ذكرت الصحيفة موضوع يهم كل الاسر المصرية وهو انه لا يخلو بيت من وجود طالب يؤدى امتحلن الثانوية العامة بعد غد امتحانات الثانوية العامة.. موسم الطواريء في كل بيت القلق المبالغ فيه من الآباء.. يضغط علي أعصاب الأبناء الخبراءالهدوء والتركيز والترفيه المحسوب مفاتيح التفوق تعالوا مرة واحدة نترك أسلوب الوعظ والإرشاد.. والنصائح سابقة التجهيز.. والأوامر الصارمة و'ذاكر ياولد.. احفظي يابنت'، وفرمانات الآباء لأبنائهم المغلفة بخاتم: انا أدري بمصلحتك، 'وتفاخر ومباهاة الأمهات الممزوج بعبارات التأنيب: عايزاك تجيب مجموع أكبر من اللي جابه وائل ابن طنط فيفي السنة اللي فاتت'!!. تعالوا مرة واحدة ننزل إلي أبنائنا.. نبحر في عقولهم.. نغوص في مشاعرهم.. نتكلم بلغتهم ونفكر ب 'دماغهم'.. ربما يكون ذلك أقرب إلي اقناعهم والتقرب منهم وتحقيق آمالهم وأحلامهم. ففي مثل هذا التوقيت من كل عام 'تتكهرب' الأسر المصرية وتتحول البيوت الي معسكرات ممنوع فيها الاقتراب أو التصوير أو التليفزيون اوالموبايل أو العاب الكمبيوتر، وذلك كله بسبب امتحانات الثانوية العامة التي كانت ولاتزال 'البعبع' للآباء والأمهات والأولاد والبنات.. وبما أن الامتحانات هذا العام من المقرر أن تبدأ السبت المقبل، فقد انهمك أبناؤنا الطلاب في المذاكرة والمراجعة النهائية، واستعد أولياء الأمور بأحدث صيحة من الأوامر والنواهي والتعليمات وشدة الاعصاب!! أيها الآباء والأمهات.. أيها الأبناء.. الهدوء مطلوب. يقول الدكتور احمد عبدالله درس الطب النفسي بجامعة الزقازيق وخبيرالتعامل مع مشكلات الشباب ويدير معه حوارامن خارج المقرر يقول فيه الطالبومعه الخبير المتخصص أن التعليم في بلادنا أصبح تقليديا إلي درجة كبيرة، المناهج مملة وطرق العرض عتيقة والأدهي نظام الامتحان الذي يقيس ملكة واحدة من ملكات الطالب وهي ملكة الحفظ، بل يقيس هذه المهارة الوحيدة من خلال وسيلة وحيدة وهي 'ورقة الاسئلة وكراسة الإجابة' وتحدد للإجابة زمنا قصيرا نسبيا قياسا لطول العام الدراسي وهي ثلاث ساعات تقريبا، وفوق كل ذلك والتعقيب هنا من حمادة أن الامتحانات كلها تتم في مدة مكثفة لاتزيد عن 5 اسابيع، يتخللها ضغط عصبي ونفسي رهيب، وشحن اعلامي واهتمام جماهيري يفوق الاهتمام بمباراة مصر وتونس في تصفيات كأس العالم والتعليق هنا من حمادة ايضا أليس كل ذلك يشكل ضغطا أكبر من طاقة شاب عمره 17 عاما؟! أن أهم نصيحة يجب أن نقدمها للطلاب ان جاز لنا أن نعود الي لغة النصائح والارشادات هي انه يجب أن يفكر باستراتيجية 'خطوة خطوة' فلا يفكر في الجامعة ولا يقفز إلي المستقبل قبل أن ينتهي من هذه المرحلة الفارقة في حياته وهي اجتياز الامتحانات بنجاح، كذلك يجب ألا يفكر في امتحان مادة قبل أخري سابقة لها في الجدول، والتدريب علي طريقة الخطوة خطوة يساعد الطالب علي التركيز الشديد في المادة التي يذاكرها، وتقلل من فترات السرحان وغياب التركيز. اما اعتبار لحظة الامتحان 'نهاية العالم' فهذا أمر يطلب د. احمد من حمادة وزملائه مراجعته وتفنيده، فليس تحقيق مجموع اقل من المطلوب سيحطم حياته الي الابد، كما ان نجاحه بإذن الله بالمجموع الذي يتمناه لن يكون محطة طموحاته النهائية ويجب أن يدرك أنها مجرد مرحلة تأتي بعدها مراحل من الاجتهاد والمثابرة لتحقيق أحلامه. ويضيف أن الضغوط النفسية والعصبية الرهيبة التي تعيشها الاسرة تنقلها بدورها إلي الطالب الذي يتخذ موقفا من اثنين علي طرفي نقيض إما أن يتوتر بصورة مبالغ فيها فيلجأ الي السهرومواصلة الليل بالنهار والإفراط في تناول الشاي والقهوة، وتصيبه الوساوس حول نسيانه للمقرر نهائيا وما الي ذلك، ونقول لهذاالنوع الهدوء مطلوب وكل شيء يزيد عن حده ينقلب إلي ضده وأن الاعتدال في كل أموره افضل الوسائل للوصول الي النجاح. يبتسم د. احمد عبدالله قائلا: لن أفند هذه الأقاويل الفارغة' لكني أسأل الطالب الذي يقول هذه المبررات الواهية: وهل لديك خطة بديلة لمستقبلك؟ هل ستصبح لاعب كرة أو موديل في الكلبيات؟ولو حتي كانت هذه طموحاتك ألست بحاجة إلي التعليم لتتفوق في أي مجال تختاره؟ إذا تأكدت من حقيقة أنك لا تملك أية خطط بديلة عملية واقعية حقيقية وليست في الخيال لمستقبلك فارجع فورا للكتاب.. قبل فوات الأوان. لحمادة واصحابه وزملائه نستكمل قائمة النصائح لخوض الامتحانات بهدوء وتركيز بعيدا عن العصبية و'التنشنة'! 4 نصائح عملية ويقول الدكتور هاشم بحري استاذ الطب النفسي جامعة الازهر ان الضغط والتوتر والخوف هي العوامل المشتركة لدي كل أسرة تمر بمحنة الثانوية العامة.. ولتقليل هذه المعاناة علينا أن ننظر بموضوعية الي قيمة هذه الامتحانات نجد أن الامتحان ليس محنة ولا هو لتحديد التكريم من الاهانة ولكنه فرصة لتقييم وتقويم اداء الطالب حتي يتعرف علي ما انجزه وما يجب ان يركز عليه في الايام التالية وبالتالي فالامتحانات التجريبية هامة لمساعدة الطالب.كما ان المذاكرة في مرحلة ما قبل الامتحان مباشرة يجب ان ترتكز حول المراجعة فقط لأن الدخول في التفاصيل تؤدي الي التشتت والارهاق الذهني.ولتقليل التوتر اثناء الامتحانات علينا الاهتمام بالمذاكرة مع اعطاء وقت مناسب للترفيه حتي يستطيع المخ تكملة المشوار..والعناية بالتغذية خصوصا العصائر الطازجة وعسل النحل ويفضل ان يوضع علي اللسان واستحلابه.. ويمكن للطالب تناوله 3 مرات يوميا بعد الاكل بشرط الا يكون مصابا بمرض السكر..والنوم الصحي لانه يعطي المخ فرصة لترتيب المعلومات وبالتالي يحسن من التركيز والانتباه والمذاكرة. كذلك فان التدريب علي بعض التمارين التي تقلل من التوتر مثل التنفس الهاديء والعميق ويمكن تكراره عدة مرات حتي يتعود الطالب عليه وبالتالي تسهل ممارسته اثناء الامتحانات. المراجعة كلمة السر الدكتور محمد صابر صالح خبير ادارة الوقت وتنمية الذات بالجامعة الامريكيةبالقاهرة يقول: النجاح ليس بالذكاء وحده، والقدرة علي الحفظ لا تؤتي ثمارها بغير التنظيم، فالنظام هو اساس حياة الطالب المدرسي، ولتحقيق افضل النتائج لابد من تضافر عدة نقاط الي جانب المجهود الشخصي، وهذا يتطلب فنا ومهارة في الاعداد والاستعداد لاستقبال الامتحانات براحة نفس وهدوء وطمأنينة قلب، وهذا لن يتحقق الا من خلال مهارة المراجعة وهي التي يقصد بها المراجعة المنظمة والدورية بعد تثبيت المعلومات بعد المذاكرة، وتمكن الطالب من استعادة ما حصل اثناء المراجعة فتؤدي الي اخذ الامتحان بنجاح، والمراجعة تعتبر اساس الاستعداد للامتحان كما انها تطمئن الطالب وتخفض قلق الامتحان، وافضل طرقها هي: ضع خطة منظمة لمراجعة جميع المقررات الدراسية مع مراعاة الفترة الزمنية التي تتطلبها مراجعة كل مقرر. ضع خطة لمراجعة جميع فصول واجزاء كل مقرر في أوقات محددة. راجع الكتاب المدرسي عن طريق الخطوط التي وضعتها تحت العبارات والافكار الرئيسية، وعن طريق الخلاصة لأن الوقت لا يسمح بقراءتها سطرا سطرا. راجع الملاحظات التي دونتها بنفسك. راجع الملخصات التي اعددتها بنفسك والتي تحتوي علي الافكار الرئيسية المهمة. يفضل ان تراجع دروسك لوحدك ومن مكان المذاكرة الخاص، ولاحظ ان المراجعة مع صديق لم تذاكر معه اصلا قد تضيع الوقت عليكما، اما اذا كنت تذاكر معه فإن المراجعة معه تفيد الطرفين. استعن بالمراجعة التي تقدم في البرامج التعليمية في الاذاعة والتليفزيون. تأكد ان فترة المراجعة النهائية مهمة للغايةراجع بايجابية ونشاط وفاعلية. ثابر واجهتد ولا تشعر بالملل اثناء المراجعة. جدول المراجعة اجعل المراجعة عملية مستمرة من حين الي آخر ولا تؤجلها الي نهاية الفصل الدراسي أو الي نهاية العام او ليلة الامتحان. تجنب مراجعة مادة واحدة في اليوم الواحد. تجنب مراجعة كل المواد في يوم واحد. ليلة الامتحان ولكن ماذا عن ليلة الامتحان؟ ليلة الامتحان لها وضعها الخاص، فهي آخر ليلة لمراجعة ما قمت بمذاكرته وتحصيله. ولا تعتقد ان كل شيء يمكن مذاكرته ليلة الامتحان، وتذكر ان تجعل ليلة الامتحان للمراجعة النهائية فقط وليس للمذاكرة. فالافراط في المذاكرة ليلة الامتحان يضر اكثر مما ينفع حيث انه يرهق العقل والجسم معا، لابد أن تحصل علي قسط كاف من النوم ليلة الامتحان، ونم مبكرا حتي تستيقظ صباح يوم الامتحان مرتاحا. استرخ وسيطر علي اعصابك اذا شعرت بالارتباك او الخوف وانك نسيت كل شيء ليلة الامتحان، فإن هذا يؤدي الي التوتر والقلق. تناول طعام العشاء واحذر تناول المنبهات مثل الشاي والقهوة والحبوب المنبهة، اما في صباح يوم الامتحان فعليك باتباع ما يلي: استيقظ مبكرا صباح يوم الامتحان. ابدأ اليوم بأخذ حمام لينعشك ثم اداءالصلاة. تناول طعام الافطار حتي تكون لديك الطاقة المطلوبة للتركيز والتفكير. لا داعي لأن تأخذ كتبك معك فلن تفيدك، خذ معك وانت ذاهب الي لجنة الامتحان ساعتك وبطاقة الامتحان ورقم الجلوس. توجه الي مقر لجنة الامتحان في موعد مبكر وخاصة في اليوم الاول لتعرف مكان الغرفة التي ستؤدي فيها الامتحان. تجنب المراجعة في الطريق والسيارة. تجنب المراجعة امام لجنة الامتحان انتق مكانا هادئا واجلس فيه من دون ان تحاول الحصول علي معلومات جديدة. ا حذر المناقشات الجماعية قبل دخول الامتحان لأنك قد تسمع معلومات لا تعرفها فتشعر بالتوتر والارتباك، او قد تشعر بأن المعلومات قد تبخرت من دماغك فتشعر بالتشتت. ماراثون.. ومنشطات!! قواعد المذاكرة الجيدة أما الدكتور ممدوح البرماوي استاذ التربية بجامعة عين شمس فيقدم نصائح متعددة للمذاكرة الجيدة يجملها فيما يلي: 1 تهيئة المكان الجيد للمذاكرة: يجب ان يكون المكان هادئا خاليا من الرسوم والصور، وتتوافر فيه الاضاءة الكافية والتهوية الجيدة والادوات الضرورية. 2 تحديد الوقت المناسب للمذاكرة: يجب ان تحدد وقتا لكل مادة وان تلتزم به قدر الاماكن ولا تؤجل او تتحدث فيمضي عليك الوقت من دون فائدة. 3 الاستعداد للمذاكرة¢ ابعد جميع ما يشغلك عن المذاكرة. لا تذاكر من دون ان تأخذ قسطا كافيا من النوم. اهتم بتغذية جسمك بقدر يعطيك نوعا من النشاط ويعينك علي التركيز. ماراثون.. ومنشطات!! ويقول د. محمد عبدالظاهر عميد كلية تربية طنطا سابقا ان كلمة امتحان جاءت من كلمة المحنة وهو ليس المعني الصحيح لها.. فالمقصود هو عملية تقويم الطالب لمعرفة المستوي الفكري له واذا تكلمنا عن امتحانات المرحلة الثانوية فيجب أن نلقي بالتركيز فيها علي اولياءالامور ذلك لأن عملية القلق والتوتر لديهم تنتقل الي الابناء، حيث ان هناك معتقدات خاطئة بانها 'تحديد المستقبل' ولكنها مجرد بداية طريق فيجب ان نعترف ان هناك مشكلة تكمن في ان فرص التعليم المتاحة في التعليم العالي غير كافية ولا تتناسب مع عدد الطلاب في المرحلة الثانوية.. فالتعليم العالي يستوعب نسبة 30 % من الشريحة العمرية ما بين 1722 سنة بينما 70 % غير متاحة الاماكن لهم. ويضيف ان العملية اصبحت 'ماراثون' يتنافس فيها الطلاب والمتنافسون يجب ان يعتمدوا علي المنشطات الشرعية والسليمة ولكن للاسف المتاح هنا غير الشرعي والذي يتمثل في 3 انواع وهي الدروس الخصوصية والملخصات والغش في الامتحانات! دور الاسرة ويؤكد الدكتور حسين بشير استاذ بمعهد الدراسات التربوية جامعة القاهرة ان موسم الامتحانات يجب ان يتم الاستعداد له من مختلف الجوانب والمسئولية الاولي ملقاة علي عاتق الاهل فيجب تهيئة المناخ المناسب للطالب لتكون لديه القدرة علي المراجعة بشكل جيد.