تحدثنا في المقال السابق مباشرة عن معوقات التعليم والبحث العلمي ونعرض في مقالنا هذا كيف يمكن تدارك المعوقات التي تواجه التعليم والبحث العلمي لابد من توافر ارادة سياسة للتغير وخلق اللمناخ المناسب في مجالات التعليم والبحث العلمي تتمثل في دعم أتخاذ قرارات احداث ثورة تعليمية وبحثية شاملة تهدف الى تحقيق طموحات التنمية وان تكون مخرجات التعليم عصرية وان يكون البحث العلمي هو الاساس في عمليات التطوير ويستلزم ذلك إصلاح المجالات الاتية : اولا : مجال أعادة هيكلة المؤسسات التعليمية في منظومة التعليم في مراحله المختلفة على النحو الاتي : أ) هيكلة التعليم الاساسي وضمان عدم وجود متسربين من التعليم وخطوات جادة لمحو الامية واتباع سياسة التعليم في الموقع خيث توجد فئات التسرب وعمالة الاطفال . ب) هيكلة التعليم المتوسط ووضع اطار يسمح بالانتقال من نوع تعليمي الى نوع اخر ( من التعليم العام الى التعليم الفني والعكس ) ت) الاهتمام بالتعليم الفنى العملي لخدمة أهداف التنمية بشكلها الحديث ث) الارتقاء بالمعامل والورش والتجارب والتدريب في الموقع ج) تعديل الهيكل الاداري للاشراف على التعليم والبحث العلمي ومزيد من التحرير والبعد عن المركزية في ادارة المؤسسات التعليمية والبحثية . ح) وضع ضمانات الاستقلال الاكاديمي والاداري للجامعات ومراكز البحوث ومراجعة تجربة انتخابات القيادات الجامعية والبحثية بهدف وضع ضوابط لاتجعلها مجالا للتربيط والالتفاف على تحقيق الاهداف المرجوه منها . خ) تطبيق ما جاء في دستور 2014 من حيث النسب المخصصة للتعليم والبحث العلمي من الناتج القومي فورا مع العمل على زيادتها سنويا لسد العجز الشديد في الامكانات التعليمية والبحثية . د) العمل على جذب التخصصات النادرة ووقف استنزاف هجرة العلماء والباحثين بزيادة رواتبهم والارتقاء بالمكتبات والوسائل التكنولوجية التي تساعدهم على اداء اعمالهم ونشر بحثوثهم وعدم اهمال وجودهم في مخططات التنمية المستدامة في وطنهم . ذ) اعادة النظر في هياكل الجامعات وتحويلها الى جامعات صغيرة العدد لكل جامعة انشطتها ومجالات عملها وذلك بتقسيم الجامعات الكبيرة ودعم الجامعات الناشئة حتى تتمكن من اداء رسالتها ر) توجيه الجامعات الخاصة والاهلية لتكون جامعات عصرية تهتم بالتخصصات الحديثة بدلا من ان تكون جامعات نمطية على نحو الجامعات الحكومية ومراجعة برامجها ومجالات بحوثها . ز) العمل على تفعيل علاقة الجامعات ومؤسسات البحث العلمي بالمجتمع . س) وضع وتفعيل المعاير العالمية وتطبيقها على جميع مؤسسات التعليم والبحث العلمي بغرض الوصول الى الجودة ومراقبة استمرارها . ش) . ايجاد نظم تقيم فعالة وعملية لمنظومة التعليم ومدها الى مؤسسات البحث العلمي وذلك لضمان التفاعل بين الاساتذة والطلاب والباحثين والبيئة المحيطة وان يكون النجاح في ذلك هو اساس اعادة النظر في الموازنات والحوافز لكل مؤسسة تعليمية او بحثية . ص) اعادة النظر في الهيكل الهرمي للاساتذة وكذلك مراجعة نسب اعضاء هيئة التدريس الى الطلاب في كل مراحل التعليم . ض) الاهتمام بالبعثات والمنح والمهمات في المجالات الحديثة وتطوير المكتبات والوسائل التعليمية والبحثية . ط) التطوير المستمر للمقررات واساليب التعليم والتدريس ووضع مخططات للتحديث والمعاصرة . ثانيا : في مجالات الاهتمام بالطلاب وشباب الباحثين : 1. الاهتمام بالانشطة الطلابية لضمان مساهمتها في بناء الشخصية والاعتماد على الذات والتدريب على ممارسة الحقوق واداء الواجبات . 2. الاهتمام بنشر الوعي والتثقيف وبناء الثقة وروح الانتماء من خلال البرامج والمقررات والانشطة العملية . 3. التحرك نحو شغل الفراغ الديني والسياسي والمعلوماتي في اوساط الطلاب وشباب الباحثين من خلال ممارسات فعلية ومناظرات ووسائل اعلام ... وغيرها من الممارسات . 4. الاهتمام بالمدارس والمنشأت التعليمية وتحديثها حتى تعود لها هيبتها وتكون محل ثقة الطلاب واولياء الامور ورصد الاعتمادات اللازمة . 5. انشاء المدارس الحديثة والعمل على انهاء ظاهرة التكدس في الفصول الدراسية . 6. اعادة نسج العلاقة بين الطالب والاستاذ من خلال الاشراف العلمي والريادة الطلابية وحرية تكوين الاسر وتحرير لائحة الانشطة الطلابية من القيود مع ضمان الاحترام المتبادل بين الطالب والاستاذ . 7. اعادة الهيبة للمعلمين وتوفير احتياجاتهم التي تغنبهم بدلا من الدروس الخصوصية وتضمن حسن المظهر 8. العمل على ازالة الفوارق الثقافية من خريجي المدارس والجامعات الخاصة ونظرائهم في المدارس والجامعات الحكومية . 9. استمرار مجانية التعليم كاهم ضمانات العدالة الاجتماعية . 10. الاهتمام بالتربية كأحد أهم عوامل الالتزام الديني والاخلاقي والوطني بما يضمن توالد اجيال تخدم وطنها وتخدم ذاتها وتكون اكثر فاعلية في بناء الاسرة . 11. ايجاد بدائل مناسبة للدروس الخصوصية بأعتبارها عمل غير اخلاقي ثالثا : في مجال البحث العلمي : 1) اعادة تنظيم مؤسسات البحث العلمي والعمل على الترابط فيما بينها من ناحية وبينها وبين الجامعات كهيئات بحثية وكذلك وهو الاهم بينهما وبين مؤسسات الدولة وهيئاتها 2) استمرار تنمية الكوادر البحثية وتوفيرضانات الاحتكاك الدولي واكتساب الخبرة من نظرائهم في الدول المتقدمة وتنمية روح الابكار والابداع في مختلف مجالات العلوم . 3) الاهتمام بمراكز التميز العلمي في الجامعات والمعاهد البحثية وادخال القطاع الخاص في هذه الانشطة من خلال مشروعات بحثية مشتركة في جميع مجالات الانتاج والخدمات . 4) اعطاء الحرية الاكاديمية لشباب الباحثين في اطار خطط بحثية حديثة ومتطورة ومراجعة ضوابط منح الدرجات العلمية واعادة صياغة العلاقة بين الباحث الشاب وبين الاساتذة المشرفين ورعلية الموهوبين . 5) عودة الهيبة للعلاقة بين الباحث الشاب والاستاذ ووقف الاستنزاف الحالي لهذه العلاقة لما لها من خطر على اخلاقيات البحث العلمي . 6) الاهتمام بالتطبيق العملي لناتج البحث العلمي وتطوير التكنولوجيات والمعارف وملاحقة الجديد على مستوى العالم في هذا المجال .