«رجاء.. عدم التحدث فى السياسة»، تنافس اللافتة أخرى اعتاد أصحاب المحال تعليقها تحت شعار «ممنوع الفصال»، الورقة كتبها الرجل الثلاثينى داخل محل عمله بمركز لصيانة أجهزة الكمبيوتر بمنطقة باب اللوق، بعد أن ضاق ذرعا من الحرب بين مؤيد ومعارض، التى تسببت فى تدهور حركة البيع والشراء بسبب صور البابا شنودة والبابا كيرلس، المعلقة فى واجهة المحل، لتبدأ معها سلسلة من الاتهامات بين زبائنه: «يا إخوانى» تنافس «يا انقلابى»، وبينهما «أصلك مسيحى».. مرور الأيام لا يؤكد ل«سامر» سوى صحة وجهة نظره؛ لذا عقد نيته على عدم إزالة اللافتة، وبرر: «لما تبقى ترجع لنا الأخلاق اللى ضاعت، أبقى أشيل اليافطة». «أنت انقلابى» التهمة التى لم يسمع عنها سامر نسيم إلا بعد ثورة 30 يونيو، عندما يوجد مجموعة من الزبائن داخل المحل من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى فتقلب الدنيا رأسا على عقب: «الإخوان اللى بيدخلوا المحل أول ما يشوفوا صورة البابا يقولولى آه مش انتوا الانقلابيين اللى نزلتوا يوم 30 تأيدوا السيسى؟ واستفزازات ما بتخلصش»، وأحيانا يتحول «سامر» إلى حكم يفصل فى النزاع بين مؤيد ومعارض، مما أدى إلى قلة حركة البيع والشراء: «المشكلة إنهم عاوزين يسمعوا الكلام اللى يريحهم، ولو راضيت طرف التانى هيمشى، وده مكان أكل عيش، مش صالون سياسى». يصف الأب الثلاثينى جماعة الإخوان وأنصارهم ب«الازدواجيين» فى تعاملهم مع الأقباط، أثناء تولى الرئيس المعزول الرئاسة، ومن بعد عزله أصبحت الرؤية مختلفة تماماً «الأول كانوا بيشوفونا أقلية، ولما اتعزل مرسى بيقولوا علينا الجماهير الغفيرة اللى ملت الميادين والاتحادية، بالذمة ده مش فصام فى الشخصية؟!».