تواجه المرأة صعوبات كبيرة في دخول المجال السياسي، في العالم كله،إلا أن هذه الصعوبات والتحديات تتضاعف، في دولة هشة مثل العراق، دولة عانت من الاحتلال والتفكك السياسي، وعانت فيها المرأة من التهميش على مدار الأعوام الماضية نتيجة صعود القوى المتطرفة التي سعت لحرمان المرأة من حقوقها. وشهدت الانتخابات العراقية هذا العام ، نوعا جديدا من التحديات التي تواجه "المرشحات البرلمانيات"، نوع يمكن وصفه ب"التحرش الانتخابي"، حيث يتعمد بعض الشباب تقبيل صور المرشحات علنا ونشر صور قيامهم بذلك على مواقع التواصل الاجتماعى. في المقابل، تظهر العديد من الفرص أمام النساء في العراق، تتمثل في حكم المشاركة النسوية غير المسبوقة في الانتخابات؛ حيث يبلغ عدد المرشحات أكثر من 2600 مرشحة بما يعادل 30% من إجمالي عدد المرشحين الذي يزيد قليلاً عن 9000 مرشح، كما يعزز نظام "الكوتة النسائية" فرص حصول المرأة على ربع مقاعد البرلمان، فالنظام الانتخابي ينص على فوز أمرأة مقابل كل 3 رجال فائزين من قائمة واحدة. من جانبها، أكدت المرشحة الدكتورة بيداء عنبر الطائي ل"الوطن" أن الدورة البرلمانية القادمة ستشهد تغييرات كثيرة، أبرزها دور المرأة، حيث زاد عدد المرشحات بشكل غير متوقع، كما أن نظام الكوتة يضمن للمرأة الحصول على ربع مقاعد البرلمان، واضافت: "لا نريد أن تكون المرأة "كمالة عدد" فقط في البرلمان ولكن لابد ان تمارس دورها بشكل فعال في تعديل بعض القوانين المتعلقة بالزواج المبكر ومحو أمية المرأة والقضاء على ظاهرة النساء المتسولات". وأعتبرت "الطائي" أن المرأة الناخبة أيضا سيكون لها دور في حسم المعركة الانتخابية؛ نتيجة حرصها على المشاركة بكثافة في التصويت. وفيما يتعلق بالاساءة للمرأة المرشحة والتحرش بها، أكدت المرشحة أن الموضوع مجرد أحداث فردية يقوم بها بعض الشباب غير المسؤول، واكدت أن اغلب المراجع الدينية تؤكد على ضرورة حصول المرأة على حقوقها السياسية، رغم وجود بعض الأصوات المتطرفة بشكل محدود. من جانبها أكدت النائبة العراقية السابقة والمرشحة علياء نصيف ل"الوطن" أن الارهاب والعنف لن يدفع المرأة للعزوف عن التصويت في الانتخابات، مشيرة إلى ان المرأة مثل الرجل في هذا الأمر يمكن أن تتأثر بالعنف الذي يستهدف المراكز الانتخابية، ولكن "المرأة العراقية لديها إصرار بالغ على المشاركة". وأوضحت "نصيف" أن بعض المرشحات تعرضن لإنتقادات لاذعة وتصرفات غير لائقة من خلال تقبيل صور الدعاية الخاصة بن في الشوارع، وقيام بعض الاحزاب الاسلامية بإتهامهن بأنهن متبرجات، وأوضحت أن مهن بعض النساء المرشحات ساهمت في زيادة تلك السخرية والتحرش الانتخابي حيث ترشح للانتخابات بعض النساء اللاتي يمتلكن "صالونات تجميل" ومهن أخرى لا تتناسب مع عمل البرلمانية. وتابعت: "بعض الاحزاب تسببت في هذه السخرية من المرشحات عبر قيامهم بوضع نساء على قوائمهم ك(كمالة عدد) لتغطية النسبة المطلوبة في الكوتة فقط، دون النظر للكفاءة وأعتمدوا على (حشو) المرشحات دون النظر لخبرتهن". وحول القوانين والمطالب التي ستدافع عنها المرأة في البرلمان المقبل، أكدت علياء نصيف ، أن النساء المرشحات يردن ضمان حقوق المرأة والمحافظة على مكتسباتها من خلال الحفاظ على قانون الاحوال الشخصية الذي تحاول بعض الجهات المتطرفة تغييره للقضاء على مكتسبات المرأة، وأوضحت أن المرأة تطالب أيضا بزيادة تمثيلها في السلطة التنفيذية والمناصب القيادية في الاحزاب ومؤسسات الدولية وليس فقط في البرلمان. ودعت "نصيف" إلى عدم حصر مطالب المرأة في القضايا التي تخص همومها فقط، بل لابد أن يكون لها أجندة في العملية السياسية ككل.