«يا فرحة ما تمت» مثل شعبى يردده المئات من أهالى مدينة أسوان يومياً بعد ترددهم على مستشفى أسوان الجامعى، الذى لم يكن يتخيل أحد أنه سيزيد من آلامهم بعد أن ظنوا أنه سيستفيد منها أبناء المحافظة، الذين حرموا لسنوات من الخدمة الطبية المتميزة وبسعر يناسب محدودى الدخل والبسطاء من المواطنين الذين لا يمتلكون ثمن العلاج والذهاب إلى الأطباء فى العيادات الخارجية. كان أهالى أسوان قد فوجئوا بتحويل المستشفى الحكومى الوحيد بمدينة أسوان ونقل تبعيته إلى الجامعة، ولأنه لا رقيب عليه سوى وزارة التعليم العالى ارتفعت معه جميع تكاليف الكشف والعلاج حتى تذكرة الزيارة إلى أضعاف ما كانت عليه كمستشفى تعليمى. تقول ألفت صالح، محامية ومنسقة حملة «نعم لإلغاء المستشفى الجامعى وإعادته لمستشفى عام»: إن فكرة الحملة مطلب جماهيرى للآلاف من أهالى أسوان، وقد جمعنا مئات التوقيعات من المواطنين، لأن المدينة لا يوجد بها مستشفى عام، فهل من المعقول أن يتحول إلى استثمار، ويكون المستشفى العام بمنطقة الصداقة الجديدة، التى هى منطقة جبلية عالية؟. وأضافت «صالح»: إن تحويل كل الخدمات الطبية بمقابل مادى عال، لا يتناسب مع الوضع الاقتصادى للمواطنين، خاصة بعد أن كان المستشفى يؤدى الخدمة بالمجان، كما تم إلغاء الزيارات المجانية التى كانت فى يومى الجمعة والأحد والأعياد والمناسبات، دون أن يكون هناك تطوير أو خدمات طبية إضافية، فى الوقت الذى تكون فيه الزيارة فى المستشفى الجامعى بأسيوط لا تتجاوز الجنيهين. ويضيف أيمن صفوت، المسئول الإعلامى لحملة «مستقبل وطن» بأسوان، إن تكلفة الأشعة المقطعية ارتفعت وأصبحت أكثر من 200 جنيه، فى الوقت الذى كانت فيه الأشعة بالمجان ويستطيع طبيب الاستقبال بتوقيع منه إجراء الأشعة المقطعية على المريض دون مقابل، ولكن الحال تبدل تماماً، حتى إن المريض إذا طُلبت منه الأشعة المقطعية وحالته لا تستدعى احتجازه بالمستشفى يقوم بدفع قيمة الأشعة بالكامل، ولا يتم احتسابها على نفقة الدولة إلا فى حال احتجاز المريض بالمستشفى، فنطالب بعودة المستشفى الجامعى إلى تعليمى أو عام كما كانت منذ سنوات، مشيراً إلى أنه تم وضع حجر أساس المستشفى العام الجديد بمنطقة الصداقة الجديدة مرتين إحداهما فى عهد الرئيس المعزول محمد مرسى والثانية فى عهد الحكومة الحالية، إلا أنه لم يتم وضع حتى حجر واحد فى المستشفى العام الجديد. وطالب صفوت، بضرورة إعادة النظر فى رفع سعر تذاكر الزيارة ل5 جنيهات بمستشفى أسوان الجامعى، خاصة فى ظل الظروف الاقتصادية المتدنية للمواطنين، فمن غير المعقول أن يصل سعر الزيارة لساعات قليلة إلى هذا المبلغ، خاصة أن سعر تذاكر الزيارة فى المستشفيات الجامعية سواء فى القاهرة وأسيوط تصل إلى جنيه واحد أو جنيهين. وقال عبدالله مبارك، رئيس الاتحاد النوبى العام بأسوان، إن المدينة أصبح لا يوجد بها مستشفى عام تابع لوزارة الصحة يُقدم الخدمة الطبية والصحية للمرضى البسطاء، حيث تم اختيار موقع بديل للمستشفى العام الجديد بمنطقة الصداقة الجديدة التى تبعد عن وسط المدينة، مما يكبد المريض مشقة ومصاريف باهظة. وطالب رئيس الاتحاد النوبى، وزارة الصحة بالإبقاء على المستشفى التعليمى فى موقعه الحالى، وإيجاد البديل للمستشفى الجامعى ونقله إلى منطقة كركر أو المستشفى العسكرى المغلق بمدينة أسوان. من جانبه أكد الأستاذ الدكتور منصور كباش، رئيس جامعة أسوان، أن القرار الجمهورى بتحويل المستشفى التعليمى إلى جامعى قرار تاريخى، من شأنه نقل المحافظة إلى وضع صحى أفضل بمرور الأيام، وإن زيادة سعر تذكرة العيادات الخارجية والدخول للمستشفى الجامعى تأتى من حرصنا على توفير رعاية أكبر للمرضى من خلال تقديم خدمة طبية متميزة لأن كل الخدمة بالمجان، ولابد من دخول أسعار التذاكر فى صندوق الخدمة بالمستشفى الذى نقوم من خلاله بالصرف على شراء المستلزمات الطبية والأدوية وغيرها لمصلحة المريض، كما نقوم بدفع رواتب العمالة المؤقتة، ومن جانب آخر نريد أيضاً أن نخفف الزيارة على المريض لراحته. من جانبه تعجب اللواء مصطفى يسرى، محافظ أسوان، من تسليم المستشفى التعليمى الوحيد العام الماضى، مؤكداً أنه خلال توليه قيادة المحافظة فى ال6 أشهر الماضية بدأت المحافظة فى إيجاد حلول بديلة للصحة، وذلك من خلال تجديد مستشفى طبى صغير بقرية غرب أسوان، وتزويدها ببعض الأجهزة الطبية الحديثة، كما تطورت الخدمة العلاجية فى الوحدات والمراكز الصحية التابعة لمديرية الصحة، كما أنه منذ أيام تم تسليم الأرض الخاصة بالمستشفى العام بالصداقة الجديدة، لإحدى الشركات ورصدت الحكومة مبلغ 140 مليون جنيه، وسيتم استلام المستشفى بعد 12 شهرا من الآن.