النكتة السياسية كانت دائماً المتنفس الذى يلجأ إليه المصريون للتعبير عن واقع يرفضونه، ولم يستطع أى حاكم لمصر عبر عصورها المختلفة، أن يكمم أفواه المصريين، بل قام الزعيم الراحل جمال عبدالناصر بتخصيص وحدة فى المخابرات، تكون مسئولة عن رصد النكات، لأنه يعرف أن النكتة هى خلاصة ما يفكر فيه الناس، كما اهتم الرئيس الأسبق أنور السادات بمعرفة النكات التى تطلق فى عهده، لأنها تعبر عن توجهات الشارع حيال سياساته. فى الظرف السياسى الذى تعيشه مصر حالياً، ومع قُرب موعد الانتخابات الرئاسية، كان لكلا المرشحين الرئاسيين حظ من النكات الشعبية.. «متصل بيكلم حمدين على التليفون وبيقوله: ألو أستاذ حمدين صباحى معايا؟.. رد حمدين: أيوة أنا، مين معايا؟.. فقال المتصل: مافيش حد معاك يا افندم.. مصر كلها مع السيسى»، إحدى النكات التى تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعى، لتنضم إلى باقى النكات الطريفة، ومنها: «رئيس اللجنة العليا للانتخابات بيسأل: حمدين خضع للكشف الطبى؟.. أيوة يا افندم.. والسيسى خضع للكشف؟.. لا يا افندم.. الكشف هو اللى خضع لمعاليه». «واحد اتصل بحمدين صباحى وقاله: ألو السيد حمدين صباحى؟ حمدين: أيوة يا سيدى أنا حمدين.. المتصل: يعنى انت واحد مننا؟ حمدين: فعلاً يا حبيبى أنا واحد منكم.. المتصل: يبقى أكيد هتنتخب السيسى زينا». محمد السيد أحمد، أستاذ علم الاجتماع السياسى بأكاديمية الشروق، يرى أن النكتة كانت دائماً المحرك الرئيسى فى حياة الشعوب، وبالأخص الشعب المصرى، لافتاً إلى أن انتشار النكات المتعلقة بالسياسة والسياسيين ترتبط دائماً بالمجتمعات الأكثر أمية والأقل ديمقراطية، وأن الشخص الساخر دائماً ما يخرج من بيئة ومجتمع بعيد كل البعد عن الحياة الكريمة، فيجعل من النكتة متنفساً له، لافتاً إلى أن تأثير النكات على الطبقات الشعبية كبير، فهى بمثابة الشائعات التى يمكن تصديقها وتناولها على أنها حقائق، بل والترويج لها أيضاً. أستاذ علم الاجتماع السياسى، أشار أيضاً إلى أن التاريخ السياسى المصرى شهد الكثير من النماذج، التى استخدمت النكات، من أجل تشويه بعض المنافسين، وعلى رأس هؤلاء الساسة محمود فهمى النقراشى، رئيس وزراء مصر: «أعداء النقراشى باشا كانوا بينكتوا عليه، وبيسألوا مؤيديه انت بتقرا ولا مبتقراشى».