أنا لا أعلم ماذا يحدث الآن.. فالإخوان المسلمون وبعض التيارات الدينية كانت معنا فى المظاهرات السلمية والاعتصامات والوقفات الاحتجاجية على مدار عام كامل قبل قيام الثورة وخلال أيام الثورة، وذلك إيمانا من الجميع بحق التظاهر والتعبير السلمى الحر عن الرأى والفكر وكنا ندين ونشجب ونثور حينما كان يتصدى لنا الأمن ويحاصرنا خلال تلك الوقفات والتظاهرات. الآن أصبحت المظاهرات والاعتصامات ليست مجرمة فقط بل أصبحت كفراً يستحل فيه إهدار الدماء ويطلع علينا الشيخ «هشام إسلام» يفتى بقتل المتظاهرين لأنهم خوارج ويقع عليهم حد الحرابة. و«المحلاوى» يقول إن الخروج عن الحاكم وانتقاده ومعارضته حرام شرعاًَ وطاعته فرض مثل الصلاة.. ألم يكن حسنى مبارك حاكماً لمصر حينما قمنا بثورتنا العظيمة؟! اتصل بى أحد الشباب المعتصمين عند قصر الاتحادية اسمه طه محمد هو وبعض زملائه، وقال لى نحن نقف على الرصيف المقابل للقصر لا نتكلم ولا نعيق حركة المرور بل نحمل لافتات بكل مطالبنا وهى مشروعة، نطالب بإعادة النظر فى شروط القبول بالكليات والمعاهد العسكرية وخرج علينا ضابط من الحرس الجمهورى وقال إن التظاهر أصبح مجرماً ولا بد من إخلاء الرصيف مباشرة وإلا سوف نلقى القبض عليكم فماذا نفعل؟ ولمن نلجأ؟ كما طالعتنا الصحف أن نيابة أمن الدولة سوف تستدعى رؤساء تحرير جريدة «صوت الأمة» و«الفجر» و«الدستور» لسماع أقوالهم فى البلاغ المقدم ضدهم بتهمة الإساءة لشخص الرئيس، وهنا أتساءل ما الفرق بين النظام السابق وما نحن فيه الآن؟! هل أصبحت الآن الديمقراطية هى صندوق الانتخابات فقط؟ وأن حرية الرأى لم تصبح الآن ضمن عناصر الديمقراطية التى نادى بها الشعب؟ سابقاً كان الاختلاف سياسياً أما الآن أصبح الاختلاف يجرم بفتوى دينية وهى أقوى مليون مرة من الاختلاف السياسى تأثيراً. حتى متى يخرج علينا شيوخنا الأفاضل يحرمون ويحللون ما يحلو لهم؟ والمواطن البسيط يسمع لهم لأنه لا يريد من الدنيا إلا رضا الخالق. بالله عليكم ارحمونا من الفتاوى التى سوف تغير هوية مصر والمصريين. وعلى حزب «الحرية والعدالة» أن يخرج علينا يوضح رؤيته ولا يمسك العصا من الوسط.