رأى عدد من الخبراء والدبلوماسيين، أن وفاة رئيس الوزراء الإثيوبى «مليس زيناوى» قد تؤثر على العلاقات بين مصر وإثيوبيا، لاسيما فى قضية «مياه النيل» وأزمة سد الألفية، والخلافات الواقعة بين مصر وإثيوبيا خلال السنوات الماضية، التى كان يقودها «زيناوى» ضد مصر. ودعا الدبلوماسيون والخبراء إلى استغلال الحدث بسرعة وتفهم الموقف الإثيوبى وإعادة العلاقات مع رئيس الوزراء الجديد، وبدء مفاوضات جديدة فى أزمة «مياه النيل». وقال الدكتور أيمن شبانة، أستاذ النظم الأفريقية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، ل«الوطن» إن الدستور الإثيوبى ينظم عملية خلافة رئيس الوزراء، حال غيابه أو عجزه عن العمل، حيث يعقب ذلك فترة انتقالية، ينتخب خلالها رئيس وزراء جديد، على أن يتولى نائب رئيس الوزراء مهامه خلال الفترة الانتقالية، حتى الانتخابات الجديدة. وأضاف أن الدستور الإثيوبى لا يمنع نائب رئيس الوزراء الحالى هايلى ماريام ديسالين، من الترشح لرئاسة الوزراء، خاصة أن فرص فوزه كبيرة لأنه من داخل النظام وموجود فى السلطة ويحمل نفس التوجهات. واعتبر شبانة أن وفاة زيناوى كانت مفاجئة، نظراً لصغر سنة، حيث لم يتجاوز 57 عاماً، رغم أنه توفى بعد صراع مع المرض، موضحاً أن أبرز المرشحين لخلافة زيناوى، من الشخصيات المرموقة فى نظامه، هم وزير الخارجية سيون ميسيفين، ووزير الرى الحالى ونائب رئيس الوزراء أليامو تيجينو. ولفت إلى أن الحزب الحاكم الحاصل على الأغلبية لديه كوادر كثيرة، ولن تخرج رئاسة الوزراء عن الشخصيات القيادية بالحزب أو الوزراء الحاليين والسابقين وأن اختيار الشخص سيخضع لتوافقات كثيرة. وطالب شبانة المسئولين المصريين بإرسال وفد رفيع المستوى لإثيوبيا للعزاء، وأن يضم الوفد هشام قنديل، رئيس الوزراء، أو نائب الرئيس، ووزيرى الخارجية والرى. وقال الدكتور هانى رسلان الخبير بمركز الأهرام للدراسات ومسئول ملف حوض النيل، إن وفاة زيناوى ستؤثر على شكل العلاقات بين مصر وإثيوبيا بشكل غير مباشر، وقد تؤدى لحل الخلافات بشكلها الجوهرى، واعتبر أن وفاته تمثل فرصة جيدة لمصر لتعديل مواقفها وتعزيز علاقتها السياسية والاقتصادية والإقليمية بإثيوبيا، ما يؤدى لتعديل اتفاقية «عنتيبى»، وأضاف أن زيناوى كان صاحب مشروع استراتيجى، يهدف إلى وضع إثيوبيا فى مكانة اقتصادية كبيرة، والهيمنة على دول القرن الأفريقى وإبعاد سيادة مصر عن المنطقة. وفى المقابل، لم يتوقع السفير محمود شكرى، عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، تحسن العلاقات بين مصر وإثيوبيا بوفاة زيناوى، لأنها تعتمد على سياسات ماضية، لكن الفرصة أمام مصر لتحسين الصورة مع الشخصية الجديدة التى تتولى الحكم فى أديس أبابا، وربما يتوصل الرئيس مرسى لتفاهمات جديدة تزيد من دور مصر فى المنطقة. وأضاف أن مصر تحتاج لتعزيز العلاقة مع إثيوبيا بشكل عاجل، للسيطرة على أزمة حوض النيل.