عندما كنا صغار في 2001 يعنى مش صغار أوي أقصد في مستهل الحياة العملية لم أكن أعلم شيء عن "أسامة بن لادن" أو أفغانستان، أو عن الحرب الدائرة هناك إلا من خلال أحد أفلام "رامبو"، والتي من خلالها علمت أن هناك حرب بين قبائل مسلمة، وروسيا، وأمريكا كانت تساعد الثوار ضد الاحتلال الروسي ليس حبًا فيهم، ولكن كرهًا للروس. ولفت نظري أيضًا ارتباط بعض أسماء الشهور بأسماء أخرى غير التي تعلمناها في المدارس، وهو "أيلول" ما هي تلك الأسماء، وربما كان اهتمامي بالأسماء أكثر من الخبر ذاته يعني ايه أيلول؟، وبحثت كثيرًا حتى علمت أن تلك الأسماء هي أسماء "سريانية" تعود تسمية الشهور السريانية إلى عام 312م، وتنسب إلى السريان، وهم أقوام عاشوا في بعض مناطق الشرق الأوسط. أيلول (سبتمبر) الكلمة بابلية الأصل يقابلها في العربية، (ول) بمعنى الصراخ والعويل، وتقام في هذا الشهر المناحة (النواح) على الإله تموز، وبعد فترة من الزمان بدئنا نفهم ما حدث في العالم بعد تلك الأحداث وتأثيرها على حياتنا، ونتائجها ونربط الأحداث ببعضها البعض. كيف تحول تنظيم القاعدة من محاربة الروس المحتلين إلى ضرب الأمريكان حلفاء الأمس ضد الروس، إلى قتل المسلمين المسالمين داخل الدول العربية، ومساندة أمريكا لهم مرة أخرى، ولأتباعهم فكريًا وعقائديًا سواء النصرة أو داعش أو الإخوان.. كيف حدث هذا؟. إن المتتبع للأحداث، ومن خلال الأخبار التي بدأت تتوارد والتسريبات، والمؤتمرات التي نراها كل يوم على "اليوتيوب"، والتي كان الأمريكان يقولون فيها صراحة أن النظم العربية يجب تغييرها، واستبدالها بنظم جديدة من خلال أيدي عربية، والتغيير من الداخل بعد ما حدث في العراق، وتعلم الدرس، والجيل الرابع من الحروب والمقولة التي قالها بروفسور "ماكس مانوارينج". إن زعزعة الاستقرار من الممكن أن يتخذ صورًا متعددة، وفي الغالب ما تكون حميدة، أي ينفذها مواطنون من الدولة الهدف، ولكن لدينا مشكلة الكره، وهو ما يرغمنا على فكرة خلق الدولة الفاشلة، وهو أن يكون في بعض الدول جزءً معتبرًا من الدولة لا يخضع لسلطاتها، وهذا هو التعريف السيادة (التحكم في الإقليم والناس في كيان سياسي) إذا لم تتحكم الدولة في كامل إقليمها، والسؤال هو من يتحكم فيه؟. نستخدم هنا مصطلح (إقليم غير محكوم) أما أنا فسأطلق عليه إسم (إقليم محكوم) يقصد (محكوم من جانبه، وليس من الدولة الهدف) المقصود هنا ليست الدولة هي من يتحكم فيه إنما مجموعات غير تابعة للدولة، فهي محاربة وعنيفة وشريرة أصبحت القاعدة هي فرق المشاه للجيش الأمريكي، وداعش والنصرة، وبيت المقدس هي "الكوماندوز" الذي يتصدى بالعمليات الانتحارية، والإخوان هم الظهير السياسي الذي يجب أن يصل إلى الحكم، هذا ما يقولوه صراحة وينفذونه عندما سمعنا مصطلح "الشرق الأوسط الكبير" كنا نسخر منهم، والآن يتكلمون عن الربيع العربي، ربيعنا أم ربيعهم، وهل سنظل نسخر.. الحق أقول لكم أفيقوا يرحمكم الله.. العدو ليس في الأرض العربية.