توفي 63 شخصا على الأقل، بسبب الجوع ونقص المواد الطبية في مخيم اليرموك في جنوبدمشق، والذي تحاصره القوات النظامية منذ أشهر، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم. وقال المرصد في بريد إلكتروني: "ارتفع إلى 63 عدد المواطنين الذين فارقوا الحياة جراء سوء الأوضاع الصحية والمعيشية، والنقص الحاد في الأغذية والأدوية، في مخيم اليرموك-للاجئين الفلسطينيين- وذلك نتيجة للحصار الذي فرضته القوات النظامية وعناصر الجبهة الشعبية "القيادة العامة"- تنظيم فلسطيني موال لدمشق- على المخيم منذ نحو 200 يوم. وأوضح أن 61 شخصا قضوا خلال الأشهر الثلاثة الماضية في المخيم، جراء تدهور الأوضاع الإنسانية والارتفاع الكبير في أسعار المواد الغذائية الأساسية النادرة الوجود أساسا. ودخلت قافلة من المساعدات الإنسانية إلى المخيم الأسبوع الماضي، للمرة الاولى منذ أربعة أشهر. ويسيطر مقاتلو المعارضة على غالبية المخيم. وحذرت المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الاممالمتحدة نافي بيلاي، في وقت سابق من أن منع المساعدات عن المدنيين المحتاجين يرقى إلى مستوى "جريمة حرب". وتفرض القوات النظامية حصارا على مناطق أخرى في سوريا تسيطر عليها المعارضة المسلحة، لا سيما أحياء وسط مدينة حمص. ويقول ناشطون: إن مئات العائلات تعاني جراء الحصار المستمر منذ نحو 600 يوم، يضاف إليها قصف شبه يومي من القوات النظامية. وفي مسعى لتسليط الضوء على الأوضاع الصعبة في ثالث كبرى مدن سوريا، أطلق ناشطون في حمص هذا الأسبوع، حملة تقوم على نشر لافتات صغيرة صفراء اللون، كتبت فيها عبارات تصور وضع الأحياء المحاصرة. وأظهرت صور وزعها الناشط يزن الحمصي، بعضا من هذه اللافتات، ومنها "300 طفل من دون تعليم منذ عامين". وحمل شاب في المدينة لافتة كتب فيها "100 حالة بحاجة لعمليات جراحية مستعجلة". وتعاني الغوطة الشرقية قرب دمشق ظروفا معيشية مماثلة، بحسب ما يقول لوكالة أنباء "فرانس برس" عبر الإنترنت الناشط طارق الدمشقي. وقال الدمشقي: لم يعد ثمة إمكانية للحياة. الحصار خانق. لا يوجد عمل أو أموال أو دواء أو خبز، وإذا توافر يكون بأسعار جنونية. في غضون ذلك، تواصلت أعمال العنف في مناطق واسعة من سوريا، تزامنا مع أعمال مؤتمر "جنيف- 2"، المخصص للبحث عن حل للنزاع. وتعرضت مناطق في الغوطة الشرقية لقصف من النظام، تزامنا مع اشتباكات بين مقاتلي المعارضة من جهة، والقوات النظامية مدعومة بعناصر من حزب الله اللبناني ولواء "أبو الفضل العباس" المكون في غالبيته من مقاتلين عراقيين شيعة، بحسب المرصد.