شهدت مهنة تمليح الأسماك خاصة الفسيخ والسردين الفسخانى رواجاً كبيراً خلال العقود الأخيرة بعدد من مدن الجمهورية يأتى فى مقدمتها مدينة نبروة التى نالت شهرة واسعة فى هذا المجال. لدرجة أن الفسيخ النبراوي أصبح مطلوبا بالاسم في عدد من البلدان العربية خاصة دول الخليج إلي جانب السوق الداخلية الرائجة.. وترجع شهرة نبروة في تصنيع الفسيخ إلي مطلع القرن الماضي عندما كان بعض التجار من أبنائها يسافرون إلي بلطيم عن طريق خط سكك حديد الدلتا القديم ويشترون أسماك البوري من صيادي بحيرة البرلس وتخصص بعضهم في مهنة الفسخاني الذي يقوم بوضع أسماك البوري في براميل خشبية بواقع طبقة من الملح وأخري من البوري وغلق هذه البراميل غلقا محكما ولا يتم فتحها الا بعد أن يكون الفسيخ قد أصبح صالحا للأكل. وتشهد مدينة نبروة خلال هذه الأيام سوقا رائجة لبيع الفسيخ حيث تتواصل الوفود وتتوالي من معظم المدن والقري المجاورة والقاهرة لشراء احتياجاتهم من الفسيخ قبل يوم شم النسيم وتتفاوت أسعار الفسيخ هذا العام فتبدأ من20 جنيها للأنواع الصغيرة وتتدرج حتي تصل إلي50 جنيها للكيلو بالنسبة للأنواع الممتازة.. وفي لقاءات مع عدد من تجار الفسيخ يقول ايهاب اليماني أشهر تاجر فسيخ: إنه ورث هذه المهنة أبا عن جد, وأنه توسع فيها بمشاركة أشقائه وأصبح يرتاد محله العديد من الفنانين ولاعبي كرة القدم من المشاهير وغيرهم.. ويشير أحمد الطنطاوي من بهوت أنه تعلم هذه المهنة للمساعدة في تكاليف الحياة اليومية وحتي يستطيع تدبير احتياجات الأسرة, مؤكدا أن هناك مردودا اقتصاديا من هذا العمل حيث إن أسعار أسماك البوري هذا العام ليست مرتفعة كما يعتقد الكثيرون. ويشير السيد الملاح إلي أن تجارة الفسيخ أصبح لها مردود اقتصادي حيث شهدت السنوات الأخيرة تنامي عدد من أهل المهنة الذين لايملكون محلات بتصنيع كميات من الفسيخ في براميل داخل منازلهم.