قال وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان، إن بلاده تعتزم إنشاء قواعد أمامية جديدة وتوسيع وجودها العسكري في منطقة الساحل المضطربة في إفريقيا لمواجهة التهديد الإرهابي من الجماعات المتطرفة مثل تنظيم "القاعدة". وفي مقابلة حصرية أمس ل"أسوشيتد برس"، صرح جان-إيف لو دريان بأن فرنسا تتجه نحو نهج إقليمي لمكافحة الإرهاب في المستعمرات الفرنسية السابقة مثل تشادوساحل العاج وبوركينا فاسو والنيجرومالي. وكانت القوات الفرنسية قد طردت المسلحين المرتبطين بتنظيم "القاعدة" من شمال مالي العام الماضي. ويعتزم الوزير شرح هذه الخطة للمسؤولين الأمريكيين خلال زيارته لواشنطن هذا الأسبوع. وعملت فرنسا بشكل وثيق مع القوات الأمريكية في مجال مكافحة التطرف في إفريقيا. ودعمت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما التدخل العسكري الأمريكي في مالي، واعتبرته مثالا على المواقف التي يمكن لحلفاء أمريكا أن يقوموا فيه بدور رئيسي في مساعدة الدول الأقل نموا في حربها ضد "القاعدة" وغيرها من الجماعات المتشددة، من دون الحاجة إلى إرسال قوات أمريكية. وقال "لودريان" إن خطة مكافحة الإرهاب قدمت بشكل مفصل للرئيس فرانسوا أولاند أواخر الشهر الماضي، لكنها لم تعلن بعد، وأضاف أنها ستتضمن إنشاء قواعد لمهام متخصصة مثل اللوجستيات وجمع المعلومات وطائرات مقاتلة. وقال الوزير: "سنقوم بإعادة تنظيم انتشارنا في إفريقيا ليكون أكثر تفاعلية بشأن الأزمات المحتملة. سيكون لدينا نفس العدد من الجنود -ثلاثة آلاف في منطقة الساحل- لكنهم سيكونون منظمين بشكل مختلف". وقال "لودريان"، بشأن عاصمة ساحل العاج التجارية: "إننا ذاهبون لتعزيز أبيدجان كنقطة بداية وكمدخل دعم لوجستي. وبعد ذلك، سنقوم بتعزيز قدرة التدخل في كل موقع مختلف". وبموجب الخطة، فإن مدينة نجامينا، عاصمة تشاد، ستكون مركز القوة الجوية الفرنسية في المنطقة وقاعدة للطائرات من طراز رافال وميراج. وسيتم تجهيز موقع واحد في نيامي -عاصمة النيجر- بالطائرات بدون طيار مثل الطائرة غير المأهولة فرنسية الصنع من طراز هارفانج، اعتبارا من أول رحلة رسمية لها الاثنين، والطائرة غير المأهولة أمريكية الصنع من طراز "ريبر". ويأتي هذا النهج الجديد على وقع توصيات استراتيجية نشرت العام الماضي في "الورقة البيضاء"، وهي مراجعة للعمليات الأمنية والدفاعية الفرنسية التي ركزت لأول مرة على إفريقيا. وفي ظل حكم الرئيس فرانسوا أولاند، صديق "لودريان" وحليفه في الحزب الاشتراكي، استعرضت فرنسا عضلاتها العسكرية خلال العام الماضي في مشهد نادر. وأشرف "لودريان" على ما بدأ كجهود شبه فردية قامت بها فرنسا في مالي وجمهورية إفريقيا الوسطى، حيث تم نشر نحو 1600 جندي فرنسي و4600 جندي إفريقي منذ الشهر الماضي للمساعدة في وقف أعمال العنف بين المسلمين والمسيحيين. وقبل عام تم نشر قوات فرنسية في شمال مالي لوقف تقدم المسلحين المرتبطين ب"القاعدة" والذين كانوا يهددون الحكومة المركزية في مالي، وما زالت فرنسا تحافظ على وجود هناك لمساعدة مالي في استعادة الاستقرار. وأشار "لودريان"، الذي عاد يوم الاثنين من سابع رحلة له إلى مالي خلال اثني عشر شهرا، إلى أن بعض المتشددين المنتمين ل"القاعدة" في شمال إفريقيا فروا من مالي إلى ليبيا؛ حيث تعاني الحكومة المركزية هناك من حالة من الضعف تمنعها من ضمان الأمن في الجنوب ومناطق الحدود الليبية غير المؤمنة. وقال "لودريان": "لا توجد مخاطرة في تراكم التهديد المنظم على المدى القصير في مالي. ولكن هناك تهديد شامل في منطقة الساحل، حيث بدأت قواعد الانطلاق في الانتظام من جديد، في جنوب ليبيا". وعبر "لودريان" عن أسفه في أن الغرب لم يوفر "متابعة" في ليبيا بعدما ساعد سلاح الجو التابع ل"الناتو" في إسقاط معمر القذافي عام 2011، وقال إنه خطط للإعلان عن بواعث قلقه بشأن ليبيا أثناء زيارته إلى واشنطن.