ينتخب الجزائريون، الخميس، رئيسهم في اقتراع يجري تحت حراسة أمنية مشددة، ويبقى الأوفر حظًا فيه الرئيس المنتهية ولايته عبدالعزيز بوتفليقة "77 عامًا" الذي سيظهر علنًا للمرة الأولى منذ سنتين بعدما أضعفه المرض. وسيعمل على تأمين انتخابات الخميس أكثر من 260 ألف شرطي ودركي لحماية حوالي 23 مليون ناخب تمت دعوتهم للإدلاء بأصواتهم في 50 ألف مكتب تصويت لاختيار رئيس من بين ستة مرشحين منهم إمراة واحدة هي لويزة حنون، رئيس حزب العمال التروتسكي. ويترشح بوتفليقة لولاية رابعة رغم متاعبه الصحية التي أعقبت إصابته بجلطة دماغية العام الماضي استدعت غيابه عن الجزائر ثلاثة أشهر للعلاج في باريس، ومازال الرئيس يخضع لإعادة تأهيل وظيفي لاستعادة قدرته على الحركة والنطق. وردًا على المشككين في قدرة الرئيس على حكم البلاد أو حتى التنقل يوم الاقتراع، أعلنت حملته الأربعاء أنه سيقوم بأداء واجبه الانتخابي اليوم، في الساعة العاشرة صباحًا، في مدرسة الشيخ البشير الإبراهيمي بالأبيار" بأعالي العاصمة الجزائرية. ومنذ استقلال الجزائر في 1962 حكمها سبعة رؤساء لم يغادر وأحد منهم منصبه بالانتخاب، فأحمد بن بلة "1962- 1965" أزيح من منصبه بانقلاب وزير دفاعه العقيد هواري بومدين الذي بقي في السلطة 13 سنة قبل أن يغيبه الموت في 1978. وخلف بومدين العقيد الشاذلي بن جديد باعتباره الأقدم في أعلى رتبة في الجيش، ولم يترك منصبه إلا في 1992 باستقالة تحت ضغط من الجيش، ليتم تشكيل رئاسة جماعية "المجلس الأعلى للدولة" يقودها محمد بوضياف الذي اغتيل في السنة نفسها. وخلف بوضياف علي كافي، الذي خرج من السلطة بعد نهاية ولاية المجلس الأعلى للدولة في 1994 ليتولى الرئاسة الجنرال اليمين زروال الذي قرر الاستقالة في 1998 وتنظيم انتخابات مبكرة فاز بها بوتفليقة في 1999 ليحكم البلاد لثلاث ولايات متتالية.