اعتبرت منظمة العفو الدولية الخميس ان حصار القوات النظامية السورية لبعض المناطق التي تسيطر عليها المعارضة هو "جريمة حرب"، مطالبة بفك هذا الحصار تزامنا مع مؤتمر جنيف-2 الاسبوع المقبل. وقال مدير المنظمة في الشرق الاوسط وشمال افريقيا فيليب لوثر ان "الحكومة السورية تعاقب في شكل ظالم المدنيين المقيمين في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة. تجويع المدنيين كوسيلة حرب هو جريمة حرب"، وذلك في بيان اصدرته المنظمة . اضاف "يجب رفع الحصار (عن هذه المناطق) فورا، وعدم استخدام المساعدات الانسانية كوسيلة لتحقيق مكتسبات عسكرية او سياسية". واوضح البيان ان "الحكومة السورية اعترضت ايصال مساعدات حيوية الى السكان المدنيين في دمشق ومحيطها، ومنهم سكان مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين" الذي يسيطر مقاتلون معارضون على اجزاء واسعة منه منذ عام، وتفرض قوات النظام حصارا مشددا عليه منذ اشهر. وتطالب منظمات حقوقية بفك الحصار عن المخيم. واتهم وزير العمل الفلسطيني احمد مجدلاني الثلاثاء "تنظيمات ارهابية" بالحيلوله دون دخول المساعدات الى المخيم. ووثق المرصد السوري لحقوق الانسان مقتل نحو خمسين شخصا في الاشهر الثلاثة الماضية في اليرموك جراء نقص المواد الغذائية والدواء، آخرهم شخصان الخميس. كما اشارت منظمة العفو الى ان الحصار على معضمية الشام والغوطة الشرقية قرب دمشق، اضافة الى مناطق اخرى ابرزها احياء المعارضة في مدينة حمص وسط سوريا، "ترك مدنيين يائسين محاصرين في ظل نقص حاد في الغذاء والمواد الطبية". وشددت المنظمة على وجوب ان يهدف مؤتمر جنيف-2 "بشكل عاجل الى انهاء الحصار الذي تفرضه القوات الحكومية على بلدات تسيطر عليها المعارضة، حيث يموت الناس من الجوع". ودعت طرفي النزاع الى "التزام تأمين وصول غير مشروط للمنظمة الانسانية العاملة في سوريا خلال المحادثات المدعومة من الاممالمتحدة". ويبدأ المؤتمر اعماله في 22 يناير في مدينة مونترو السويسرية ويستكملها في جنيف، سعيا للتوصل الى حل للازمة بمشاركة ممثلين لنظام الرئيس بشار الاسد والمعارضة. ودعا لوثر "كل الاطراف المعنية بجنيف-2، من الاممالمتحدة والحكومة السورية والائتلاف الوطني السوري، الى جعل رفع المعاناة عن الشعب السوري اولوية قصوى". كما طالبت المنظمة المشاركين في المؤتمر "بضمان الافراج عن كل الناشطين السلميين، ومنهم المدافعون عن حقوق الانسان والسجناء المدنيون". واندلعت منذ منتصف مارس 2011 احتجاجات مناهضة لنظام الرئيس الاسد، تحولت الى نزاع دموى اودى بحياةاكثر من 130 الف شخص.