«نبروه بلد الفسيخ»، هكذا تشتهر مدينة نبروه فى محافظة الدقهلية، رغم أنها لا تطل على بحر أو نهر، ولكنها اكتسبت شهرتها من إتقان تجارها فى صناعة الفسيخ من أسماك البورى أو الطوباره الذى يشترونه من صيادى بلطيم، أو يزرعونه فى مزارع خاصة. «عاوز تأكل فسيخ نضيف.. تعالى نبروه»، هكذا قال إيهاب اليمانى، أحد أشهر تجار الفسيخ فى المدينة، مضيفاً بقوله: ترجع هذه الشهرة فى تصنيعه إلى مطلع القرن الماضى عندما كان بعض التجار من أبنائها يسافرون إلى بلطيم عن طريق خط سكك حديد «الدلتا القديم»، ويشترون أسماك البورى من صيادى بحيرة البرلس وتخصص بعضهم فى مهنة الفسخانى الذى يقوم بوضع أسماك البورى فى براميل خشبية وغلقها بإحكام، ولا يتم فتحها إلا بعد أن يكون قد أصبح صالحاً للأكل. وأضاف «اليمانى»: إنه ورث هذه المهنة أباً عن جد، وإنه توسع فيها بمشاركة أشقائه، أبرزهم شريف الذى يعمل معه بالمحل، وأصبح يرتاد محله العديد من الفنانين ولاعبى كرة القدم من المشاهير وغيرهم. وقال عبدالمنعم محمد: «تعلمت هذه المهنة منذ الصغر على أيدى عدد من المعلمين بمدينة نبروه، وعندما كبرت فتحت محلاً فى قرية نشا، التابعة للمدينة». واشتكى «عبدالمنعم» من ركود سوق بيع الفسيخ، مفسراً ذلك بأن نواب البرلمان كانوا دائماً يحجزون كميات كبيرة لأنصارهم وأحبابهم، ولكن من بعد الثورة حيث لا يوجد برلمان قلت الكميات التى يتم حجزها عما كان من قبل.