهم الإخوان، فأرادوا أن يشعلوها فتنة بين المصريين بعضهم البعض، بزعم أن «السيسى» أهان مصر عندما صعد للطائرة وقبَّل رأس الملك، ونسوا من كانوا يقبِّلون يد وقدم مرشدهم، نسوا انحناءات محمد مرسى وحازم ابوإسماعيل وصفوت حجازى، ونسوا من استقبل «مرسى» عندما زار روسيا، أقل من محافظ، ويلطمون الخدود لأن «السيسى» قبَّل رأس الرجل الذى أصر على زيارة مصر قبل أن يعود إلى بلده! من الإنجازات الكبيرة، زيارة جون كيرى، وزير الخارجية الأمريكى، إلى القاهرة بعدها بأيام ليزيد جراح وآلام الإخوان وليدعم النظام الجديد فى مصر واعداً بإرسال طائرات الأباتشى الأمريكية إلى مصر. «السيسى» يتحرك بهدوء على عكس المتوقع، فهو لم يعلن بعد عن فريقه الرئاسى، ولم يبدأ فى مشروعاته الكبرى التى أعلن عنها، ولم يقترب من مشكلة الشباب السجين على ذمم قضايا قانون التظاهر، وبدا أنه غير راضٍ عن تشكيل الحكومة الجديدة، حتى قيل إنه أبعد وأبقى وزراء على غير اختيار وإرادة «محلب»، إذن نحن ما زلنا فى انتظار «السيسى» الذى انتخبناه ورأينا إشارات إيجابية بعد أسابيع قليلة من نجاحه، لكنها ما زالت نقطة فى بحر توقعاتنا الكبير. فرحت أيضاً بالمؤتمر الصحفى الذى عقده رئيس الوزراء وعدد من وزرائه ليعلن خطة حكومته فى الأيام المقبلة، وإن كنا نتمنى أن نسمع أكثر ونرى أكثر مما نسمع! مصر عادت إلى الاتحاد الأفريقى، وهنا لا ننسى دور «محلب» الكبير فى إعادة مصر إلى محيطها الأفريقى، وننتظر ترجمة هذه العودة إلى اتفاقات وتعاقدات ومشروعات مشتركة، مصر تفتح أبوابها للغد، ومن باب الخير يدخل شهر رمضان الكريم، ندعو الله أن يكون فاتحة خير ورزق للمصريين ويؤلف بين قلوبهم، ويهدى من ضل وينتقم ممن تجبر وظلم ويفسد مخططات صغار الدول وكبارها ممن يريدون ببلادنا شراً، ويحفظ «السيسى» ممن يريدون به شراً، قاصدين بذلك الشر لمصر والفتنة للمصريين، وكما تحفظه من هوى السلطة وغوايتها، احمه يا رب ممن حوله إذا زينوا له الشر خيراً، والإقصاء قرباً، وأعنا اللهم فى هذا الشهر الكريم على ذكرك وحسن عبادتك، آمين.