إنتوا ليه مصرين على الغباء؟ أو ليه مصرين تشوفونا أغبياء؟ ليه بتعملوا كل حاجة وتقنعونا بيها وهوب بعد شوية تقنعونا بعكسها، نفسي أفهمكم أو تفهمونا، هل تصورتم للحظة أننا نفكر ولنا عقول؟ طيب حد منكم مرة فكر يعامل الشعب على إنه مبقاش يلبس حفاضة؟ أو بطّل يخاف يروح الحمام لوحده باليل؟ أسئلة كتيره ومش لاقينلها رد!. احنا بشرعلى فكرة وأكيد البشر بيغلط، وممكن يعمل كبائركمان، وعلى فكرة محدش فينا لو فهمتوه الحقيقة صح هيعلقلكم المشانق، احنا ناس طيبين بس انتوا مش فاهمين وبرضوا مصرين تشوفونا أغبياء! ... عشت سنوات عمري الأربعة وتلاتين، وأنا فاكر إن حرب أكتوبر عبارة عن ضربة جوية عظيمة قادها الرئيس الأسبق حسني مبارك، وكام معركة ملهمش لازمة من غيرضربة مبارك الجوية، وكل سنة في نفس الوقت، من أواخر شهر تسعة لحد نص شهر عشرة وانتوا واجعين دماغنا بالضربة الجوية وقائدها الخزعبلي، وكيف أنه استخدم كل طائرات الجيش وطائرات "رش القطن" لضرب الصهاينة، وأنه طلع عنين اللي جابوهم وعمل فيهم عمايل سودة، وتبدأ البرامج التليفزيونية والإذاعية والجرانين في إختزال حرب أكتوبر في عمنا مبارك وطائراته وضربته الجوية، خبراء استراتيجين، علماء عسكريين، مؤرخين وفنانين، وكله شغال يغسل دماغ المصريين، وجمل رنانة وصور لمبارك وجنبه طيارة قديمة وعليها جملة " قائد الضربة الجوية" وأغاني وأوبريتات وكله هايص في الجو، تعرفوا وانا صغير من كتر الهري ده، كنت كل ما اشوف فيلم "بدور" بتاع محمود ياسين ونجلاء فتحي كانت عنيا تدمع وافضل أدعي للريس بطول العمر، ده أنا كنت على وشك إني أصدق أن مبارك هو اللي ركب كل الطيارات لوحده، كنت مصدق كل الهري ده الله يجازيكوا يا بعدا. بعد الثورة الأولى، سقطت كل الأقنعة وبقى مبارك - ابن تيت - والبطل قائد الضربة الجوية، بقى بقدرة قادر، ظابط طيارعادي، وأن الضربة الجوية جزء بسيط من المعركة، يعني زي مبيقولوا بتوع السيما مش هي (الماستر سين بتاع الفيلم)، مشهدين حشو يعني، وظهرت أسماء جديدة على ساحة النفاق، الفريق سعد الدين الشاذلي، الفريق الجمصي والفريق فلان ابن علان وخصوصًا الراجل بتاع الدبابات اللي زهقونا بيه، اللي بيجي مرة بجلابية ومرة ببدلة ويفضل يحكي نفس الحكاوي، وأنه كان بيصيد الدبابات وهو مغمض!! ... مبارك بقا بقعة شحم محدش بيفكر يقرب منها، ولو حد فكر يقرب من مبارك – بدون قصد طبعًا - تلاقيه بيتكلم من تحت ضرسه ونفسه اللقطة بتاعة الطيارات دي تخلص، ينط برشاقة شديدة على الرئيس السادات وتوجيهاته العبقرية وتعليمات مشير النصروحنكتة الميدانية، أقصد المشيرأحمد إسماعيل، إللي عمري ما سمعت أسمه في التليفزيون غيرالسنتين اللي فاتوا، الناس دي كانت فين، أكيد الناس دي ماكانتش غايبة عن عقولكم، بس كل اللي كان فارق معاكم أنكم ترفعوا الملك عاليًا، ما هو احنا بلد (عاش الملك .. مات الملك). بعد الثورة التانية، رجعنا نتحدث مرة اخرى عن الضربة الجوية، وعن طائرات الرش والتدريب اللي قتلت الصهاينة، بس السنة دي فيها ميزة، تحس إنها بقت واقعية شوية، يعني بتبدأ بالسادات وبعدين الشاذلي ومبارك والجمصي وبرده الراجل بتاع الدبابات، يعني مبارك كان ليه لازمة وأن الضربة الجوية طلعت حاجة جامدة، وأنه أثبت قدرات بارعة وكان له مميزات كتير اختفت – بس – في السنتين اللي فاتوا، يعني دموعي وانا بتفرج على صابر وبدور كانت حقيقية مطلعتش هري زي ما كنت فاكر ... رجعتونا تاني نصدق الحاجات اللي زرعتوها في دماغنا من سنين وحاولتو برضه تمسحوها من ذاكرتنا السنتين اللي فاتوا. علي فكرة كان أسهل لكم لو فكرتوا إننا شيلنا الحفاضة، وعندنا "لاب توب" وكمبيوتر و"أندرويد" نقدر بيهم نعرف كل الحقايق من مصادرعندها مصداقية عنكم، "مبارك" كان ليه دورعظيم بس محاربش لوحده، يعني مش هتقدروا تعيشونا في وهم بمزاجكم وتصحونا منه بمزاجكم وترجعوا تنيمونا تاني ونعيش نفس الوهم يا ولاد التيت.