أكدت مصادر دبلوماسية، ل«الوطن»، أن قرار واشنطن باستئناف المساعدات لمصر، جاء بعد اتصالات مكثفة بين الجانبين فى أعقاب اعتبار جماعة أنصار بيت المقدس جماعة إرهابية، واستغلال ذلك القرار فى المطالبة باستئناف إرسال الطائرات الأباتشى التى تستخدم فى مواجهة الجماعات الإرهابية. وكشفت المصادر أن الطائرات فى طريقها إلى الشحن لمصر وتتسلمها القوات المسلحة لتبدأ عملياتها المكثفة ضد العناصر الإرهابية، خاصة «أنصار بيت المقدس» فى شبه جزيرة سيناء. اعتبر دبلوماسيون قرار الإدارة الأمريكية باستئناف المساعدات «إيجابيا»، وجاء بعد جهود للخارجية المصرية وبتواصل مستمر مع نظيرتها الأمريكية، وإطلاعها المستمر على مجريات الأحداث فى مصر. وأكد مساعد وزير الخارجية الأسبق لشئون الأممالمتحدة والمنظمات الدولية، سيد قاسم المصرى، أن قرار الإدارة الأمريكية باستئناف جزء من المساعدات العسكرية لمصر «إيجابى» ويمهد لإزالة التوترات فى العلاقات بين البلدين. وقال «المصرى» فى تصريحات ل«الوطن»، إن زيارة كاترين أشتون واجتماعات الخليج الأخيرة، واتصالات وزير الخارجية مع نظيره جون كيرى خلال الأيام الماضية، ساهمت فى اتخاذ القرار لحفظ أمن المنطقة بعد إدراك خطر الإرهاب الذى تواجهه مصر. وشدد «المصرى» على أن «فهمى» أدى دور «محامى مصر» فى اتصالاته مع نظيره الأمريكى للموافقة على قرار استئناف المساعدات، بعد إثبات خطر الإرهاب التى تتعرض له مصر مؤخراً. واعتبر سفير مصر الأسبق فى واشنطن عبدالرؤوف الريدى قرار استئناف المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر «انفراجة فى العلاقات بين مصر وأمريكا»، موضحاً أن القرار جيد ويجرى من خلال رؤية استراتيجية مدروسة. وقال «الريدى» إن هناك تحركات على الساحة الخارجية المصرية فى الفترة الأخيرة ساهمت فى اتخاذ القرار، وذلك قبل زيارة «فهمى» إلى واشنطن لأول مرة منذ توليه وزارة الخارجية. وأوضح رئيس الجمعية المصرية للأمم المتحدة السفير نبيل بدر أن الإدارة الأمريكية تدرك جيداً أنه قد آن الأوان لتغيير قرارات سابقة سلبية اتخذتها من فترة، وهى إيقاف المساعدات العسكرية بصفة خاصة، وأضاف أن ذلك القرار سيمهد الطريق لمزيد من تطوير العلاقات بين البلدين.