قال محمد حسنين هيكل، الكاتب الصحفي الكبير، إن الرئيس الجديد سيكون أمامه تحديات كبيرة، ليست فقط في الداخل بل أيضًا في الخارج، منوهًا بأن الأزمة الأوكرانية تُعد أكبر مثال على تلك التحديات، مضيفًا أن الأزمة الأوكرانية شاشة تنعكس عليها أوضاع كثيرة جدًا، ذاكرًا أن ما حدث بعد انتهاء الحرب الباردة، هو مرورنا بنظام الأممالمتحدة ونظام القطبين المسيطرين على العالم ثم الانفراد الأمريكي. وأضاف هيكل، خلال حواره مع الإعلامية لميس الحديدي ضمن سلسلة حلقات "مصر أين وإلى أين"، أن الولاياتالمتحدة لا زالت في قوتها، لافتًا إلى أن هناك أطرافًا أخرى قويت، مثل ألمانيا والتي استكملت أسباب قوتها وباتت موحدة، وخروجها أعطى قوة دولية مهمة جدًا، وظهور الصين أعطى قوة دولية أخرى مؤثرة لا بد من أن تأخذها في الاعتبار المجتمع الأوروبي بوجود ألمانيا فيه، مؤكدًا أن وجود إنجلترا وفرنسا بات قوة أخرى لا بد أن يحسب حسابها. وتابع الكاتب الصحفي الكبير أنه أصبح يوجد في كل قارة دولة تبرز، وتصبح قريبة في مشاركة إدارة ما يجري في أمريكا، منوهًا بأن العالم يحتاج نوعًا من مجلس الإدارة، قائلًا: "إذا استحالت الحرب وتقاربت القوى- ولن أقول تساوت- فلن يصبح هناك صراع"، وطالب بأن يجد العالم صيغة ما لنظام الإدارة وهو الإدارة المشتركة، مؤكدًا أنه سيكون من الصعب أن تسلم به الولاياتالمتحدة أو الأطراف الموجودة. وأشار هيكل إلى أنه عندما كتب عن "الزلزال السوفييتي"، كان قد ذهب إلى هناك وشاهد السقوط بنفسه، وكتب مجموعة مقالات نشرت على شكل كتاب يحمل اسم "الزلزال السوفييتي"، معتقدًا أن اختيار الاسم كان موفقًا لسبب غريب جدًا، لأن الزلزال عندما حدث في الاتحاد السوفيتي سقط وكأنه بالفعل سقوط زلزال في صورة مفاجئة فاجأت الأمريكان، بحد تعبيره. وأوضح أن قيمة سوريا تكمن في أنها لعبت دورًا ليس بالدور الكبير، مشيرًا إلى أن موسكو لعبت في سوريا دور المعطل، وهذا الدور المعطل الذي وضع الولاياتالمتحدة في مأزق، مؤكدًا أنه سيؤثر علينا في المستقبل، موضحًا أن الأزمة السورية بها تفاصيل عميقة، وأن السياسة الروسية تحاول أن تمنع أمريكا من تنفيذ ما تريد. ولفت الكاتب الكبير إلى أنه ثبت أن غاز "السارين" ليس من النوع الذي تستخدمه سوريا، بل من النوع الذي تستخدمه تركيا واستطاعوا أن يحصلوا على فيديوهات الاختراقات والتنصت وغير ذلك، لافتًا إلى أنه بعدها بدت الغازات تستعمل وموجودة في تركيا ويبدو أن هناك محاولة لاستعمالها.