اقتربت الامتحانات، وبدأت كل أسرة في إعلان حالة الطوارئ وإصدار التعليمات: ممنوع الخروج، ممنوع استقبال الزوار، عدم مشاهدة التلفاز.. وغيرها من الأوامر التي تصدرها كل أسرة، وتختلف درجة الأوامر من أسرة إلى أخرى وفقًا للمرحلة الدراسية، ففي الشهادات العامة ترفع درجات الطوارئ القصوى، وكأن الأولاد في "سجن خمس نجوم"، للأسف هذه الطريقة تتسبب في توتر أولادنا أكثر ما تفيدهم، الهدوء مطلوب لكن لا مانع من بعض الترفيه. وتنصح الدكتورة هبة العيسوي، أستاذ الطب النفسي، جميع الأمهات بأن كل ما يحتاجه الطالب في هذه الفترة هو الهدوء بعيدًا عن المشاكل والأفكار السلبية، وغرس الإيجابية في قلوبهم وتشجيعهم بكلمات مثل: أنت متفوق، أنت سريع الفهم، تركيزك جيد، ومثلها من الكلمات المشجعة التي تساعده على الثقة بالنفس، فيقبل على المذاكرة بعقل متفتح، كما يجب أن نعلّمهم أن كل من يبذل جهدًا لا بد وأن يكافأ على هذا الجهد، إذا التزمنا وبذلنا قصارى جهدنا. وتؤكد الدكتورة هبة على الأم أن تراعي بعض النقاط، ومنها: 1- الحرص على تهوية الغرفة بشكل منتظم، لأن المخ يتغذى على الأوكسجين وسكر الجلوكوز، وكلاهما موصل جيد للمعلومات إلى المخ، فلا بد من التهوية الجيدة بصفة دائمة. 2- لا بد أن تكون إضاءة الغرفة جيدة حتى لا ترهق العقل في التركيز على رؤية جيدة. 3- تدريب التنفس، هام جدًا في هذه المرحلة، ويتم عن طريق أخذ نفس عميق، ثم إبقاء الهواء داخل الصدر بالكامل قدر ما تستطيع، ثم إخراجه بهدوء، لو كرر ابنك هذه العملية 10 مرات يوميًا سيجد النشاط دبّ في جسده، وعقله أصبح نشطًا ويستوعب أكبر قدر من المعلومات. 4- لا تجعليه يجلس على المذاكرة أكثر من ساعة، بل يقوم لتغيير المكان، يتناول كوب عصير، أو بعض الفاكهة ثم يبدأ في المذاكرة مرة أخرى، ويمكنه مشاهدة التلفاز لمدة 10 دقائق، أو التريض ليستعيد نشاطه. 5- احرصي على أن ينام ساعات نوم كافية لا تقل عن 8 ساعات حتى يرتاح جسمه ويستطيع عقله استدعاء المعلومات. ويجب على الأم مراعاة هذه الأشياء حتى يشعر أبناؤنا بالهدوء الذي يتيح لهم التركيز.