«السيسى» بملابس عسكرية ممسكاً بخارطة الطريق و«مرسى» بملابس الحبس الاحتياطى مقيد اليدين.. تمثالان من وحى الحياة السياسة تصدرا مبيعات بازار فى وسط البلد، الأول عرضه صاحب البازار فى الفاترينة ليُقبل عليه أنصار ومؤيدو الفريق عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع، وهم كثيرون، والثانى وضعه داخل المحل خوفاً من أن يراه أنصار الرئيس المعزول فيقوموا بتحطيم المحل. تمثال «السيسى» هو الأكثر طلباً وسعراً حسب أبوبكر محمد صاحب البازار، الذى أكد أنه لم يحدد له سعراً ويباع لأعلى سعر، أما الثانى فيباع ب175 جنيهاً، ويخضع للفصال من جانب الزبائن الذين يرددون: «مش كفاية هنشترى تمثال مرسى كمان هندفع فلوس؟!»، حسب «أبوبكر». إلى جوار السادات وعبدالناصر وطه حسين وقف السيسى شامخاً فى فاترينة العرض، بينما ظل مرسى حبيس الأرفف داخل المحل.. هذا ما قرره «أبوبكر» خوفاً من الإخوان: «ما باعرضش تمثال مرسى عشان خايف من إخوانا البعدة ليكسّروا المحل، والتمثال ده بيتعمل وصاية يعنى بالطلب وصاحبه بياخده على طول من غير ما أعرضه». قبل ثورة 30 يونيو، كان بازار «أبوبكر» يعرض تماثيل المشاهير من الفنانين والمثقفين والقادة القدامى، بعد تصنيعها فى الورشة الخاصة به، وبعد الثورة بدأ يتلقى طلبات بتصنيع تمثال للسيسى من مصريين وعرب: «فى البداية عملت عدد محدود واتخطف خطف، وبعدين فكرت أعمل تمثال لمرسى بملابس السجن وكان عليه إقبال بس مش زى تمثال السيسى». «أبوبكر» يصف نفسه بأنه واحد من عاصرى الليمون الذين انتخبوا مرسى حتى لا يعيدوا زمن مبارك ممثلاً فى الفريق شفيق، ولكنه وفقاً لروايته انقلب على مرسى منذ إصداره الإعلان الدستورى فى نوفمبر 2012 وانضم إلى متظاهرى 30 يونيو لإسقاط نظامه. واعتبر أن أخطر ما يواجه ثورة 30 يونيو الآن هو فشل الحكومة فى تحقيق مطالب المواطن البسيط: «الشعب صبر على الحكومة كتير ولحد النهارده ماحدش حاسس بينا، أنا كان عندى محلين قفلت واحد بعد ما فلست ودلوقتى الثانى باناضل عشان ما يتقفلش وأحافظ على أكل عيشى، كل اللى شغالين زينا كده ونخشى أن ينقلب الشعب ثانية على الحكومة والنظام الجديد».