تظاهرات في منطقة هونج كونج وصلت إلى حد وصفها من قبل الحكومة الصينية ب"أعمال شبه إرهابية"، وعلى إثره تجمعت قوات صينية تابعة للشرطة العسكرية على ما يبدو الخميس في ملعب رياضي في مدينة شينزن الواقعة حدود منطقة هونج كونج التي تتمتع بحكم ذاتي، حسب وكالة وكالة فرانس برس، بعد أن غادر المتظاهرون المؤيدون للديموقراطية مطار هونج كونج الدولي صباح الأربعاء بعد يومين من تجمعات حاشدة اتخذت منحى عنيفًا ليل الثلاثاء. تعتبر هونج كونج مركزًا ماليًا دوليًا، فهي تقع على الساحل الجنوبي الشرقي للصين، وذلك الموقع الاستراتيجي على دلتا نهر اللؤلؤ وبحر الصين الجنوبي جعلها واحدة من أكثر مدن العالم ازدهارًا وعالمية. عُرفت هونج كونج عندما هزمت حكومة أسرة تشينج الصينية في حرب الأفيون الأولى عام 1842، التي كانت بين الصينوبريطانيا، وعلى إثرها تنازلت الصين عن جزيرة هونج كونج لبريطانيا، وجرى استئجار كولون (منطقة حضرية في هونج كونج) والأقاليم الجديدة و235 جزيرة نائية إلى بريطانيا. ومع ذلك، فإن تاريخ أكثر من 1100 كيلومتر مربع تحتلها هونج كونج الآن يسبق أحداث أسرة تشينغ بأكثر من ألف عام، حسب ما أفرد موقع هيئة هونغ كونغ للسياحة على الإنترنت. منذ الأيام الأولى لها كمستعمرة بريطانية، كانت هونج كونج بمثابة مركز للتجارة الدولية، في السنوات المضطربة من أوائل القرن العشرين، جرى دعم سكان المدينة من قبل اللاجئين، ومعظمهم من الصين. ساعد وصول المهاجرين بأعداد كبيرة في إطلاق دور جديد لهونج كونج كمركز رئيسي للتصنيع، كما أنها جلبت الطاقة والصناعة المحفزة اقتصاديًا لشخصية المدينة. في العقود الأخيرة، حيث خضع اقتصاد البر الرئيسي للصين لعملية انفتاح، تحولت هونج كونج مرة أخرى هذه المرة إلى اقتصاد قائم على الخدمات بالإضافة إلى بوابة مهمة لأكبر سوق في العالم، كما أن مركز هونج كونج التجاري، يعتبر ثالث أطول بناء في العالم، وجهة رئيسية للمسافرين من رجال الأعمال، وكذلك تعتبر ثالث أكبر سوق للفنون في العالم، بعد لندن، ونيويورك. بموجب مبدأ "دولة واحدة ونظامان"، أصبحت هونج كونج منطقة إدارية خاصة لجمهورية الصين الشعبية في 1 يوليو 1997، يتيح هذا الترتيب للمدينة التمتع بدرجة عالية من الحكم الذاتي، بما في ذلك الحفاظ على نظامها الرأسمالي والمستقل القضاء وسيادة القانون والتجارة الحرة وحرية التعبير. أغلب سكان المنطقة يتحدثون بالصينية، إلا أن الوجود البريطاني بها عدد الثقافات فيها، خلال فترة عملها كمركز صناعي وحتى دورها الحالي كمركز مالي دولي، كان سكان المدينة يتطلعون دائمًا إلى الخارج، نتيجة لذلك، يجري التحدث باللغة الإنجليزية على نطاق واسع، واليوم، هي لغة التفضيل في قطاعات الحكومة وقطاع الأعمال والسياحة، جميع الإشارات الرسمية وإعلانات وسائل النقل العام، وكذلك معظم القوائم بلغتين، وعملتها هي "دولار هونج كونج"، وهي العملة الثامنة الأكثر تداولا على مستوى العالم.