سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«الملاح» يحدثكم بحسرة: الأسعار زادت 15٪ والمهنة «لمّت».. وأحوال الناس بقت صعبة جداً سمك بحر البقر الأسوأ لأنه تربى على مخلفات الدواجن.. وأسعار القاهرة «استغلال»
على بعد أمتار من مخرج الكوبرى، الذى يربط المنصورة بمدينة «نبروه»، فى الشارع الرئيسى لمدخل المدينة، تجد محلاً فخماً، لأحد شيوخ الفسخانية، مزوداً بوسائل التكنولوجيا الحديثة، فيما تتراص البراميل الخشبية والبلاستيكية إلى جوار بعضها، قال صاحب المحل الحاج محمد الملاح: «إحنا قدام قوى فى المهنة، لدرجة إن اسم العيلة متاخد من طبيعة المهنة»، تتبدل ملامحه إلى الحزن، وهو يتنهد: «نقول إيه بس، دلوقت أى حد بيفتح محل ويبيع سمك متلج، يبقى فسخانى، وهناك مزارع أسماك أكثر تميزاً وجودة فى الإنتاج عن غيرها، مثل مزارع رمسيس وأسماك ترعة السلام، لكن إحنا عندنا مزارع خاصة بنا فى كفر الشيخ، علشان نكون ضامنين حاجتنا كويس، وإنتاجها كويس زى رمسيس». أضاف «الملاح»: «هناك بعض الأماكن يتجنب أصحاب الخبرة الشراء منها، مثل سمك بحر البقر، لأنه متربى على مخلفات الدواجن والحمير الميتة، وصرف القاهرة بيصب فيها، لكن صغار المهنة يفرحوا بالسمكة، لأنها كبيرة، ومبيهتموش هى متغذية على إيه». يتوقف الحاج «الملاح» عن الحديث، وتقف سيارة فاخرة أمام المحل، ليخرج منها شخص، فيقف له ويسلم عليه سلاماً حاراً، ويحضر له كرسياً يجلس عليه، ويحضر بنفسه علباً بلاستيكية فاخرة، ليضع الفسيخ فيها للضيف، ثم يستأنف بصوت خافت حديثه معنا قائلاً: «ده عضو مجلس شعب سابق، وشخصية مهمة بييجى يشترى فى المواسم كميات بتبقى هدايا، ومش معقول نلف الفسيخ فى ورق، لازم يكون فى علب مفتخرة طبعاً». أوضح «الملاح»، أن محله لا توجد له فروع فى المحافظات، متابعاً: «زباينا بتيجى لغاية عندنا تشترى، بس بنصدر للرياض فى السعودية، وأسعار الفسيخ ارتفعت هذا الموسم، بنسبة 15% تقريباً، وتتراوح الأسعار بين 40 إلى 60 جنيهاً، بسبب ارتفاع أسعار السمك والحالة الاقتصادية السيئة للبلاد»، أضاف: «الكيلو الواحد يتراوح بين ثلاث سمكات، وسمكة واحدة تزن الكيلو فى البورى، ويتراوح ثمنه من 40 إلى 60 جنيهاً، بينما سمك الطوبار ثمنه من 30 إلى 45 جنيهاً». يرى «الملاح» أن سوء الأوضاع الاقتصادية كانت له نتيجة سلبية على المستهلك، ما جعل الإقبال على الفسيخ فى الموسم الراهن أقل: «حتى اللى بييجى يشترى مش بيشترى بكميات كبيرة، حال البلد مش زى الأول، والناس مش معاها فلوس». ويتساءل مستنكراً عن ارتفاع أسعار الفسيخ فى القاهرة «ليه يبيعوا الفسيخ فيها ب100 و120 جنيهاً، ده استغلال، إحنا بنعامل ربنا قبل الناس». يتوقف عن الحديث عندما دخل أحد أبناء الحاج إيهاب اليمانى، ويعتبر من أشهر صناع الفسيخ، فى المرتبة التى تلى العائلات الأربع الأكثر شهرة فى الصناعة، ويقع المحل بالقرب من الكوبرى مباشرة الذى يربط بين المنصورة ونبروه، ثم يتابع: «ده ابن الغالى الحاج إيهاب اليمانى، دول بنعتبرهم من صناع الفسيخ المهمين، وعندهم ذمة وضمير فى الشغلانة، مش بتوع الليمون والبصل اللى بقوا فسخانية.. المهنة لمت».